أطلقت وزارة النقل، أول أمس، مناقصة وطنية ودولية محدودة تتضمن دراسة خط السكة الحديدية «بشار-تندوف» على مسافة 950 كلم، وستشمل الدراسات موضوع دفتر شروط لإعداد الدراسة والمقسمة إلى ثلاث مراحل (دراسة التعريف، دراسة إمكانية الإنجاز، دراسة تحضير إنجاز الاستثمارات).
وتأتي هذه المناقصة تجسيدا لوعود السلطات لتنمية المناطق الجنوبية وخاصة الحدودية منها لفك العزلة وخلق الثروة وتوفير مناصب عمل في القطاع الاقتصادي المنتج والذي يضمن تمويل نفسه ويساعد على تنمية الصادرات خارج قطاع المحروقات.
15 مليار دولار
لاستغلال المنجم
وأعلنت السلطات في جويلية 2013 عن قرب الاستفادة من ثروات «غار جبيلات» غير المستغل منذ عهد الاستعمار الفرنسي، وإنشاء سكة حديدية نقل بين تندوف ووهران.
ويوفر منجم غار جبيلات طاقة إنتاج تقدر بمليار و600 ألف طن من الحديد. وسيشرع في استغلال ثروات المنجم سنة 2018، مؤكدا رصد 15 مليار دولار لإنجاز هذا المشروع الذي قال بشأنه إنه استثمار ثقيل ومشروع ضخم، مضيفا أن غار جبيلات حلم سيصبح حقيقة.
وتم الشروع في مختلف الدراسات خلال سنة 2014 بعد أن كشفت الجزائر عن استراتيجية لصنع الحديد، خاصة مع الطلب المتزايد على هذا المعدن، حيث ستستغل المادة الأولية الموجودة في تندوف وسيتم تحويلها في عنابة.
وتمثل منطقة غار جبيلات التي تبعد عن مقر الولاية بـ110 كلم قرية صغيرة تابعة لإقليم بلدية تندوف وتشتهر غار جبيلات تاريخيا بتوفرها على منجم الحديد ومعادن أخرى مما جعلها تشكل أحد أهم الروافد الاقتصادية للوطن وعليها يرتكز مستقبل تندوف التنموي وقد سخرت الدولة ضمن برامج التنمية المحلية كل الإمكانيات قصد ربط الجهة ببقية مناطق الولاية من خلال شق الطرقات وانجاز المسالك الحدودية كون غار جبيلات تمثل قطبا اقتصاديا هاما، حيث يقطن الجهة عائلات عديدة وهي بمثابة تجمع سكاني قار.
وتزخر ولاية تندوف بثروات منجمية على قدر كبير من الأهمية تتعلق بمنجم غار جبيلات الذي يتوفر بدوره على معدن الحديد، ويمثل أهم احتياط العالم من هذه المادة، إلى جانب منجم السبخة التي تبعد عن مقر بلدية تندوف بـ40 كلم.
وتتوفر هي الأخرى على احتياطي جد هام من مادة الملح، كما تتوفر حسب الدراسات التي أجريت من قبل الديوان الوطني للأبحاث الجيولوجية والمنجمية خلال السنوات الماضية على عدة مواد نافعة أخرى غير حديدية كالكلس والطين والجير والحجارة بشتى أنواعها.
احتياطات مواد بناء كبيرة يمكن أن تقضي على الاستيراد
وتنتشر هذه المواد الأساسية عبر مناطق متعددة منها وديات «ترترا» التي تتوفر على مواد شيست نضيد طيني يستعمل في قرميد البناء وتتربع هذه الثروة على مساحة 03 كلم مربع، أما جنوب قلب الحديد فيتوفر على قرميد البناء ومواد خزفية، كما يوجد بواد أم العسل مادة الطين الرملي الحديدي سمك 20 م، إلى جانب ما تحوزه منطقة واد الطلحة من مادة الكلس الذي يستعمل كإسمنت احتياطي للإضافة، ويتواجد على شكل شريط متقطع على طول 100 كلم.
أما مناطق «واد شناشن»، و»واد أمغيرفة» فتتوفر على مادة الكلس وأحجار الزينة للبناء والسماد المعدني، بينما انفردت منطقة غرب قلب الحديد بمادة الغرانيت الذي يستعمل في صنع مسحوق الرمال الصلصالي.
ويرى المختصون والمهتمون بالشأن الاقتصادي بأن هذه الثروة قادرة على تحريك دواليب الاقتصاد المحلي بشكل يضمن خلق مناصب شغل للشباب ويربط المنطقة مع الشمال وبالتالي ترقية التجارة والاحتكاك والتواصل وإحياء مظاهر التبادل التجاري.
وأجريت الكثير من الدراسات بخصوص منجم الحديد، أما بخصوص الدراسات الميدانية المنجزة بالمنجم خلال الفترة 1973/ 1976 فقد خصت عملية نقل الحديد عن طريق السكة الحديدية وخلال الفترة من 1977/ 1979 قامت شركة «أندروتكنيكو» بانجاز دراسة هيدروجيولوجية لمنطقة تندوف.
وأوضح الوزير يوسفي، في زيارة سابقة لتندوف أن المنجم الذي يعتبر الأكبر في العالم جعل الحكومة تعكف حاليا على دراسة إمكانية استغلال منجم «غار جبيلات» لتغطية الاحتياجات الوطنية من الحديد والصلب والمقدرة بـ5 مليون طن سنويا، مشيرا إلى أن «المشروع هام ويتطلب استثمارات تتراوح بين 10 و20 مليار دولار».
وتم تدعيم منجم غار جبيلات بعدة منشآت بما فيها طريق يؤدي إلى عاصمة الولاية ويربطها ببشار طريق يمتد على طول 987 كلم.