سكان القل ينتظرون محطّـة للنّقل منـذ 8 سنوات

خـلافات حادّة حــول مكان المشروع وانعدام الصّيانــــة

سكيكدة: خالد ــ ع

يعرف مشروع إنجاز محطة للمسافرين بمدينة القل ولاية سكيكدة «تعطيلا» منذ أكثر من 08 سنوات بسبب عدم تمكّن السّلطات المحلية من إيجاد أرضية ملائمة من جهة واعتراض المواطنين على العديد من الاختيارات من جهة ثانية، وهو ما كرّس أزمة مرورية وسط المدينة بسبب التوقف العشوائي لوسائل النقل العمومي بالعديد من النّقاط، وأدخل الوضع المسافرين في رحلة بحث متواصلة عن مكان تواجد وسائل النقل، حيث عرف مشروع المحطة الذي يعود إلى سنة 2006 تجاذبات على الأرضية التي تم اختيارها، وكانت البداية بقطعة بمنطقة تلزة 3 كلم عن وسط المدينة، لكن والي الولاية وقتها رفض انجاز المشروع بعد المعاينته، حيث اتضح أنها بحاجة إلى إنجاز طريق وهو ما يتطلّب الرفع من الغلاف المالي الذي سبق تحديده بقيمة 4 مليار سنتيم فقط، ليتم اختيار الملعب البلدي القديم صولي بشير لانجاز المحطة لكن هذا الاختيار قوبل برفض شديد من قبل العديد من الجمعيات والمنظمات المحلية، وهو ما دفع بوالي الولاية التدخل من أجل رفض هدا الاختيار.
ليبقى المشروع يراوح مكانه قبل اختيار منطقة «الكريار» بمنطقة عين الدولة، لكن هذا الاختيار قوبل هو كذلك بالرفض من قبل المواطنين، وكذلك جمعيات البيئة والسياحة كون الموقع قريبا جدا من الشاطئ، ولم يجد المجلس الشعبي البلدي وقتها من حل سوى محاولة تقسيم المشروع إلى جزئين، وإنجاز المحطة بالمنطقة الحضرية الجديدة بحي بوسكين بمحاذاة «وادي السيال»، لكن لم يتم تجسيد المشروع بسبب مساحة القطعة الأرضية التي لا تستوعب المشروع.
وجاء الاختيار الخامس والأخير لأرضية تقع بمنطقة الشركة بالقرب من حي عبد العزيز رامول، لكن هذا الاختيار بدوره مازال يراوح مكانه بسبب إقدام أحد المواطنين على الاعتراض على جزء من القطعة، مدّعيا أنه ملكية خاصة والقضية مازالت محل متابعة قضائية في انتظار الفصل فيها. وفي انتظار تحقيق ذلك، فإن وسائل النقل العمومي من حافلات وسيارات الأجرة مازالت تحتل الشوارع بطريقة فوضوية تعيق حركة المرور وتجعل المسافرين بلا عنوان في رحلة بحث مضنية عن مكان تواجد وسائل النقل، خاصة وأن مكان توقّفها قد يتغيّر من وقت لآخر.
كما تعرف محطة نقل المسافرين الجديدة المتعددة الأنماط بمدينة سكيكدة تأخرا كبيرا في إنجاز فاق 3 سنوات.
وقد أعرب بن حسين فوزي والي ولاية سكيكدة أثناء زيارته للمشروع مؤخرا، عن تذمّره الشديد من هذا التأخر غير المبرر في بعض الأحيان، والذي يعود إلى سوء التنسيق بين الأطراف المكلفة بمتابعة المشروع، وهي البلدية ومديرية النقل ومديرية السكن ومديرية الأشغال، وأمر في عين المكان بإلغاء الصفقات المبرمة مع مكاتب الدراسات غير المجدية، واختيار مكاتب جديدة والإسراع في الأشغال وفق جدول زمني واضح ودقيق، حيث تشهد المحطة البرية للنقل محمد بوضياف بسكيكدة، فوضى عارمة جراء ضيق المكان المخصص لحافلات نقل المسافرين للمسافات الطويلة، وتلك المخصصة للمحطات للبلديات جراء انعدام أي تهيئة حضرية بهذه المحطة التي لم تجدّد مطلقا منذ تاريخ إنجازها. وزاد من تعقّد وضعية هذه المحطة وقوعها في منطقة قريبة جدا من مركز المدينة، الأمر الذي زاد من اختناق المحطة وعدم إيجاد منافذ مستقلة موصلة إلى هذه المحطة من كل الاتجاهات.
ونفس الأمر بالنسبة لمحطة المسافرين بالحروش، حيث لم يمر وقت طويل على افتتاحها حتى تحولت إلى وضعية كارثية، فالمحطة الواقعة على الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي قسنطينة وسكيكدة يقصدها يوميا مئات المسافرين من كل مكان، كما تمر بها عشرات الحافلات باعتبارها تتوسط عدة ولايات كقسنطينة، عنابة وسكيكدة، وبدلا من تلقيها العناية والاهتمام اللازمين باعتبارها مرفقا خدماتيا هاما، تم إهمالها لتتحول إلى مزيج بين قمامة وساحة خردة وسوق ومكان للفوضى.
وشهدت المحطة تأخرا كبيرا في إنجازها قبل افتتاحها وسط انتقادات كبيرة لعدم ملاءمتها المواصفات المطلوبة من حيث المساحة و الهياكل، كما أن التخريب طالها سابقا بفعل الاحتجاجات، وإهمالها منذ فتحها فإن المحطة أصبحت غير مناسبة تماما ما يجعل السلطات مجبرة على وضع حل لإعادتها على الأقل لوضعها السابق مع تحسين هياكلها ومحاولة معالجة المشاكل لموجودة بها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024