تعزيزا لقدرات الدول الإفريقية في محاربة الإرهاب

30 ضابطــا من 11 دولـة في دورة تكوينية بالجزائــر

التعاون في مواجهة التهديدات الأمنية والجريمة العابرة للحـــــــدود

يشارك ثلاثون (30) ضابطا من 11 دولة من منطقة الساحل والصحراء، في دورة تكوينية حول “تحليل الاستعلام العملياتي” التي افتتحت، أمس، بالمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب بالجزائر العاصمة، تحت إشراف خبراء من الشرطة الألمانية لفائدة دول منطقة الساحل والصحراء، سعيا لتقوية قدرات الدول الإفريقية في محاربة الإرهاب.
على مدار تسعة أيام، سيعمل مختصون ذوو كفاءة عالية وخبرة كبيرة على تقديم تكوين حول جمع وتحليل وتقويم المعلومات الاستخبارية لفائدة المشاركين من 11 دولة من المنطقة الساحلية - الصحراوية. فإلى جانب الجزائر، تشارك في هذه الجلسات، كل من الكامرون، كوت ديفوار، كينيا، مالي، موريتانيا، النيجر، الصومال، تونس، والمركز المشترك لتبادل الاستعلامات لدول المؤتمر الدولي لمنطقة الساحل الإفريقي.
وقال رئيس وحدة قاعدة البيانات والتوثيق بالمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، عامر دحماني، في كلمة له خلال افتتاح الدورة التكوينية، إن هذه الدورة الخامسة تمثل بالنسبة لمفوضية الاتحاد الإفريقي والحكومة الألمانية، “فرصة جديدة هامة في إطار مجهوداتهما المشتركة من أجل تقوية قدرات الدول الإفريقية في محاربة الإرهاب”.
وفي هذا الإطار، قال دحماني، إن هذه الدورة هي، من جهة، نتيجة لضرورة المساهمة في تنفيذ نتائج مسار نواكشوط الذي أطلقه الإتحاد الإفريقي بهدف تعزيز تبادل المعلومات والأمن على الحدود وتعزيز قدرات مصالح الأمن والمخابرات في منطقة الساحل وتدعيم التعاون الإقليمي عبر تفعيل الهندسة الإفريقية للسلم والأمن الخاصة بمنطقة الساحل.
من جهة أخرى، بحسب نفس المتحدث، تهدف لتدعيم قدرات 18 دولة كانت محل مهمات تقويمية قام بها المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب منذ 2011. إذ استغلت هذه المهمات التقويمية للنظر في جاهزية الدول الأعضاء لمواجهة التهديدات التي يفرضها الإرهاب والجريمة المنظمة والظواهر المرتبطة بهما والوقوف على النقائص التي تعاني منها هذه الدول.
وتستهدف أيضا هذه الدورة، التي ستمتد على مدار تسعة أيام، دولا من مسار جيبوتي الذي تم التوقيع عليه سنة 2008 بين الحكومة الفيدرالية الإنتقالية في الصومال والتحالف من أجل إعادة تحرير الصومال. علما أن مسار جيبوتي تم التوصل إليه بفضل جهود دولية مشتركة، بما فيها الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
ولقد أشار سفير ألمانيا بالجزائر، لانجنتال غوتز، إلى أن هذه الدورة تهدف إلى تدعيم الكفاءات فيما يتعلق بمحاربة الشبكات الإرهابية.
 إفريقيا والتحدي الإرهابي
نظرا للبعد الدولي الذي أخذه التهديد الإرهابي في السنوات الأخيرة، والارتفاع المتزايد لعدد ضحايا هذه الظاهرة العابرة للحدود، خاصة في منطقة الساحل والصحراء، بات التعاون والتنسيق بين دول المنطقة لمكافحة الآفة والجرائم المرتبطة بها أمرا مفروضا، وذلك على الكثير من الأصعدة، ومنها الإستعلام.
في هذا الصدد، أكد دحماني أن الإرهاب والجريمة المنظمة لايزالان يشكلان تهديدا على السلم والأمن في القارة السمراء، خاصة في المنطقة الساحلية -الصحراوية.
وقال، إن “الأحداث التي تعرفها دول الساحل حاليا، مثل تسلل العناصر الإرهابية في الأوساط المدنية، خاصة في المناطق الحدودية، تؤكد على أهمية تسريع وتعميق وتوسيع أنظمة جمع المعلومات والإستعلام”.
وأضاف، أن هذه الأنظمة “يجب أن تسهل اتخاذ القرار في الوقت المناسب من أجل فعالية أكبر في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة”.
من جهته قال السفير الألماني، إن عدد من المناطق في العالم - على غرار باريس، بيروت وباماكو - عرفت في الأسابيع الماضية العديد من الاعتداءات الإرهابية.
وهذا، يضيف السفير، ما يجعل التعاون الدولي أمرا ضروريا لمواجهة التهديد الإرهابي الذي يمس العديد من المناطق في العالم، خاصة منطقة الساحل والصحراء.
في نفس السياق، قال سفير دولة تونس بالجزائر، عبد المجيد الفرشيشي، إن “المنطقة بحاجة كبيرة إلى التعاون الإستعلاماتي ودراسة المعلومات حول تنامي ظاهرة الإرهاب”.
وأشار السفير التونسي، إلى أن تنامي تنظيم “داعش” الإرهابي في إفريقيا، سببه وجود أرضية خصبة سمحت له باستغلال الوضع، مستدلا في ذلك بالوضع في ليبيا التي تعاني منذ 2011 من أزمة سياسية وأمنية آلت بها إلى فقدان السيطرة على الكثير من الأقاليم.
جهود إفريقية ألمانية لتدعيم  قدرات مكافحة الإرهاب
تعتبر هذه الدورة التكوينية الخامسة من نوعها، التي ينظمها المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، بالتعاون مع الشرطة الألمانية حول “تحليل الإستعلام العملياتي”، واجهة تعكس اعتزام كل من مفوضية الإتحاد الإفريقي والحكومة الألمانية على تدعيم قدرات الدول الإفريقية لمواجهة الظاهرة الإرهابية.
في هذا السياق، قال دحماني إن المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، بصفته هيئة تقنية قارية، واعٍ بدوره المحوري فيما يتعلق بتدعيم قدرات الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي.
كما أكد السفير الألماني، أن تنظيم مثل هذه اللقاءات يؤكد دعم ألمانيا للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، في إطار التعاون بين الشرطة الألمانية والمركز الذي انطلق نشاطه سنة 2006.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19558

العدد 19558

السبت 31 أوث 2024
العدد 19557

العدد 19557

الخميس 29 أوث 2024
العدد 19556

العدد 19556

الأربعاء 28 أوث 2024
العدد 19555

العدد 19555

الثلاثاء 27 أوث 2024