جددت الخبيرة البيئية البروفيسور فاتن صبري سيد الليثي من جامعة باتنة 01، تأكيدها على ضرورة إبرام اتفاق شراكة بين وزارتي التربية الوطنية والبيئة وكذا التعليم العالي والبحث العلمي والعديد من القطاعات الوزارية لإنجاح مبادرتها الوطنية “لكل طفل شجرة” التي اطلقتها مؤخرا في اطار نشاطاتها التوعوية بتبعات تدهور الثروة الغابية بالجزائر.
دعت البروفيسور فاتن صبري، إلى جعل المبادرة الخضراء تقليدا سنويا يكرس حرص هذه القطاعات على مواكبة التحديات العالمية في هذا الشأن وتعزيزا للحد من آثار تغير المناخ وجهود الاستدامة البيئية ببلادنا، على ان يتم تقييم المبادرة بعد مرور عام، والتي نستهدف بها تغطية كل مدارس الجزائر بالأشجار.
وأشارت إلى أن المدرسة ثم الجامعة هي الفضاء الأنسب لإيجاد الحلول للإشكالات البيئية التي تعيشها بلادنا، فهي تعمل على تعبئة كل القوى التي تعمل على حماية البيئة والمحيط والوقاية من التغيرات المناخية وعلى نشر الوعي بالشأن البيئي، نظرا لعلاقتها المباشرة بالمواطن. فضلا عن حث أصحاب القرار على وضع السياسات البيئية اللازمة بصفة تشاركية يكون فيها اسهام فعلي للناشطين في المجال البيئي.
وأوضحت في تصريح لـ«الشعب”، خلال إطلاقها للمبادرة من متوسطة مالك بن نبي الخاصة بمدينة باتنة، مثمنة تجاوب مسؤوليها وطاقمها الإداري والبيداغوجي مع المبادرة، على أن المشروع الذي يقوده الاطفال والتلاميذ يهدف إلى زيادة الغطاء الشجري بمختلف ولايات الوطن، مشيرة إلى أن الهدف الحقيقي للمبادرة ايضا ربط التلميذ بالبيئة لحمايتها، وتكريس حرصه على الحفاظ على المحيط وغرس الوعي البيئي بداخله، داعية السلطات الولائية والوطنية لدعم مبادرتها، خاصة في المساحات الغابية التي شهدت إتلافا كبيرا جراء الحرائق في السنوات الاخيرة وإعادة اعمارها وتوعية وتحسيس السكان بتبعات تدهور الثروة الغابية، تضيف محدثتنا.
وألحت الخبيرة في البيئة، على دور المؤسسات الإقتصادية ورجال المال والأعمال في هذه الحملة، من خلال زراعة الأشجار ذات المردود الاقتصادي، كونه سيعود بالفائدة عليهم وسيزيد من حماسهم لإنجاح المبادرة والعمل على نشرها. موضحة انه في حال تم تجسيد المبادرة ميدانيا، فإننا سنعيش في غضون السنوات القادمة في ولايات خضراء، متعهدة، باعتبارها رئيسة مشروع ماستر قانون حماية البيئة والتنمية المستدامة بذات الجامعة، على مرافقة كل الجهود الوطنية والمحلية في هذا الشأن، خاصة تلك التي تقوم بها فعاليات المجتمع المدني والعمل أيضا على توفير البيئة المناسبة للتلاميذ بتعليمهم بيئيا، لربطهم بثقافة الحفاظ على البيئة وتطبيق الوعي البيئي والذين بدورهم سينقلون هذه القيم إلى المنازل.