أجمع الأمناء العامون للنقابات الوطنية لمختلف القطاعات العمالية، في تصريحات لـ «الشعب»، أن المؤتمر 12 للاتحاد العام للعمال الجزائريين، يشكل خطوة هامة لتعزيز العمل النقابي وتبنّي لغة الحوار الاجتماعي في معالجة المطالب المطروحة، وكذا تسطير ورقة عمل لتعزيز مكانة العامل في أداء وظيفته بكل استقرار، والمشاركة في بناء الاقتصاد الوطني، وتنوع إيراداته في ظرف حساس مميز بتراجع أسعار النفط.
قال بوعلام مراكش، رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل، إن الحكومة تتجه نحو تعزيز أكثر لمكانة المؤسسات وأربابها يحملون على عاتقهم مطالب العمال الاجتماعية لأداء مهامهم بكل أريحية. وأوضح المتحدث، أن الكنفدرالية ستطرح خلال أشغال المؤتمر أهم النقاط محل اهتمام المؤسسات.
ودعا مراكش في تصريح لـ «الشعب»، منظمات ارباب العمل إلى حث العمال على تكثيف الجهود لرفع الإنتاج في مختلف القطاعات، ووضع أسس قاعدية على المدى الطويل لضمان اقتصاد قوي متنوع، في ظل استغلال الإمكانات الموفرة من طرف الدولة والعمل في نفس الوقت، على توفير كافة الظروف للعمال التي تبنتها.
وأضاف رئيس كنفدرالية أرباب العمل، أن الاقتصاد الوطني يعيش حركية وتغيرات عدة، تفرض زيادة وتيرة العمل أكثر، داعيا إلى التخلص من فكرة النأي بالنفس، لأن رفع الاقتصاد وتحسين المعيشة يأتي بالعمل الجماعي وتبني روح العمل الوطنية.
من جهته أكد فرحات شابخ، الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية وعضو المكتب التنفيذي للمؤتمر، عن الارتياح المسجل في قطاع التربية من خلال التأكيد على تبني المطالب المرفوعة من طرف الاتحادية، لاسيما وأن المؤتمر سيشهد طرح قاعدة عمل مستقبلية ضمن الاستراتيجية النضالية للاتحادية.
وبخصوص عملية التوظيف في قطاع التربية، نفى شابخ الشائعات المروجة عن إلغائها، مؤكدا أن الاتحادية تلقت تطمينات من الوزارة لفتح مناصب عمل في كل المستويات وفسح المجال أمام حاملي الشهادات الجامعية، بالإضافة إلى فتح المناصب الشاغرة أمام طالبي العمل في مختلف الأصناف على غرار المقتصدين.
وقال رئيس اتحادية عمال التربية، إن تذبذب أسعار البترول جاء في وقت مناسب، لتعزيز الاعتماد على الإنتاج الوطني والعمل على تشجيعه في ظل التحولات الاقتصادية الحاصلة، التي تفرض رفع نسبة العمل، مشيرا أن العمال حققوا مكاسب معتبرة بفضل نضالات اتحاد العمال الدائمة، وتبني سياسة الحوار في تحقيق المطالب.
من جانب آخر صرح زغبي سماطي، رئيس النقابة الوطنية للباحثين الجزائريين، لـ»الشعب»، أن رهان المؤتمر هو تبني نظرة واقعية للأحداث الوطنية، وهو ما يزيد قناعة كافة الشركاء من حكومة وأرباب عمل ونقابات في اعتماد سياسة قوية، لمواجهة أي أزمة، في قصد منه إلى تدني أسعار البترول.
وعن قرار مجلس الوزراء الأخير، الذي تبنى مشروع قانون البحث العلمي، أشاد سماطي بقرار رئيس الجمهورية الذي سيعزز مكانة الباحث الجزائري، موضحا أن النقابة لطالما ناضلت لإثراء القانون، حيث سيعطي دفعا قويا للباحثين، من خلال إعطاء أهمية لبرامج البحث.
ودعا النقابي سماطي إلى العمل لتوسيع دائرة الإنتاج في مختلف القطاعات لضمان مستقبل الأجيال القادمة، لاسيما الجانب التعليمي الذي يجب أن يحظى بأهمية قصوى، لارتكاز كافة القطاعات عليه وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية في الدعوة إلى مناقشة قانون البحث العلمي.