استرجـاع أكـثر مـن 8 ملايـين مـتر مكعـب مـن الميــاه المتسّربــة
أكدت شركة المياه والتطهير الجزائر «سيال»، التزامها بالتحسين المستمر للخدمات العمومية المقدمة في ولايتي الجزائر وتيبازة.
وعرفت سنة 2024 العديد من المبادرات والإنجازات التي انعكست إيجابيا على حياة المواطنين، عبر عديد التدخلات والأنشطة التي قامت بها سيال، والتي ساهمت في تأمين تزويد كاف ومستدام بالمياه الصالحة للشرب وضمان تشغيل أمثل لمنشآت التطهير، مع التركيز على تعزيز جودة الخدمات واستدامة الموارد، فيما تركز على رؤية مستقبلية ترتكز على الابتكار، الاستدامة والرضا العام للمواطنين، لتسيير التحديات القائمة لضمان حياة أفضل للجميع.
تستعرض «سيال»، في تقرير تحصلت «الشعب» على نسخة منه، مختلف المحاور الأساسية التي اشتغلت عليها الشركة، بدءاً من تعبئة الموارد المائية، تحسين شبكة التوزيع، ضمان جودة المياه المنتجة والموزعة، وصولا إلى رقمنة الخدمات المقدمة للزبائن وتطوير كفاءة الموارد البشرية. كما يلقي الضوء على التحديات التي واجهتها الشركة والجهود المبذولة للتغلب عليها، بما يخدم رفاهية المواطنين ويحافظ على البيئة.
فبخصوص تعبئة الموارد المائية، تمكّنت «سيال» خلال سنة 2024، من تعبئة 378 مليون متر مكعب من المياه، تم توزيع هذه الكمية بشكل استراتيجي يتوافق مع طلب السكان، حيث خصص 320 مليون م3 لولاية الجزائر العاصمة، 51% منها من محطات تحلية مياه البحر و27% من المياه الجوفية و39% من المياه السطحية. كما حظيت ولاية تيبازة بـ67 مليون م3، 38% منها من محطات تحلية مياه البحر، 32% من المياه الجوفية و30% من المياه السطحية.
وبالنسبة لجودة المياه ،التي تشكل محورا رئيسيا بالنسبة للشركة من خلال التزامها بالمعايير الدولية، فقد واصلت سيال في 2024 جهودها الحثيثة لضمان أعلى معايير جودة المياه المنتجة والموزعة عبر شبكتها.
وقد أظهرت نتائج التحاليل المخبرية المكثفة، الالتزام الصارم بالمعايير الوطنية والدولية لجودة المياه، حيث تم إجراء أكثر من 12 ألف تحليل فيزيو- كيميائي وبكتريولوجي وما لا يقل عن 282 ألف اختبار للكلور من طرف المخبر المركزي لسيال، المعتمد من طرف الهيئة الجزائرية للاعتماد «ألجيراك» وفق معيار ISO 17025، وكذا المخابر العملياتية الموزعة على مستوى المحطات الرئيسية.
في المقابل، قامت «سيال» في إطار الحفاظ على الموارد المائية بتنفيذ استراتيجية متكاملة للكشف عن التسربات ومعالجتها، كأحد المحاور الأساسية، تعتمد على تقنيات متطورة للكشف المبكر عن التسربات وتحديد مواقعها بدقة، مما يضمن تدخلا سريعا وفعالا. وقد أثمرت هذه الاستراتيجية نتائج ملموسة، حيث تمكنت الفرق العملياتية والتقنية من استرجاع أكثر من 8 ملايين م3 من المياه خلال العام الجاري.
ونجحت فرق التدخل في تنفيذ 28 ألف عملية إصلاح، شملت 23 ألف تدخل في ولاية الجزائر العاصمة و5 آلاف تدخل في ولاية تيبازة، ما يعكس الجهود المتواصلة للشركة في تحسين أداء شبكات المياه وضمان استدامة هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة.
فيما يخص حماية البيئة عن طريق التطهير، تواصل «سيال» جهودها الحثيثة في مجال معالجة المياه المستعملة وتطهير الشبكات، محققة إنجازات نوعية تعكس التزامها بحماية البيئة والصحة العمومية. فخلال سنة 2024، تمكنت الشركة من معالجة 100 مليون م3 من المياه المستعملة من خلال 8 محطات تصفية في محيط ولايتي الجزائر وتيبازة.
وفي إطار استراتيجيتها المتكاملة لتحسين أداء شبكة التطهير، قامت فرق سيال بتنظيف 1300 كيلومتر طولي من القنوات، مستخدمة أحدث التقنيات والمعدات المتطورة، ما ساهم في رفع كفاءة شبكة الصرف الصحي وتعزيز قدرتها الاستيعابية، مما يضمن حماية المحيط البيئي ويحافظ على الصحة العمومية للمواطنين.
وفي مواكبتها للتحول الرقمي، شهدت «سيال تحولا ملحوظا، حيث أطلقت الشركة النسخة المحدثة من منصة الدفع الإلكتروني «فاتورتي» التي تتيح للمشتركين تسديد فواتيرهم عن بُعد باستخدام البطاقات البنكية أو البطاقة الذهبية، مع إمكانية الدفع الكلي أو الجزئي للمستحقات، حيث تم تسجيل 320 ألف عملية دفع إلكتروني خلال السنة. كما أطلقت منصة «خدماتي» التي تقدم مجموعة واسعة من الخدمات عن بعد، مما يوفر الوقت والجهد على المواطنين.
وفي إطار تحديث البنية التحتية، قامت «سيال» بتنفيذ مشروع تجريبي لتركيب العدادات الذكية في المنطقة الإدارية لباب الزوار، وذلك ضمن مشروع «القياس الذكي» الهادف إلى تحسين دقة قراءات الاستهلاك وكفاءة إدارة الموارد المائية. تزامن ذلك مع إطلاق خدمة الرسائل القصيرة التي تتيح إشعار المشتركين بإصدار فواتيرهم الجديدة وتذكيرهم بالمستحقات المالية، بالإضافة إلى إبلاغهم بأي اضطرابات في الخدمة، حيث قامت سيال بإرسال أكثر من 3 ملايين رسالة نصية قصيرة خلال السنة.
وتؤكد هذه المبادرات الرقمية، التزام «سيال» المستمر بتحسين جودة خدماتها وتعزيز رضا المشتركين، حيث تمثل هذه الخطوات نقلة نوعية في ترقية الخدمة العمومية في مجالي المياه والتطهير.
وتتطلع الشركة من خلال هذا التحول الرقمي، إلى تقديم خدمات أكثر كفاءة وسهولة للمواطنين، مع الحفاظ على استمرارية تطوير وتحديث خدماتها بما يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي.
في المقابل، تولي «سيال» أهمية استراتيجية لتطوير مهارات مواردها البشرية، باعتبارهم الركيزة الأساسية لتحقيق التميز العملياتي. في هذا الإطار، نجح مركز التكوين في التسيير ومهن المياه في تنظيم برامج تدريبية مكثفة، حيث تم تخصيص 14 ألف يوم تكويني خلال سنة 2024 لصالح 2808 عامل، ما يمثل 43% من إجمالي العمال، فيما شملت الدورات التكوينية المجالات التقنية والتسيير والدعم.
ويعد مركز التكوين جوهرة في منظومة «سيال» التطويرية، حيث يوفر بيئة تعليمية متكاملة مجهزة بأحدث الوسائل البيداغوجية، مع الاعتماد على برامج تدريبية مبتكرة تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي، مما يضمن تأهيل الكفاءات وفق أعلى المعايير المهنية. هذا الاستثمار في العنصر البشري يترجم استراتيجية الشركة في ضمان جودة الخدمات وتحقيق رضا المواطنين.