طباعة هذه الصفحة

احتفاء باليوم العالمي للغـة الضاد.. بلعيد:

لا بديـل عـن التمكين الرقمي للعربية ودعـم الابتكار بها

فاطمة الوحش

احتفى المجلس الأعلى للغة العربية، أمس، باليوم العالمي للغة العربية، «تحت شعار: «اللغة العربية والذكاء الاصطناعي.. تعزيز الابتكار مع الحفاظ على التراث الثقافي ورسم ملامح العصر الرقمي». وتم بالمناسبة الإعلان عن الفائزين بجائزة المجلس الأعلى للغة العربية لعام 2024 وتكريمهم.

أشار البروفيسور صالح بلعيد، خلال افتتاحه الاحتفالية، إلى أن فعاليات الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية لسنة 2024م، تدور حول ضرورة النظر المستقبلي للعربية في الذكاء الاصطناعي، وتعزيز حضورها في التمكين الرقمي، ودعم الابتكار. ويكون التركيز على التطور التكنولوجي في محاكاة الروبوت، مع السلوك البشري الذي سمته (استثمار المستقبل) في تطبيقات تحاكي الذكاء البشري أو تتفوق عليه.
وأكد صالح بلعيد، أن الشعار الذي وضعته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» لهذه السنة، احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، «استكشاف مستقبل اللغة العربية في الذكاء الاصطناعي» له أهمية ثقافية كبيرة، نظرا «لمجدها التليد، فهي من لغات العلم التي أعطت أكثر مما أخذت ولغة كتبت بها كل الديانات... وفي كل هذا يشفع لها الماضي المغدق الذي ترك بصماته في كل القارات ولا تعدم أنها تعاني القلاقل في الحاضر، وبخاصة في الجانب التقاني». كما يرى رئيس المجلس، أن الشعار، من الشعارات العرفانية التي يستخدمها البشر في خاصيات التواصل التي تجسد المعرفة في أوضاعها وفي علومها ومناهجها. قائلا: «إنه شعار معاصر يسعى للرفع من قيمة العربية في أوضاعها المعاصرة؛ وهي تعرف المخاض التقاني، وتعاني مضايقات في منطق الإدراك الذكي للزوميات وخوارزميات الإدراك اللغوي، التي نجد معالمها في اللسانيات الحاسوبية التي تروم أن تعطى لها دراسات معاصرة في البحوث العلمية بوصفة جديدة تراعي الدراسات المستقبلية لصناعة المعرفة بالعربية وفي ذات العربية، وعلى مستوى الصناعة المعرفية، وهي الغاية المنشودة لتوحيد النظرة العلمية في العربية المراد تهيئتها للغوص في معارف العصر بتقانات النقرة».  وأوضح بلعيد في السياق ذاته، أننا في زمن النقرة التي تفتح الآفاق، «ونحن نرى لغتنا الأممية تحتاج إلى الشرعة والضبط والتصنيف، وإلى وضع المعاجم الإلكترونية، وتحويل المعاجم الورقية القديمة إلى معاجم إلكترونية، وإلى تحسين الأداء في المستقبل، وتطوير تطبيقات تفاعلية بالذكاء الاصطناعي، بغية تهيئة المحتوى والمنهج وطريقة التدريس التي تفتقر إليها العربية في المراحل القادمة». مشيرا، إلى أنها المرحلة الفاصلة في صناعة العربية بإغماسها في روبوتات ذكية لتوسيع نطاقها اللغوي، في إنتاج النصوص المختلفة، وتدقيقها بصفر خطأ، وهذا ما سوف يفتح آفاقه الذكاء الاصطناعي في مجال تعليم وتعلّم العربية، لا التردد في إجراء المقارنة بين السلبيات والإيجابيات. وأكد صالح بلعيد، «لا خيار لنا إلا التماهي في عالم النقرة بما يحصل من علوم التقابل اللغوي لإيجاد الحلول والطرائق البديلة للعربية في الاستثمار في تطبيقات التي تعمل بها اللغات التي لها السبق التقاني، مع تكييفها في سباقات شبه طبيعية بالذكاء الاصطناعي، لأن اللغة هي أصوات قوم، وكذلك هي ثقافة تعكس هوية المجتمع والخلاصة من هذا أننا بحاجة إلى تطوير لغة الهدف، وهي العربية وأن مهاراتها الحالية تستدعي فتح آفاق الذكاء الاصطناعي التي تعمل على لحاقها مع لغات الأنداد».
وأشاد عميد جامع الجزائر، محمد المامون القاسمي الحسني، في كلمة شرفية، بمنجزات المجلس وأعماله المحققة التي تعكس اهتمامات الأمة الجزائرية والعربية عامة، باعتباره الإطار الملائم للنهوض باللغة العربية من حيث ترقيتها وتعميمها وتداولها. مؤكدا أن تحقيق مشروع اللغة العربية الحضاري، يفرض التعاون مع عدة هيئات في سياق متكامل يستهدف فيها الجيل الجديد، من حيث تيسير التعليم باللغة العربية في قواعدها ومبادئها.