طباعة هذه الصفحة

شريكان مثاليان ونموذجان ناجحان لرسم مستقبل مزدهر لإفريقيا

الجزائر-رواندا..تاريخ مشرّف في الدفاع عن القضايا العادلة

علي مجالدي

 زيارة الرئيس كاغامي..أبعاد إستراتيجية عميقة في دلالاتها تتجاوز البُعد التقليدي للعــلاقات الثنائيـة 

شراكة مبنيـة على قواسم مشتركة مميزة أهمها التمسك بالمبادئ الثابتة 

عمق سياسي وأخلاقي في العلاقــــات بين البلدين  منـذ سنوات طويلــة

حملت زيارة الرئيس الرواندي بول كاغامي إلى الجزائر، أبعادًا استراتيجية عميقة في دلالاتها، تتجاوز البُعد التقليدي للعلاقات الثنائية إلى ما هو أعمق من ذلك بكثير. فالزيارة عكست، بشكل واضح، إرادة سياسية من الطرفين لتعزيز شراكة تقوم على قواسم مشتركة مميزة بين البلدين، أهمها التمسك بالمبادئ الثابتة، خاصة في ظل تحولات متسارعة يشهدها العالم، والقارة الإفريقية على وجه الخصوص. كما أن هذا اللقاء يأتي في ظرف دولي حساس، تفرضه التغيرات الجيو- سياسية وتصاعد التنافس الدولي على النفوذ في إفريقيا، مما يجعل التنسيق والتعاون بين الجزائر ورواندا ضرورة سياسية واستراتيجية ملحة.
وبشكل عام، تشكل المبادئ المشتركة التي تجمع الجزائر ورواندا عمقًا سياسيًا وأخلاقيًا في علاقتهما منذ سنوات طويلة، إذ يُعرف البلدان بتمسكهما الشديد بمواقفهما المبدئية تجاه القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضايا التحررية، وهو ما تجسد تاريخيًا في دعم الجزائر لحركات التحرر الإفريقية، وكذلك في موقف رواندا الصلب تجاه الحقوق والقضايا الإفريقية.. يأتي هذا في وقت أضحت فيه الضغوط الدولية والإملاءات الخارجية تُضعف من قدرات الدول على الحفاظ على استقلالية قرارها السيادي.. والجزائر ورواندا، هما من الدول القليلة التي نجحت في الحفاظ على استقلالية مواقفهما، مما يعزز مصداقيتهما على الصعيدين الدولي والإقليمي، ويجعل منهما شريكين مثاليين في رسم ملامح المستقبل الإفريقي.