أكّد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، على هامش افتتاحه لفعاليات الملتقى الوطني الأول حول الحواضر العلمية في الشلف “مدرسة مجاجة نموذجا”، أهمية المنطقة في كونها مركز إشعاع علمي وفقهي وديني من خلال أعلامها البارزين الذين اتجهوا نحو الأندلس لنشر العلوم الدينية وكذا المغرب والحجاز والمشرق، معتبرا ربط الشباب بأصوله ورموز وطنه دعامة لتحصينه، مطالبا بمحاربة التطرف بالتحصين العلمي والتشبث بالقيم الوطنية المنبثقة من هذه الأصول، داعيا الباحثين لفتح ورشات البحث في أعلام المنطقة بمجاجة بأبعادها الروحي والعلمي والفقهي.
وبحسب عيسى فإن الوقوف على أعلام هذه المنطقة ومساهمتها في نشر الإسلام والقيم العلمية والروحية والفقهية نظرة متقدمة من هؤلاء الذين ملئوا الأرض بالأندلس والمغرب الأقصى والحجاز والمشرق لنشر هذه القيم رسالة للشاب الذين ينبغي أن يتحصّن بمثل ما فعل أسلافهم وهي رابطة قوية ودعامة لتقوية الوازع الوطني، مشيرا إلى أن محاربة التطرف بكل أشكاله نظرة يمارسها الجزائريون وكل فئات المجتمع الذي ينظر إلى أمثال المجاجي والتنسي والقائمة طويلة للوقوف على ما تزخر به الناحية التي كان لها الفضل في صناعة الوعي الحضاري والعلمي والفقهي.
وأوضح عيسى، أن تأصيل تاريخ المنطقة يعد درعا واقيا لأبناء الناحية وشبابها المرتبطين بأسلافهم.
ومن جهة أخرى، أشار المتدخلون من مختصين وأساتذة، أمثال جعفر زروالي وخالد بوشمة وحسيني بليل وكريم بوكرديد وبلعاليا دومة علي والطاهر بوخدة، على أهمية المدرسة المجاجية سواء إبان الحكم العثماني أو التاريخ المتعاقب على أهمية الرجوع إلى هذه المنابع والمدارس العلمية والفقهية التي خرجت أمثال سدي بوعبدلة من واد رهيو، وعيسى موسى من مازونة، والسعيد قدور الشاعر، والفقيهة العالمة لالة عودة، ناهيك عن الشيخ سدي امحمد بن عودة الغليزاني الذي أخذ المنابع من مجاجة.
هذا السيل من العلماء، نهلوا ـ كما قال ـ فتاح بلقاسم أستاذ جامعي من المدرسة المجاجية التي كانت رئة معرفية أصّلت لتاريخ المنطقة وأعلامها من الناحية الفكرية والأدبية والفقهية والدينية ممن كانوا على دراية بالمخاطر التي كانت تحاك ضد الجزائر منذ العصور المتقدمة غير أن نباهة هؤلاء ـ يقول بلقاسم فتاح ـ لها الباع الطويل في دحر كل المخاطر وتأمينها بالأصول والفروع نحو شخصية وطنية صارت إسمنتا حقيقيا في الوقت الراهن، لذا فشلت أمامها كل المحاولات المتعاقبة.