عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين، أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة وتزايد الدعوات للضّم.
قال غوتيريش في وقت أخلت فيه قوات الاحتلال 3 مخيّمات للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة من سكانها ومنعت عودتهم، “إنني قلق للغاية إزاء تصاعد أعمال العنف والانتهاكات الأخرى التي يرتكبها المستوطنون الصهاينة في الضفة الغربية المحتلة، وإزاء الدعوات للضم”.
وأضف غوتيريش أن وقف إطلاق النار في غزة “هش” و«علينا تجنب تجدد الأعمال القتالية بأي ثمن”.
من ناحيته قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إن أي اقتراح لإجبار الناس على ترك أراضيهم في غزة “غير مقبول على الإطلاق.
البرازيـل تديـن الاحتلال
من جهتها، أدانت البرازيل الاحتلال العسكري الصهيوني للضفة الغربية في الآونة الأخيرة، وأبدت قلقها من العمليات الصهيونية المكثفة في مخيمات اللاجئين بالضفة.
وأفاد بيان للخارجية البرازيلية، الأحد، أن البرازيل تشعر بالحزن إزاء التهجير القسري لآلاف الفلسطينيين نتيجة الاقتحامات الصهيونية في الضفة المحتلة.
وأكد أن الحكومة البرازيلية تشعر بالقلق العميق إزاء العمليات الصهيونية المكثفة في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة.وشدّد على أن البرازيل تدين أيضا الاحتلال العسكري الصهيوني للضفة الغربية في الآونة الأخيرة.
البيان أشار كذلك إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 19 جويلية 2024، والذي يعلن أن وجود الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني.
واختتم بالتأكيد على أهمية استمرار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في تنفيذ أنشطتها لصالح اللاجئين الفلسطينيين.
اقتحــام وتدمـير
هذا، ونفذ الجيش الصهيوني، أمس الاثنين، سلسلة اقتحامات شمال الضفة الغربية المحتلة تركزت في عدة بلدات بمحافظتي جنين ونابلس.وذكر شهود عيان أن جيش الاحتلال اقتحم برفقة جرافات عسكرية بلدة برقين جنوب غرب جنين، ودمر محال تجارية وشوارع وميادين قبل انسحابه.
ولليوم 36 يواصل الاحتلال عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، وفي مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 30، بينما يواصل اقتحام مخيم نور شمس لليوم 17.
وفي السياق ذاته، نفذ الجيش الصهيوني فجر الاثنين، اقتحامات في الضفة الغربية تركزت في نابلس، حيث داهمت القوات منازل ومحال تجارية واعتقلت عددا من الفلسطينيين.
ومساء الأحد، اقتحمت دبابات الكيان الصهيوني مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، في تصعيد عسكري هو الأول من نوعه منذ عام 2002.
وبحسب مراسلين، شوهدت دبابات ترافقها آليات عسكرية تقتحم المخيم، في مشهد يعيد للأذهان اجتياح الضفة الغربية خلال عملية “السور الواقي” عام 2002.
ومنذ 21 جانفي الماضي وسع الجيش الهيوني عملياته العسكرية التي أطلق عليها اسم “السور الحديدي”، في مدن ومخيمات الفلسطينيين شمال الضفة، وخاصة في جنين وطولكرم وطوباس، مخلفا 61 شهيدا وفق وزارة الصحة، ونزوح عشرات الآلاف، ودمار واسع.
وتحذر السلطات الفلسطينية من أن تلك العملية تأتي “في إطار مخطط حكومة نتنياهو لضم الضفة وإعلان السيادة عليها “.
تفريغ المخيمات تمهيدا للضمّ
في السياق، أكد رئيس مركز القدس للدراسات التابع لـ«جامعة القدس” أحمد رفيق عوض، أن عدوان الاحتلال الصهيوني العسكري المتواصل على الضفة الغربية المحتلة يمهد لتحويلها إلى معازل قبل ضمها.وأضاف الخبير الفلسطيني، أن الاحتلال قرر إشراك دبابات في عدوانه على شمال الضفة الغربية بحثا عن تحقيق إنجاز سياسي لا عسكري.عوض حذّر من أن هذا “التطور خطير، وهو حرب موهومة وسياسية وليس هناك من داع لها”.
وتابع: “قوات الاحتلال تشن حربا على جبهة مدنية تماما، ليس في الضفة الغربية ولا المخيمات أي بنى عسكرية ولا جيوش ومعسكرات ولا مرابض مدفعية وصواريخ”.
وأضاف أن “كل ما في مخيمات شمال الضفة مسلحين بأدوات بسيطة، وبسبب عمليات الاحتلال والضغط وغياب الأفق السياسي تظهر مثل هذه المظاهر، وطالما هناك احتلال هناك مقاومة، هذا أمر طبيعي”.
و« يريد الاحتلال هذه الحرب أولا من أجل بقائه، ويقدم رشوة لشركائه، ومن أجل الإعداد لضم الضفة الغربية وتحويلها إلى معازل، وأيضا إضعاف السلطة (الفلسطينية) وإسقاط حل الدولتين”، وفق عوض.
وبحسب عوض فإن “هذه التطورات الجديدة وإدخال الدبابات والبقاء في المدن لفترة طويلة ربما يكون إعداد لكل ذلك (الضم)”.
ورأى عوض أنه ليس هناك أهداف عسكرية من اقتحام الضفة، وإن الكيان يبحث عن أهداف سياسية، وهي تدمير المخيمات ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”.