الكاتب مفلاح يؤرخ لرائد ثورة 1864
تستعد جمعية عيون مينا للفن والسمعي البصري في تجسيد ملحمة سيدي لزرق بلحاج رائد مقاومة الشعبية 1864 بمنطقة غليزان .تدور أحداث الملحمة في نهاية ربيع 1864، حول ثورة سيدي لزرق بلحاج، رائد مقاومة منطقة غليزان التي اقتبسها الأستاذ مشاوي عبدالقادرعن كتاب أعلام منطقة غليزان للأستاذ الباحث محمد مفلاح، و وضع سيناريو وحوارها الأستاذ مشاوي و يخرجها الأستاذ محمد سبيح .
حيث تستحضر أهم الشخصيات الصانعة لتلك الثورة، التي هزت عرش الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث، وهي شخصية القائد سيدي لزرق بلحاج وخليفته سيدي عبد العزيز. إضافة إلى الدور الكبير الذي لعبته قبيلة فليتة أثناء الثورة .
وأهم الشخصيات الفرنسية العسكرية، والمدنية، على رأسهم العقيد لاباسي، والماريشال بيلسيه والجنرال روز، و كذا أعضاء المكتب العربي، يتأجج الصراع بعد صدور قانون حق تملك الأعراش للأرض المقيمين عليها. فتحدث انقسامات داخل المصالح المدنية، والعسكرية حول تطبيق القانون من عدمه فيتسلط المعمرون بإيعاز من الجيش الفرنسي متحديين القانون والإمبراطور نفسه .
لتقرر قبيلة فليتة رفع السلاح كخيار وحيد، ويجتمعون على رجل متدين عالم يحظى بالاحترام صاحب 54 سنة فيقرر القيام بالثورة، بعدما أخذ البيعة من أهل غليزان. فيبدؤون بالتحضير للثورة بشراء الذخيرة، والسلاح وملء المطامر بالقمح، والمستلزمات الحيوية.
لقد حاولت سلطات الاحتلال محاصرة هذه الثورة بأي وسيلة كانت خوفا من امتدادها وتواصلها مع ثورة أولاد سيدي الشيخ بقيادة سيدي محمد بن حمزة المندلعة في الجنوب الغربي وكانت آخر مواجهة بين سيدي لزرق والقوات الفرنسية مجتمعة بقيادة الجنرال روز في جوان 1864 في معركة قربوصة أين استشهد الشيخ وخلفه خليفته سيدي عبد العزيز الذي واصل المقاومة في آخر مشهد من الملحمة يصور لنا التأثير الذي تركته الثورة في الصحف الفرنسية وكذا مطالبة المعمرين بمحاولة الصلح والتهدئة مع الثوار والجدل الذي صاحبه في البرلمان الفرنسي أدى إلى نزول الامبرطور الفرنسي إلى منطقة غليزان سنة 1865 ومطالبته بوضع السلاح مقابل العفو، هذه المشاهد من ملحمة ستصور شخصية الثائر سيدي لزرق بلحاج داخل بيته ومع طلبته و مرافقيه ومقربيه و غطرسة العقيد لاباسي وغروره رغبة منه في تحقيق المجد وتحصيل رتبة جنرال وهو ما حصل عليه فيما بعد ...شخصية الجنرال روز الدموية وانكسارها أمام المجاهدين، الملحمة كذلك ستنقلنا في محاكاة المعارك المختلفة معركة الرحوية وزمورة معركة عمي موسى ومعركة غليزان التي استعملت فيها المدفعية واستشهد فيها 8 شهداء ومعركة نواحي مستغانم.
صورة الشخصيات والمعارك والربط الدرامي ينقلها راوي يتوسط الأحداث تارة و شارحا للقضية تارة أخرى وبين المشهد والآخر تقوم فرقة غنائية بأداء أغاني تلخص المشهد السابق مع رقصات إيحائية كلمات الأغاني كتبها الشاعر الصديق بلميلود وقام بتلحين الكلمات الموسيقار بن عودة زوقار مع الموزع الموسيقي الواعد زكريا ويؤديها المغني الفنان قلبازة عبدالقادر مع المجموعة الصوتية نور البلاد التي يترأسها بوعلام بكار أما السينوغرافيا تكفل بها الأستاذ كريم سوداني الذي قدم مسلسل ابن باديس في رمضان الماضي تصميم المعارك والرقصات لزرق بن زيان . للتذكير فالملحمة تهتم بالتفاصيل الدقيقة كالأسلحة الحربية التقليدية والمدافع كما تكفلت المؤسسة التجارية وادي مينا بتصميم الأزياء العسكرية لتلك الحقبة
للعلم فإن سيدي لزرق بلحاج ولد سنة 1809 بدوار الحمومية قرب وادي السلام 45 كلم شرق عاصمة الولاية غليزان ابن الحاج بن عودة بن احمد وتزوج من بوشيبة فاطمة بنت الحاج عدة بوزيان توفي بعدما أصيب بجراح من قذيفة مدفع في جوان 1864.