مناسبة للاعتزاز بتجربة إعلامية فذة مليئة بالتضحيات

55 سنة من المهنية و التكريس للإعلام الجواري الهادف

معسكر: أم الخير سلاطني

يحدث أن تنطفئ الشموع و تطوى صفحات العمر و هو يتقدم ، كما يحدث أيضا أن تبعث من الجمر المتقد مشاعل لا تنطفئ بسهولة ، هكذا هي جريدة«الشعب »، بعد 55 سنة من الوجود ، لا تضحي فقط من أجل الاستمرارية إنما تصر بعزيمة أبنائها و قرائها على ذلك.  
لا تخفى على العيان ، الملفات المحلية و مواضيعها المتجددة و المتميزة  في مجالات شتى التي تسعى «الشعب» إلى طرحها و تقديمها أسبوعيا  لتسليط الضوء على التنمية المحلية في مختلف القطاعات و من زوايا مختلفة أيضا ، زيادة إلى التغطية الإعلامية اليومية للأحداث و المستجدات عبر مقالات صحفية مفصلة لا تُغفل متابعة الصغيرة و الكبيرة من المستجدات و الأحداث و تغطية شاملة و مضمونة لكافة التظاهرات و الملتقيات و اللقاءات.

واكبت «الشعب» مسار الدولة و هي تبني أسس الديمقراطية التشاركية كقاعدة للحكم الراشد في جهود تستدعي الدعم و الإسناد ،باستطلاعها لأرأي النخبة عن تطلعاتهم للإصلاحات السياسية و الاقتصادية التي ما تزال قائمة ، و من بين ذلك ما سبق التعديل الدستوري من تجنيد لكفاءاتها في سبيل إثراء الملف بالأفكار و الآراء و الاقتراحات إلى دورها الفاعل في المناسبات الانتخابية و الوطنية مجتهدة في إبراز ما يستحق الذكر و التنويه من إنجازات و عملها على الجمع بين ما حقق و ما يبقى حيز التحقيق من النقائص ، كما كان من بين تلك المواضيع التي لم تتأخر «الشعب»  في معالجتها قبل سنوات خلت و ظلت ترتكز عليها متمسكة و ملتزمة بخطها الافتتاحي ، مطلب المنتخبين المحليين بتوسيع صلاحياتهم حيث كانت «الشعب»  سباقة إلى طرح الموضوع و معالجته بإثراء النقاش و فتح الحوار المباشر مع المنتخبين أنفسهم و استطلاع رأيهم ، حدث هذا قبل سنوات من أن تصبح مسألة توسيع صلاحيات المنتخبين بالمجالس المحلية حديث رؤساء الأحزاب السياسية و مشروع لإصلاحات قانونية عميقة ستطرأ على قانون البلدية و الولاية في القريب العاجل و كان ذلك مجالا علق عليه احد المنتخبين المحليين بمعسكر مؤكدا كما لو كانت للجريدة نظرة استشرافية لما هو متوقع إصلاحه حاليا و كان بمثابة الحلم الصعب المنال بالنسبة للمنتخبين في سياق حديث سابق لرئيس بلدية البرج بولاية معسكر السيد عالم يوسف ، فضلا عن المواضيع المحلية و الوطنية الثرية بالطرح و النقد البناء التي تقدمها «الشعب» يوميا لقرائها و التي ساهمت بشكل أو بآخر في معالجة مشاكل عالقة و تسوية وضعيات معقدة من طرف السلطات المحلية أو المركزية التي لا تهمل متابعة و مطالعة ما ينشر على «أم الجرائد «  على غرار ما انفردت بنشره  من حقائق و معاناة تعيشها الشرائح الهشة من المجتمع بمن فيهم عمال النظافة البسطاء ، و هي إفرازات ايجابية وجب الإشارة إليها ،تظهر المكانة التي ظلت جريدة «الشعب» تحتفظ بها رغم الزخم الإعلامي و التطور التكنولوجي الذي قضى على بعض العناوين و بدد بشكل فضيع تأثير الصحافة المكتوبة على مختلف المشاهد الاجتماعية ، الثقافية ، التنموية و السياسية و غيرها ،
 فعلى الصعيد الثقافي الذي يعتبر عصبا مركزيا لتنمية الوطن و المجتمع تهتم «الشعب» من خلال المواضيع التي تقدمها النخبة من صحفييها بمعالجة المسائل التي تشغل ذهن المفكرين و المثقفين و تقدم بالموازاة مع ذلك الحلول المقترحة المؤسـِّسة للنقد السليم و البناء ،و على سبيل الاعتزاز بالمجهودات التي تبذلها النخبة الإعلامية بمؤسستنا العمومية ذات الخط الأصيل الذي لا يتبدل و العنوان الشامخ الذي لا تبدد ، لا بأس أن نقف لتقييم أنفسنا في هذه المناسبة في أعين قرائنا الأوفياء الذين يميزهم عن غيرهم حب المعرفة و الرغبة في الاطلاع على مضامين المواضيع الجادة و الهادفة و لا تؤثر في أذهانهم العناوين البراقة و الأخبار التهويلية ، ليس لأننا نقول أننا أفضل من غيرنا لكن من زاوية التميز عن البقية بالجدية و الالتزام بالضمير المهني الإعلامي في وسط صارت تميزه الفوضى و الرداءة في أغلب الأحيان هذا في حال الإقرار بما يفرزه المشهد الإعلامي من تجاذبات تؤثر سلبا على المجتمع أكثر مما تنفعه فترتقي بالفكر الجماعي .
 فمن بين تلك المواضيع التي سهر طاقم الشعب على معالجتها و تسليط الضوء عليها على الصعيد الثقافي -على سبيل الذكر، معضلة المسرح الوطني و المسارح الجهوية  و معاناتها مع أزمة التمويل و الإنتاج ، حيث ظلت «الشعب» تتناول مثل هذه المواضيع في ملفاتها الثقافية و حولت صفحاتها إلى منبر يتحدث فيه أب الفنون عن مشاكله بدون قيد أو عقد من انتماء هذا الصرح الإعلامي إلى القطاع العمومي ، إذ يغلب الظن أن الإعلام العمومي لا يبيح الحديث عن المشاكل و لا يجيز لمهنييه حرية النقد  ، أو أن الإعلام العمومي يقدم من الأخبار أجملها و يتجنب ذكر المساوئ و النقائص خاصة إذا ما تعلق الأمر بالخطابات و التصريحات الرسمية للمسؤولين ، و من باب ضرب المثل يقول مدير المسرح الجهوي لمعسكر الفنان المسرحي أحمد خوصة في إشادة بالفرص التي أتاحتها الشعب لأهل الفن و نخبة المثقفين لمناقشة إهتمامتهم و انشغالاتهم ، أن أحد المواضيع المميزة الموسومة بمشاكل المسرح أتت بنتيجة ايجابية ظهر أثرها على مردودية المسرح الجهوي بمعسكر الأمر الذي زاد من تألقه و تنوع إنتاجاته الفنية المسرحية .
 الأستاذة بقسم الفنون بجامعة مستغانم خيرة بوعتو
التي أكدت أنها لم تتوقع أن تنشر لها مساهمات و مواضيع تنتقد المشهد الثقافي و تزعج القائمين عليه -على جريدة عمومية .
أما الدكتور جلال بسكك من جامعة تيارت
 يقول عن الشعب  أنها تعالج بشكل مميز كل التظاهرات الثقافية المهمة و تمد الدعم للفاعلين في القطاع على المستويات المحلية على غرار النوادي الأدبية التي لم تبخل الشعب في تغطية لقاءاتها و أنشطتها.
و غير هؤلاء من المسؤولين المحليين الذين صاروا يستنجدون بصفحات الشعب في الكثير من الأحيان لرفع انشغالاتهم في القطاعات التي يشرفون عليها إيمانا منهم بالدور الفعال الذي تلعبه « عميدة الصحافة الوطنية « في دعم التنمية على المستويات المحلية و إعطائها دفعا ، الأمر الذي يثبت مجددا أن الشعب طيلة مسيرتها 55 ظلت تصنع الفارق  في منآى عن التهريج و الإعلام المبتذل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19737

العدد 19737

السبت 29 مارس 2025
العدد 19736

العدد 19736

الجمعة 28 مارس 2025
العدد 19735

العدد 19735

الأربعاء 26 مارس 2025
العدد 19734

العدد 19734

الثلاثاء 25 مارس 2025