حتمية التعايش مع الواقع الجديد

فنيدس بن بلة
10 ديسمبر 2018

56 سنة مضت على صدور العدد الأول لـ «أم الجرائد»  التي فرضت نفسها في المشهد الإعلامي الأحادي والتعددي بفضل موضوعيتها في تغطية الإحداث واضعة في الحسبان أخلاقيات المهنة ونقاء الضمير وإعلاء المصداقية فوق كل الحسابات.
سارت الجريدة التي حملت تسمية «الشعب» في الذكرى الثانية لانتفاضة الغضب والحرية التي دوّى صداها صرح الأمم المتحدة بمانهاتن انذاك وعجلت باستقلال الجزائر، على هذا الدرب وفية لخطها الافتتاحي ونهجها الإعلامي، مرافقة في البناء الوطني طيلة عقود من الزمن كاسبة بذلك المصداقية في محيط متغير وتحديات.
بفضل هذه المنهجية التي اعتمدتها وخرجت بموجبها أجيالا من الإعلاميين المميزين والمسئولين بأعلى المناصب في الهرم السياسي للبلاد، ظلت «الشعب» مرجعية في العمل الإعلامي غير مكتفية بنقل المعلومات من مصدرها وحمل انشغالات المواطن وهموم الوطن وترقيه صورة الجزائر، بل صنع الرأي العام وتوجيهه.
على هذا الأساس، تخطت الجريدة الصعوبات وتحدت كل الظروف جاعلة  منها محطة للتقويم والتقييم دون الاكتفاء بما بلغته من اهداف وغايات  وما حرصت عليه أزيد من نصف قرن. أخذت الجريدة في عملها الإعلامي تحديات الظرف مأخذ الجد جاعلة منها انطلاقة متجددة في خارطة اتصال تضيق بالمنافسة وتفرض النوعية والمهنية الى ابعد الحدود..
كانت التحولات الإعلامية المتسارعة  التي طغت عليها تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة التي كسرت حواجز الجغرافيا وقربت المسافات وحولت العالم الفسيح إلى قرية واحدة شفافة، محطة لمواصلة يوميتنا الغراء، المسار بروح التجدد والتنوع  مقتنعة حد الثمالة بان التغيير ضرورة حتمية لمواكبة التطور وانتزاع مكانة في المشهد الإعلامي الجديد.
أمام هذا التحول ، وضعت الجريدة رؤية إستراتيجية غايتها تحسين العنوان الورقي شكلا ومضمونا وإثراؤه بملفات اسبوعية وصفحات خاصة  ومساهمات تمد جسور التواصل والاتصال مع النخب  والقراء الاوفياء الذين يبحثون بلا توقف عن حقائق الأشياء ودقة المواضيع ومصداقية المعلومة بعيدا عن التهويل  والمزايدات الكلامية.
عززت الجريدة الورقية بالشعب الالكتروني سامحة لنفسها بالتواجد عبر مواقع التواصل الاجتماعي من خلال صفحتها الخاصة على الفيسبوك التي تشهد تفاعلا ومشاركة لما ينشر من مقالات وفيديوهات.
وزادت نشاطها قوة وجاذبية بقناتها على «اليوتيب» التي تبث مباشرة «منتدى الشعب» و»ضيف الشعب» وغيرها من الأنشطة التي اعطت ام الجرائد مكانتها المستحقة في المشهد الاعلامي التعددي واهلتها لتكون وسيلة اعلامية  لها كلمتها في مسرح الأحداث اعتمادا على الاحترافية وكسب رهان التميز والتعايش مع الواقع الإعلامي الجديد الصعب في الزمن  الافتراضي وتحدياته التي تفرض تطوير الذات وتأهيلها  لفرض الوجود.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024