احتضن، أمس، قسم العلوم السياسية بكلية الحقوق والعلوم السياسية لدى جامعة البليدة 2 لونيسي علي، ملتقى وطني حول التنمية والديمقراطية في افريقيا، وناقش المشاركون، من خلال 47 ورقة بحثية من 13جامعة، مجموعة من الإشكاليات الاقتصادية والسياسية وعلاقتها بالقوى الكبرى القديمة والحديثة.
أثار المشاركون في الملتقى، الذي نظمته فرقة البحث حول الأمن الاقتصادي للجزائر وحتميات الانتقال الطاقوي بقسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عدة إشكاليات محورية على غرار التحديات الأمنية التي تواجه الدول الافريقية والتي تحول دون القدرة على النهوض بالقارة الافريقية في المجال الاقتصادي، والاقتصار على اعتبار القارة السمراء مخرنا للمواد الأولية والثروات الطبيعية فحسب.
كما عبر المشاركون من خلال أوراقهم البحثية على ضرورة تحقيق التنمية في القارة الإفريقية، وذلك بتجسيد إستراتيجية فاعلة، تستبعد التدخلات الخارجية من خلال تخليص الاقتصاديات الإفريقية من التبعية لدول للدول الكبرى.
وفي ذات السياق، دعا المشاركون في الملتقى الوطني إلى ضرورة تطوير ودعم الاستثمارات الكبرى لبعض الدول الإفريقية، خاصة الجزائر، نيجيريا، وجنوب إفريقيا. بالإضافة إلى أنّه يجب على الاتحاد الإفريقي ومجلس أمنه ممارسة دوره الإفريقي كاملا، وذلك لتعديل التصورات، وتقريب الرؤى بين الفرقاء الأفارقة.
كما اعتبر المشاركون أنّ الجزائر باستطاعتها استغلال تاريخها الدبلوماسي، ومكانتها المعنوية الكبيرة لدى الأفارقة لتحقيق الأمن والاستقرار وتفعيل الإقلاع الاقتصادي، كما يستطيع صانع القرار الجزائري تبنّي إستراتيجية اقتصادية فعالة تجاه إفريقيا، ومتابعتها ميدانيا من طرف وزارة التجارة وترقية الصادرات بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية.
وفي ختام الملتقى، أكد المشاركون على ضرورة فتح المجال أمام الدراسات الأكاديمية التي تحلل الواقع الإفريقي بدون تحيّز خارجي، وهذا لمنع تقديم صورة سوداء حول القارة، خاصة أنّ المستفيد الأول من ثرواتها هي الدول الكبرى في العالم.