تعتبر العهدة الانتخابية السابقة من أسوأ العهدات الانتخابية بالنسبة لأميار ولاية سكيكدة على الإطلاق بسبب عدم إتمام غالبية المنتخبين لعهداتهم الإنتخابية سواء عن طريق العدالة الذي أوقف رئيسي بلديتين بسبب الاحتجاجات المتكررة أما المتابعات القضائية فحدث ولا حرج، حيث مست أكثر من نصف المنتخبين وأسقطت الكثير منهم.
فالعهدة الانتخابية الحالية بولاية سكيكدة، عرفت حالة غريبة، عن الواقع الحزبي بالمنطقة، حيث تحالف منتخبو مختلف الأحزاب في مواجهة منتخبي الحزب العتيد، كعقاب لهم عن العهدة التي سبقته لانفراده بالتسيير، مما كون تعدد حزبي من المنتخبين، تربطهم رابطة التحالف لاقتسام المهام والصلاحيات، وقطع الطريق على حزب جبهة التحرير الوطني، وهذه التحالفات بالرغم من أن الكثير من المواطنين إستحسنوها إلا أن مخاطرها أكبر عند فك الارتباط لأتفه إشكال وذلك كفيل بتعطيل مصالح المواطنين، ورهن التنمية بالبلديات وذلك ما حدث لبلدية سكيكدة في أيامها الأولى.
وقد شهد فيما سبق والي ولاية سكيكدة وضعية بلدية سكيكدة، خلال الفترة السابقة التي كانت تسير من قبل « المير « المستقيل شبلي ، المتأخرة في كل المجالات، فذكر بن حسين أن العملية التنموية عرفت تأخرا كبيرا حيث بلغ إجمالي البرامج المسيرة من قبل بلدية سكيكدة بعنوان ميزانية التجهيز إلى غاية النصف الثاني من الشهر الجاري 12.7 مليار دينار، استهلك منه 0.8 مليار دينار أي بنسبة استهلاك يقدر بـ6.25 ٪ كما تحتوي مدونة ميزانية التجهيز على 311 برنامج منها 157 برنامج بمبلغ 6.23 مليار دينار غير مخصصة كمشاريع و154 برنامج مخصصة لإنجاز 202 مشروع بمبلغ 6.51 مليار دينار منها 108 مشروع غير منطلق على مستوى الأنجاز و94 مشروعا قيد الانجاز.
وانتقد الوالي غياب كامل لرؤية واضحة واستراتيجية شاملة للنهوض بالبلدية على كافة الأصعدة وعدم وجود أية مخططات فعالة لضبط حركة المرور بالمدينة من نتائجه الحادث المأساوي الذي أودى بحياة 3 تلاميذ من متوسطة ابن خلدون، ناهيك عن انعدام التنسيق والتكامل والتشاور بين أعضاء الهيئة التنفيذية، مما أدى حسب والي الولاية إلى غياب المراقبة الصارمة والتجاوب مما أسفر عنه غياب كلي لوضعية المشاريع الإنمائية.
كما تحدث الوالي عن حالة التدهور الفظيع الذي طال الطرقات وشبكات التطهير والنظافة، وانعكاس ذلك على الإطار المعيشي للمواطن، بالإضافة لانعدام التواصل الفعلي مع جمعيات المجتمع المدني وعدم الإصغاء إلى مشاكل وانشغالات المواطنين، مطالبا في سياق حديثه رئيس البلدية الجديد وأعضاء المجلس وجميع إطارات البلدية بالعمل الجدي وتسطير استراتيجيه ناجعة تستجيب لتطلعات المواطنين، كما دعاهم إلى السهر على ضمان المتابعة الصارمة لمجمل المشاريع التنموية.
وانتخب، كمال طبوش، خلال شهر جوان من سنة 2014 رئيسا جديدا للمجلس البلدي لسكيكدة، خلفا لرمزي شلبي، المستقيل من رئاسة البلدية، خلال دورة طارئة أشرف عليها رئيس الدائرة ومدير التنظيم والشؤون القانونية للولاية، وجرت في جو ديمقراطي ووفق القانون العضوي للبلدية، وقد انتقد حينها رئيس البلدية الجديد بشدة الهيئة التنفيذية السابقة والتي لم تتمكن من رفع نسبة التنمية المحلية إلى المستويات العادية، وأوضح أن المكتب التنفيذي الجديد الذي انتخب اختير بعناية وفق الكفاءات التقنية وطبقا للانسجام والتفاهم الذي يسمح بتطبيق البرامج التي تضعها البلدية أو تلك التي تستفيد منها من الدولة، وأكد كمال طبوش، أن المجلس البلدي الحالي يعمل بكل ما أوتي من قوة لإعادة الوجه الحقيقي للمدينة المعروفة كواحدة من أهم المدن الساحلية بالبلاد، طالبا في ذات الوقت الصبر على البلدية التي لم يمض على تنصيب مكتبها التنفيذي سوي 05 أشهر.
وأشار رئيس البلدية أن المجلس الحالي ورث تراكمات ثقيلة للغاية جاءت نتيجة الجمود الذي لازم المجالس البلدية السابقة، والذي أثر كثيرا علي مستوى التنمية المحلية وأوقع المدينة في مشاكل عديدة، لاسيما في مجالات التنمية المحلية والنظافة والسياحة وقضايا حيوية مرتبطة بحياة المواطنين.
وأكد طبوش علي أن الأولوية لعمل المجلس البلدي الحالي ترتكز علي العناية الفائقة بقطاعات الطرق والإنارة العمومية والنظافة، وأضاف بهذا الخصوص إلي أن دراسات تقنية قد انطلقت لإعادة تهيئة الطرق الداخلية في المدينة القديمة و»النابوليتان «والسويقة ، ولكن مباشرة الأشغال مرتبط بإعادة تجديد شبكات المياه الصالحة والصرف الصحي والإنارة العمومية، والتي تعتبر قديمة جدا ومبنية بطريقة أصبحت لا تتناسب مع نوعية الاشغال الجديدة الموكلة لخمسة مقاولات متخصصة في الطرق.
وأفصح رئيس البلدية عن وجود برنامج ضخم مع مديرية الري يحتوي على غلاف مالي كبير يقدر 110 ملايير سنتيم لإعادة تجديد كل شبكات المياه الصالحة والتطهير المتضررة، وتساهم البلدية بمبلغ يصل إلي 45 مليار سنتيم، إلى جانب برنامج آخر لإنشاء قاعات رياضية جديدة وملاعب جوارية في الأحياء.
وأوضح نائب رئيس البلدية المكلف بالصيانة ساعد لبديوي لجريدة « الشعب» في نفس الإطار:«،أن الهيئة التنفيذية استلمت مهامها خلال شهر جويلية الماضي فقط، وبالرغم من كل التحديات تمكنا من الخروج من الوضعية التي كانت عليها، حيث أكد لبديوي أن نيابته تمكنت بالرغم من المدة القصيرة من إصلاح شبكة الإنارة خصوصا بالمدينة القديمة التي لم تصلح في بعض الشوارع الداخلية مند سنة 1997، إضافة إلى العديد من الأحياء كمرج الديب، ديدوش مراد، بولكروة وعلى امتداد الطريق الوطني رقم 44 إلى غاية مخرج البلدية»
كما تم تجديد الإنارة بالمدارس والإدارات التابعة للبلدية وعدد من المساجد بنسبة 90 ٪، ويطمح نائب رئيس البلدية إلى إعادة وتجديد الشبكة الكهربائية للإنارة العمومية القديمة لمدينة سكيكدة، واستبدال كل الأعمدة القديمة من سطورة غربا إلى العربي بن مهيدي شرقا.
كما قامت مصالح الصيانة ببلدية سكيكدة حسب النائب المكلف بهدا القطاع، بصيانة 56 مدرسة ابتدائية التي تدخل في نطاق اختصاصها، وتركيب 120 خزان مائي بمعدل خزانين لكل بلدية بسعة 4 ألاف لتر وذلك بإمكانيات البلدية البحتة، زيادة على تصليح التدفئة المركزية، وهذه العملية عرفت بعض النقص وذلك لانعدام اليد المؤهلة وفي ذلك الخصوص قمنا بطلب من رئيس البلدية استحداث مناصب في المجال المطلوب وتوظيف اليد العاملة المؤهلة، ولتسهيل عمل مصالح البلدية قامت هده الأخيرة حسب لبديوي دائما باقتناء 04 شاحنات من الوزن الثقيل و04 آلات من نوع « ريثروشار جار»، والعديد من التجهيزات والمعدات والمركبات بقيمة 30 مليار سنتيم، وقد تم تسخير هده الوسائل عند تقلبات الأحوال الجوية الأخيرة، في عمليات إزالة التربة والأوحال وتصريف مياه الأمطار بمعية الهيئات الآخرة، حيث شعر المواطن بسرعة التدخل، ولم تستغرق مدة كبيرة على خلاف السنوات السابقة.
وتشتكي مديرية الصيانة من نقص فادح في الموارد البشرية المؤهلة خصوصا التدفئة المركزية، نجارة الألمنيوم، وسائقي الآلات الخاصة بالأشغال العمومية،والتي لم توافق طموحات المواطنين، ولهذا لم يتمكن القائمون على هذا القطاع تحقيق الأهداف المسطرة والمرجوة من أبناء المدينة.