طباعة هذه الصفحة

«الشّعب» تـزور أجنحـة ضيـف شرف معـرض الجزائر الدولـي

رجـال أعمـال عمانيّـون يجسّدون سمــوّ العلاقــات الأخويــة

فايزة بلعريبي

 شراكة اقتصادية واعدة تحصّنها علاقات تاريخية تليدة

السياحة..الصناعة والزراعة..آفاق واسعة للشراكة 

منجم غار جبيلات..مشروع عالمي واعد ومحطة فارقة في الحديد والصلب

 تتّجه الجزائر وسلطنة عمان نحو علاقات اقتصادية متينة، والإرتقاء بالتعاون الثنائي والشراكات الإستراتيجية الشاملة، وهو ما تجلّى من خلال الحضور القوي للشركات والمؤسّسات الاقتصادية والتجارية والخدماتية التي تزخر بها سلطنة عمان، ضيف شرف الطبعة 56 لمعرض الجزائر الدولي، التي تشارك بـ50 شركة عمانية ناشطة في مختلف المجالات بحثا عن فرص شراكة مع المؤسّسات الجزائرية.

تعكس المشاركة العمانية القوية تجسيد التعاون الثنائي الذي رسّخه قائدا البلدين من خلال زياراتهما المتبادلة، التي أضفت عن إمضاء عدة اتفاقيات تعاون بين البلدين ستتعزّز باتفاقية أخرى من المنتظر إمضاؤها بين المؤسّسات الجزائرية ونظيراتها العمانية، من خلال جلسات عمل ثنائية، تسمح ببناء جسر تعاون والإستثمار بقوة خاصة في المجال الصناعي والسياحي والزراعي إلى جانب صناعة الأدوية، والإستفادة من خبرة الطرفين، فبين مؤسّسات ناشطة في المجال الزراعي والصناعات الصديقة للبيئة، ومجال الحديد والصلب إلى السياحة والنقل واللوجيستيك، تنوّعت مجالات التعاون والإستثمار.
«الشّعب» وقفت عند مختلف الأجنحة التي تمثل الشركات العمانية، التي أجمع أصحابها على أنّ السوق الجزائرية باتت اليوم وجهة لكبرى المؤسّسات الإستثمارية من مختلف جهات العالم، وبوابة للسوق الإفريقية بالنظر إلى موقعها الاستراتيجي الذي يتوسّط حوض المتوسّط.

الطريــق نحـو إفريقيــا

 شركة «جندال شديد» للحديد والصلب، إحدى الشركات العمانية العريقة بميناء صحر، في مجال المعادن، وجزء من مجموعة جندال العملاقة للصلب والطاقة، حسب ما صرّح به ممثلها أحمد سليم سيف المقبالي، برأس مال يساوي 18 مليار دولار أمريكي، تحتوي على وحدتي انتاج متعلقة بصهر الصلب ودرفلة الحديد، وإنتاج القضبان الحديدية، وتصدّر إلى أكثر من 47 دولة بالعالم.
وقد أبدى سليم المقبالي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الاقتصادية بين مؤسّسته وبعض الشركاء الجزائريّين بعد سلسلة اللقاءات والاجتماعات التي جمعته بهم، حيث تعتزم مؤسّسة «جندال» للحديد والصلب، اتخاذ الجزائر بوابة عبور نحو العمق الإفريقي.
وأوضح المتحدث لـ»الشّعب» بخصوص منجم غار جبيلات للحديد والصلب الذي يعتبر ثالث احتياطي عالمي من خام الحديد ومشروع عالمي واعد، أنّ المشروع يمثل محطة فارقة في مجال الاستثمار الحديد والصلب بالجزائر، ومركز استقطاب للعديد من الشركات العالمية المهتمة بهذا المجال. وفي السياق كشف عن اجتماع ثنائي مهم بين الطرف الجزائري والوفد العماني بفندق «ماركير» بحضور وزيري تجارة البلدين، وذلك لإمضاء عدة اتفاقيات شراكة بين شركات عمانية ونظيراتها الجزائرية.

الصناعـات النفطيــة...نقطــة تقاطـع

 أما في مجال الطاقة والصّناعات النفطية وهو المجال الأكثر تقاطعا بين دول العالم، توقّفت «الشّعب» عند شركة «الرؤية للحلول النفطية المتقدمة»، أين قدّم لنا ممثلها إبراهيم السيابي شروحات حول تخصّصها الرئيسي المتعلّق بتصنيع قطع حديدية تركّب بآبار النفط تساعد على الرفع من حجم النفط المستخرج، وقد أعرب عن أمله في توطين هذه الصناعة بالجزائر، بعد الظفر بعقد شراكة جزائري عماني، في مرحلة أولى، تليها مرحلة أكثر طموحا وهي إقامة مصنع مشترك جزائري- عماني لتصنيع هذه القطع بالجزائر وبخصوص رأيه حول مناخ الإستثمار بالجزائر بعد التعديلات المعمقة، التي عرفتها منظومتها التشريعية، خاصة ما تعلّق بقانون الاستثمار الجديد وما جاء به من تحفيزات أهمها الأمان والاستقرار التشريعي لمدة لا تقل عن سنوات، أجاب ممثل الشركة النفطية العمانية، أنّ هذا الأخير مهم جدا، وأنّ استقرار التشريعات هو أهم ما يبحث عنه المستثمر لتمكينه من وضع استراتيجية واضحة وتحاليل مالية واقتصادية على الأمد البعيد، بشكل يحمي ويحفظ مشاريعه الإستثمارية بأي بلد.

إرث ثقافـــي وثــراء سياحـي

 سليمان بن محمد السليماني، المدير التنفيذي لشركة «الحارة القديمة» بنزوة بسلطنة عمان، كان من بين من نزل عند جناحه فريق «الشّعب» بعد أن جذب انتباهنا الذوق الراقي في ديكور الجناح وبعض القطع الجميلة المعروضة، التي تنم عن ذوق راقٍ ليكشف لنا أنها شركة متخصّصة في السياحة وأنه يأمل من خلال مشاركته في هذه التظاهرة الاقتصادية الدولية، إبرام اتفاقيات شراكة في مجال السياحة، خاصة وأنّ الجزائر وعمان تتقاسمان ثراء طبيعيا وثقافيا إضافة إلى طبيعة الفرد العماني أو الجزائري المضيافة، التي تؤهله لخوض مجال السياحة، والتفوق به. كما أشار إلى أنّ تبادل الوفود السياحية والبرامج السياحية سيسمح بتوطيد العلاقة بين البلدين أكثر من الناحية الاجتماعية والثقافية.