طباعة هذه الصفحة

عقد لقاء موسّعا مع البعثة الإعلامية الجزائرية.. بلمهدي:

موسم حجّ ناجح للجزائر ..وإمكانيـة رفع حصة حجّاجنـا الموسـم القــادم

مكة المكرّمة: الخير شوار

 مفاوضات متواصلة لتوسيع مساحة البعثة الجزائرية في مشعر منى 

الجزائر ستبقى حريصة على خدمة حجّاجها وتوفير أفضل الظروف لهم 

وصول أول فوج للحجّاج الجزائريـين عبر مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمــة

 عقب انتهاء أيام التشريق وبداية عودة قوافل الحجّاج الجزائريين إلى أرض الوطن، عقد وزير الشؤون الدينية والأوقاف ورئيس مركز شؤون حجّاج الجزائر، يوسف بلمهدي، لقاء موسّعا مع البعثة الإعلامية الجزائرية، قدّم خلاله عرضا شاملا حول جهود الدولة الجزائرية في خدمة ضيوف الرّحمن، وملامح التحضيرات لموسم حجّ 2026.

 أوضح الوزير أنّ جهود البعثة الجزائرية توّجّت بفوز الجزائر بجائزة “لبّيتهم” الذهبية، والتي تُمنح للبعثات الأكثر تنظيما وانضباطا. واعتبر بلمهدي هذه الجائزة جاءت تكريما مستحقّا لكل من أسهم في إنجاح الموسم، سواء من داخل الجزائر أو من أعضاء البعثة.
وأوضح الوزير أنّ البعثة الجزائرية اعتمدت خطة شاملة لمرافقة الحجّاج دينيا، حيث انتشرت فرق الإرشاد في جميع المراحل: من الطواف والسعي إلى الوقوف بعرفات مرورا بمزدلفة إلى رمي الجمرات بمشعر مِنى. وأكّد أنّ الأئمة والمرشدين لم يكتفوا بتقديم الدروس النظرية، بل رافقوا الحجّاج عمليا خطوة بخطوة، حرصا على التزامهم بالأحكام الشرعية الصحيحة وفق المرجعية الدينية الوطنية. وأضاف الوزير أنّ هذه الجهود ساهمت في رفع معنويات الحجّاج، ومساعدتهم على أداء المناسك في أجواء من الطمأنينة والخشوع، خاصة خلال الوقوف بعرفات، الذي وصفه الوزير بـ “المحطة الإيمانية المؤثرة”.
سند علمي وشرعي
 سلّط الوزير الضوء على الدور الكبير الذي لعبته لجنة الفتوى الجزائرية، التي وصفها بأنها “السند العلمي والشرعي” للبعثة والحجّاج. وأوضح أنّ هذه اللجنة، التي تضم نخبة من العلماء والمشايخ، أصدرت فتاوى دقيقة ومتوازنة تراعي مستجدّات العصر وظروف الحجّاج، مستندة إلى أصول الفقه المالكي وخصوصية المرجعية الجزائرية. وأكّد الوزير أنّ فتاوى اللجنة تُعتمد رسميا، ولا تصدر بشكل فردي أو عشوائي، بل تتم دراستها في إطار علمي مؤسّسي يراعي مصلحة الحاج ويجنّبه المشقّة غير الضرورية.
وفي الجانب التنظيمي، أشار الوزير إلى التحسّن الكبير في الخدمات المقدمة للحجّاج، سواء من حيث الإقامة أو النقل أو الإعاشة. وأشاد بتعاون السلطات السعودية، التي ساهمت في تيسير تنقلات الحجّاج الجزائريّين، خاصة في مشعر مِنى، حيث تم توفير حافلات نقل مريحة ومنظمة، ساعدت على تفادي الاكتظاظ والاختناقات المرورية. كما كشف الوزير عن اعتماد خطة محكمة لتسهيل تنقلات كبار السن والنساء، مع توفير مرافق خاصة لضمان راحتهم وسلامتهم.
وأكّد الوزير أنّ الجزائر شرعت فعليا في التحضير لموسم حجّ 2026، حيث تم فتح قنوات الاتصال مع السلطات السعودية لتدارس إمكانية رفع حصة الحجّاج الجزائريّين بما يتناسب مع الكثافة السكانية للبلاد، التي تجاوزت 46 مليون نسمة. وأوضح الوزير أنّ المفاوضات جارية لتوسيع المساحة المخصّصة للبعثة الجزائرية في مشعر مِنى، بما يسمح باستقبال الأعداد المتزايدة من الحجّاج في ظروف أفضل.
وفي ردّ على سؤال لـ«الشّعب”، شدّد الوزير على أنّ برنامج الحجّ لا يقتصر على أيام المشاعر، بل يتواصل من خلال التعاقدات، والبرمجة، والدروس التكوينية في المساجد، فضلا عن التعاون الوثيق مع وزارة النقل والخطوط الجوية الجزائرية لتيسير الرّحلات وتنظيم المطارات في رحلات العودة.
دعم رئاسي وجهود حكومية
 وثمّن الوزير بلمهدي دعم رئيس الجمهورية شخصيا، والذي تجسّد في سلسلة من الإجراءات، منها خفض تكلفة الحجّ ورفع المنحة المالية للحجّاج. وأشار إلى أنّ الحكومة عقدت عدة اجتماعات وزارية مشتركة خصيصا لمعالجة كل التفاصيل المتعلقة بالحجّ، ممّا ساهم في تذليل العقبات وإنجاح الموسم.
وختم الوزير تصريحه بالتأكيد على التزام الدولة الجزائرية بمواصلة تطوير خدمات الحجّ عاما بعد عام، وفق استراتيجية تعتمد مبدأ “لا سقف للجودة”، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”. وأكّد أنّ موسم الحجّ يمثل مناسبة لتكريس قيم الوحدة والتكافل، وتأكيد المكانة الحضارية للجزائر في خدمة ضيوف الرحمن.
وأوضح الوزير أنّ كل هذه الإنجازات تعكس الجهد الجماعي والتنسيق الوثيق بين كافة الأطراف، مؤكّدا أنّ الجزائر ستبقى دائما حريصة على خدمة حجّاجها، وتوفير أفضل الظروف لهم لأداء هذه الشعيرة المباركة.
للإشارة عاد، بعد ظهر أمس الثلاثاء، إلى أرض الوطن أول فوج للحجّاج الجزائريّين، عبر مطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، بعد أدائهم مناسك الحجّ لهذا العام، على أن يمتد برنامج رحلات العودة إلى غاية الثالث جويلية المقبل.
وتزامنا مع عودة ضيوف الرّحمان إلى أرض الوطن، تم تجنيد كافة الإمكانات المادية والبشرية اللّازمة لاستقبالهم في أحسن الظروف.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الرحلة الأولى التي حطت بمطار الجزائر الدولي كان على متنها 271 حاجّا، على أن تليها رحلتان على متنهما 732 حاجّا.
ويمتد برنامج رحلات الوصول إلى غاية 3 جويلية القادم عبر 12 مطارا، وهذا بالتنسيق مع جميع القطاعات من أجل تجنب الاكتظاظ وتأمين راحة الحجّاج.