مجرد هجمـت إلكترونية تفتقر إلى المهنيـــة والفعاليـة
المغــرب يستخدم يائسـا “ديـب فايك” و”دبابات إلكترونية” بعد هزائمه الدبلوماسية
أصبحت الهجمات السيبرانية وحملات التشويه عبر وسائط التواصل الاجتماعي، التي يشنّها نظام المغرب ضد الجزائر، محط اهتمام واسع في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث أثارت العديد من التساؤلات حول دوافعها وأهدافها، هذا الاستهداف الرّقمي، الذي شهد تصاعدا ملحوظا في السنوات الأخيرة، يهدف بشكل رئيسي إلى تشويه سمعة الدولة الجزائرية، إلّا أنه أثبت في النهاية أنه مجرّد هجمات إلكترونية تفتقر إلى المهنية والفعالية.
يؤكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور رضوان بوهديل في تصريح لـ “الشعب”، أنّ ما يقوم به المغرب من هجمات سيبرانية لا يمكن أن يصنّف ضمن الهجمات الفعالة والمتطورة، بل هو أقرب إلى “لعبة الأطفال”، وبيّن أنّ المغرب، حتى وإن استفاد من الدعم التكنولوجي للكيان الصّهيوني، إلّا أنّ هذه الهجمات الإلكترونية ما زالت بدائية ولم تحقّق أي أهداف تذكر، سواء على الصعيد التقني أو الاستراتيجي.
وأوضح الدكتور بوهيدل، أنّ المغرب يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لاختلاق الأخبار المغلوطة واستخدام أساليب التزييف العميق”ديب فايك” ضد الجزائر، في محاولة لتشويه سمعة الدولة الجزائرية، بعد أن مني بخسارات دبلوماسية متعدّدة، وقال إنّ هذه الهجمات الإلكترونية التي يتم تنفيذها عبر “الدبابات الإلكترونية” لا تحمل أي قوة تذكر، بل إنها أساليب قديمة وسطحية تكشف عن ضعفها وافتقارها للمهنية.
وأضاف المتحدث، أنّ الجزائريّين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كشفوا وتعرّفوا على هذه المحاولات، بل وفضحوا النظام المخزني المغربي، الذي يستخدم أموال الشعب المغربي لتمويل هذه الهجمات، ومع ذلك، أكّد “أنّ اللعبة باتت مكشوفة للجميع، سواء للمواطنين الجزائريّين أو لبقية دول العالم، حيث أصبح الجميع على دراية بهذه المحاولات”.
وقال بوهيدل “الجميع أصبح على دراية بهذه المحاولات الرامية إلى تشويه صورة الجزائر، فضلا عن محاولة المغرب التأثير في معركة الرأي العام الإقليمي والدولي، كما أنّ هذه الاستراتيجية لم تعد محصورة في أوساط معينة، بل أصبح الوعي بها منتشرا على نطاق واسع، مما قلّل من تأثيرها وأفقدها الكثير من مصداقيتها”.
وأفاد بوهديل، الجزائر تتمتّع بقدرات تقنية وتكنولوجية متقدمة تتيح لها التصدي بشكل فعّال للهجمات الإلكترونية، مشيرا إلى أنّ البلاد لديها أيضا مؤسسات قانونية قادرة على الرّدع، مشيرا إلى أنّ الجزائر ليست فقط قادرة على مواجهة محاولات الاعتداء السيبراني من المغرب أو أي دولة أخرى، بل أيضا أنها تتوفر على آليات لمكافحة هذه الهجمات وحماية أمنها السيبراني.
وأكهد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ختاما، أنّ محاولات التشويه التي يقوم بها البعض هي محاولات “بائسة ويائسة”، تهدف إلى التأثير سلبا على سمعة الجزائر، في الوقت الذي تحقّق فيه البلاد نجاحات في مختلف المجالات، بينما يواجه المغرب تحديات دبلوماسية واجتماعية داخلية وخارجية، هذه التصريحات تؤكّد على قوة الجزائر في مواجهة محاولات التأثير الخارجي، وعلى تمسكها بموقفها الراسخ في قضاياها الوطنية.