تشهد فاكهة البرتقال إقبالا لافتا عليها من طرف المواطنين خلال شهر رمضان الفضيل بولاية بومرداس، بفعل فوائدها الصحية الهامة من جهة، وسعرها الثابت والمعقول أيضا منذ بداية جني هذا المحصول الموسمي من جهة أخرى، حيث استطاعت هذه الشعبة الفلاحية تغطية السوق المحلي وتفضيل تعويض فواكه من بينها نذكر فاكهة الموز التي شهدت عدم استقرار في الأسعار قبل تدخل السلطات العمومية ومصالح التجارة لضبط السوق، والضرب بيد من حديد من أجل وقف مخطط المضاربين.
تعتبر شعبة الحمضيات واحدة من الشعب الفلاحية الرئيسية بولاية بومرداس التي تسهر على تموين السوق المحلي والجهوي بمختلف أنواع المنتجات على غرار البرتقال بجميع أنواعه، مثل الكليمونتين أو اليوسفي والليمون مقابل تسجيل توسّع في المساحة المغروسة من سنة إلى أخرى، بفضل المرافقة وعملية الدعم وأيضا مردودية الإنتاج الموسمي الوفير والمغري للفلاحين، حيث يتربع هذا النشاط على مساحة إجمالية تزيد عن 3100 هكتار بنسبة زيادة تجاوزت 17 بالمائة، خلال الأربع سنوات الأخيرة حسب تقديرات مديرية المصالح الفلاحية.
وعرف الموسم الفلاحي لهذه السنة إنتاجا قياسيا بتقديرات قد تصل إلى 500 ألف قنطار لكلّ الأنواع خاصة البرتقال من نوعية “طومسون نافال” و«وواشنطن نافال” الأكثر حضورا من بين المحاصيل بمعدل تجاوز 180 قنطار في الهكتار، الأمر الذي ساهم في إغراق السوق المحلي بكميات كبيرة ساهمت في استقرار الأسعار بصفة كبيرة مقارنة مع السنة الماضية، بحسب المواطنين الذين وجدوا في هذه الفاكهة ملاذا وبديلا عن باقي الفواكه الأخرى خاصة في فاكهة الموز التي وصل سعرها حدود 600 دج، ممّا دفع إلى التسبب في ظاهرة عزوف كبيرة من قبل العديد من الزبائن بجميع فئاتهم الاجتماعية منها العائلات المحدودة والمتوسطة الدخل، كردّ فعل وموقف نابع عن قناعة من أجل التعبير عن رفضهم لمخطط التلاعب بالأسعار من قبل التجار على حساب قدرتهم الشرائية.
وتشهد الأسواق المحلية ونقاط بيع الخضر والفواكه بولاية بومرداس حضورا قويا لهذه الفاكهة بكلّ الأنواع، علما أنّ الأسعار تتراوح بين 75 دج و130 دج بالنسبة للنوعية الجيدة، ممّا زاد الإقبال عليها خلال شهر رمضان، حيث تفضل أغلب العائلات اقتناء كميات معتبرة منها من أجل تحضير العصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات والسعرات الحرارية المفيدة لجسم الصائم كبديل للمشروبات الصناعية والغازية التي تعرف تراجعا وشبه عزوف من قبل العديد من المستهلكين بسبب أضرارها الجانبية على صحة المواطن وبدرجة أكبر بالنسبة للمرضى وارتفاع منسوب الوعي نتيجة حملات التوعية والتحسيس وأيضا وجود البدائل التي تعرضها محاصيل شعبة الحمضيات.
وتبقى فاكهة البرتقال، تلبي حاجيات مائدة رمضان بالنسبة للعائلات في ولاية بومرداس وتعوض النقص المسجل في الفواكه، منها فاكهة الموز المستوردة وحتى لبعض المنتجات المحلية كفاكهة التفاح التي تشهد أسعارها تذبذبا وعدم استقرار والسعر يحدّد على ضوء الجودة وكذا حجم التفاح، حيث لم تنخفض أسعارها عن مستوى 400 دج للكلغ بالنسبة للنوعية المتوسطة و300 دج للنوعية الأولى الأقلّ جودة، في انتظار تراجع أسعار البطيخ الأحمر الذي بدأ يسوّق مؤخرا، فيما تبقى فاكهة الفرولة الحاضرة بقوّة وبأسعار معقولة ويسجل عليها الإقبال الكبير، كونها تعد فاكهة أساسية في تحضير سلطة الفاكهة الأكثر حضورا في مثل هذه المناسبات وإلى جانب فاكهة الموز في انتظار انعكاس الإجراءات الأخيرة للحكومة ووزارة التجارة المتوقع أن تضبط السوق الوطني بشكل نهائي، وبالتالي عودة استقرار الأسعار عند مؤشراتها الاقتصادية الحقيقية وفق قاعدة العرض والطلب.