القطيعة

بقلم: السيدة أمينة دباش
25 أفريل 2017

أحدث الفرنسيون بنسبة قياسية القطيعة مع النظام التقليدي، فلا يمين ولا يسار، لا برنامج هذا و لا ذاك أصبح يقنع. استعملوا بطريقتهم الخاصة منهج «ارحل» بانتخابهم مرشحين متناقضين سياسيا وإيديولوجيا معبرين عن رغبتهم الملحة في التجديد، مختارين ممثل العولمة وممثلة اليمين المتطرف.
إنه زلزال فرنسا الحديثة الذي يلوّح بـ «ربيع فرنسي» قريب، حتى وإن لم يجرؤ الإعلام الفرنسي على التفوه به جهرا، مثله مثل «الربيع العربي» الذي دمّر أشقاءنا بفوضاه الخرابة تحت غطاء الديمقراطية.
فرنسا اليوم منقسمة إلى قسمين : منتهجو العولمة، وما ينجر عنها من تفتح اقتصادي ... من جهة، والمدافعون عن السيادة الوطنية والرقابة الصارمة للحدود والرفض القاطع للهجرة والخروج عن «الأورو» والاهتمام الحصري بفرنسا دون غيرها من جهة أخرى.
تتبعنا الحملة الانتخابية لرئاسيات هذا البلد الذي نتقاسم معه جغرافيا البحر، تاريخيا ماضيا ثقيلا وبشريا ملايين المهاجرين وأبناءهم وأحفادهم. إن الأوضاع هناك مرشحة للتصعيد بالنظر إلى المشاكل التي يعانيها البلد وفي مقدمتها البطالة التي يخشى أن تتجاوز حدود المعقول مما سيؤدي إلى اختلالات اجتماعية ترعب الطبقة السياسية. هذه الأخيرة التي عصفت بمصداقيتها نتائج الدور الأول للرئاسيات.
قادة أركان السياسة الفرنسيون في استنفار خاصة بالنظر إلى ما سيفرزه الدور الثاني للانتخابات يوم 7 ماي المقبل وكذا التشريعيات التي ستجري شهر جوان القادم.
ليس من السهل أن تطوى عقود من الحكم التقليدي وأن يُعصف باليمين واليسار على حد سواء بتصويت غير مسبوق، رغم محاولات التحضير التي سبقت هذا الموعد.
 وليس سرا أن مانويل ماكرون من صنع الرئيس فرانسوا هولاند.
 إلا أن مرشحة الجبهة الوطنية مارين لوبان، غيرت الرهان وتعد منتخبيها بالفوز الساحق، الشيء الذي أدى بها إلى التخلي مؤقتا عن رئاسة حزبها متفرغة للمعترك السياسي القادم.
لكن الطبقة السياسية الفرنسية في معظمها تنادي بقطع الطريق أمامها وفي مقدمتها الرئيس الحالي هولاند ومرشحو الرئاسيات كفيون وهامون.
في الجزائر، ورغم اهتمامنا بانتخاباتنا التشريعية إلا أننا نتابع الأوضاع عن كثب في محيطنا القريب والبعيد ونبقى أوفياء لمبادئنا، لا تدخل في شؤون غيرنا محترمين خياراتهم.
إننا قادرون على طي صفحات دون محوها أو تمزيقها منتهجين سياسة حسن الجوار البري والبحري.
العشرية الحمراء رغم العزلة، الحظر والتهديدات وهستيرية الحملات الإعلامية لم تقض علينا بل زادتنا نضجا سياسيا، عزما وحكمة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024