وصفها بـ “التدخلات العبثية” المزعزعة للأمن والاستقرار.. ميزاب:

الجزائر والنيجر ترفضان التدخلات الخارجية

تندوف: علي عويش

زيارة هامة تؤكد تطابق المواقف والرؤى حول منطقة الساحل

أجرى وزير الدولة وزير الدفاع الوطني لجمهورية النيجر، الفريق ساليفو مودي، بحر هذا الأسبوع، زيارة إلى الجزائر، وحظي باستقبال من رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، يوم الاثنين، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي.
اللقاء شكّل فرصة أكّد من خلالها الفريق أول السعيد شنقريحة، على أن الجزائر الملتزمة بمبادئها الراسخة، مقتنعة بأن حل المشاكل الداخلية لدول القارة لا يمكن أن يتحقّق إلا داخلياً.

في السياق، تحدّث الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور أحمد ميزاب، بإسهاب، عن أهمية هذه الزيارة والأبعاد التي تكتسيها العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين، باعتبار أن توقيت الزيارة يعتبر عاملاً أساسياً يستدعي الأخذ به في قراءة وتحليل دلالات هذه الزيارة، وإعطائها الأبعاد التي تتناسب معها.
وأشار ميزاب إلى أن زيارة وزير دفاع جمهورية النيجر تأتي في توقيت مفصلي ودقيق جداً في تاريخ المنطقة، تطبعها سياقات إقليمية معقّدة تتسّم بتنامي وتصاعد الأزمات، وتداخل العديد من الأطراف الدولية في إطار التنافس والصراع الدولي الذي يحتدم بمنطقة الساحل، باعتبارها ساحة لهذا الصراع الدولي.
وقال ميزاب، إن هذا الوضع الإقليمي المتأزم، يدفع بالبلدين إلى تعزيز العلاقات الثنائية بينهما، باعتبارهما بلدين جارين يتقاسمان نفس التحديات الأمنية، فـ “أمن الجزائر من أمن النيجر وأمن النيجر من أمن الجزائر”. مشيراً إلى أن هذه الزيارة هي في حد ذاتها تأكيدٌ على الإرادة القوية الموجودة لدى قيادة البلدين في تعزيز التنسيق والتعاون الأمني والعسكري الثنائي بين الجزائر والنيجر، سواء في شقّه الأمني أو السياسي.
وعرّج ميزاب في حديثه لـ “الشعب”، على أهمية التعاون الثنائي بين الجزائر والنيجر، والذي يندرج في إطار ديناميكية متجدّدة، مبنية على أساس الصراحة والعمل المشترك من أجل ترقية السلم والأمن في المنطقة.
وتابع يقول، إن منطقة الساحل تمرُّ بمجموعة من التطوّرات والتحوّلات المتسارعة التي تستدعي وجود تكثيف للجهود والعمل المشترك من أجل الحفاظ على الاستقرار. وواصل ميزاب قائلا، إن زيارة وزير دفاع جمهورية النيجر إلى الجزائر، تأتي في مرحلة صعبة وحاسمة ودقيقة؛ لأنها تجري في سياق معقّد يشهد تنامي الصراع الدولي وتمدّد الصراعات الإقليمية وبروز فواعل تهدّد مفهوم الأمن والاستقرار بالمنطقة، خاصة ما تعلّق بنشاط ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة وانتشار المجموعات العسكرية غير النظامية وغيرها من الملفّات التي تؤثّر على معادلة الأمن.
وأكّد محدثنا، على ضرورة انخراط كافة الفاعلين والشركاء في المنطقة بشكل متكامل ومنسّق من أجل تحقيق معادلة الاستقرار والأمن، في إطار رؤية استراتيجية مبنية على أساس التعاون السياسي، الديبلوماسي وحتى العسكري والأمني، وهي الرؤية التي ترافع لأجلها الجزائر –يقول ميزاب- من أجل تكريس مفهوم الأمن والاستقرار المستدامين بالمنطقة.
ونوّه الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور أحمد ميزاب، بتأكيد الجزائر في كل المناسبات، على التزامها بقواعد حسن الجوار التي تُراعيها وتدعو إليها. كما تؤكد على ثبات مواقفها ومبادئها المرتبطة بنظرتها تجاه القضايا المطروحة في المنطقة، مع التزامها الثابت ودعوتها إلى ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذا يقودنا –يضيف ميزاب- إلى أهم مبدإ في السياسة الخارجية للجزائر وهي رفضها لأي تدخلات خارجية، واصفاً إياها بالتدخلات العبثية التي تعبث بمفهوم الأمن والاستقرار، لأنها لا تراعي مصلحة الدول ولا مصلحة الشعوب ولا مصلحة المنطقة، بقدر ما تراعي حسابات ضيقة لأطراف معينة من المنطقة وخارجها.
ولفت ميزاب إلى أن الجزائر جدّدت التأكيد على هذه المواقف، والتي قوبلت بتطابق الرؤى والمواقف من دولة النيجر، باعتبارهما يتقاسمان هذه الانشغالات في منطقة ساخنة تمرُّ بمرحلة دقيقة تستدعي من البلدين الجارين سنّ تقاليد في إطار الحوار، التشاور، التنسيق والتعاون على كافة المستويات.
وخلص المتحدث إلى وجود تطابق في وجهات النظر بين الجزائر والنيجر، حيث تتبنى الدولتان الشقيقتان رفض مبدإ التدخلات الخارجية في القضايا المتعلقة بالمنطقة، وهذا في حد ذاته –يؤكد ميزاب- يعطينا أملاً في إعادة بعث حركية جديدة في العلاقات الثنائية بين البلدين، قد تقود إلى إطلاق العديد من المشاريع الاستراتيجية، الحيوية والتنموية التي من خلالها يمكن أن تتعزّز مقاربة الأمن والاستقرار وفق تصور قادة البلدين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024