اختُتمت، يوم الخميس، حملة الحصاد والدرس بولاية سيدي بلعباس، بتحقيق نتائج معتبرة تمثلت في جمع نحو 70 ألف قنطار من الحبوب بمختلف أصنافها، على مساحة محصودة قُدّرت بـ76 ألف هكتار. كما بلغ إنتاج البطاطا والبصل أزيد من 1.6 مليون قنطار، تم جنيها على مساحة إجمالية تُقدّر بـ4364 هكتار من أصل 8870 هكتار.
وقد عرف الموسم الفلاحي لهذه السنة مردودية عالية وتحسنًا نوعيًا في إنتاج الحبوب الاستراتيجية، حيث تم تسجيل إنتاج إجمالي قدره 79 ألف قنطار، وهو ما يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا مقارنة بالسنوات الماضية. وفي هذا السياق، أكد والي الولاية، خلال إشرافه على اختتام الحملة، أن النتائج المسجلة تعكس نجاعة التنسيق بين مختلف الفاعلين في القطاع، والتزام الفلاحين بالتقنيات الحديثة وتوجيهات المسار التقني، ما ساهم في تجسيد الرؤية الوطنية لتحقيق الأمن الغذائي.
وفي إطار دعم التنمية الفلاحية، كشف المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بالولاية عن ربط 760 مستثمرة بالكهرباء الفلاحية، وتسوية الوضعية العقارية لفائدة 1215 فلاحًا من خلال المطابقة، إلى جانب تخصيص ثلاثة محيطات فلاحية جديدة تتجاوز مساحتها 17 ألف هكتار، ستُستغل في المستقبل لتطوير الزراعات الاستراتيجية وزراعة الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف.
من جهة أخرى، استقبل الديوان الوطني للأراضي الفلاحية، عبر منصته الرقمية، 565 طلبًا للاستفادة من الأراضي الفلاحية، ما يعكس اهتمام المستثمرين المحليين بتوسيع النشاط الفلاحي وخلق أقطاب إنتاجية جديدة بالولاية. وكشف المدير الولائي للديوان عن إنشاء ثلاث محيطات جديدة، منها “مكمن” ببلدية المرحوم على مساحة 3005 هكتارات، و«بطيمة 01” و«بطيمة 02” ببلديتي بئر الحمام والمرحوم، على مساحات تتجاوز 14 ألف هكتار.
دعم في التخزين والسقي وعقود جديدة للاستثمار
وفي سياق تعزيز قدرات التخزين، استفادت الولاية من أربعة مراكز لتخزين الحبوب من أصل عشرة، تم استلامها رسمياً، وتقدر الطاقة التخزينية لكل مركز بـ50 ألف قنطار، في انتظار استكمال أشغال المراكز الأخرى والصومعة الجديدة.
وفي مجال السقي، استفاد 900 فلاح من مقررات دعم تجهيز الآبار ومعدات السقي الاقتصادية للمياه، وهو ما يعكس حرص السلطات المحلية على دعم أساليب الإنتاج الفلاحي العصري. وأكد الوالي، في هذا الإطار، التزامه بمرافقة الفلاحين عبر مختلف البرامج والدعم، وتوفير المناخ الملائم الذي يُسهل ولوجهم إلى الأسواق.
كما أشرفت السلطات الولائية على تنظيم مراسم تسليم 50 عقد امتياز لفائدة الورثة، و10 عقود شراكة، إضافة إلى 50 مقررًا للاستفادة من دعم تجهيزات السقي، و10 عقود امتياز تم تسويتها وفق نظام المطابقة. وقد جرت هذه المراسم في مقر ديوان الولاية، بحضور المعنيين وممثلي القطاعات الفلاحية.
معرض للشراكة الاقتصادية
في سياق متصل، نُظمت زيارات ميدانية لعدد من المستثمرات الفلاحية والمؤسسات الاقتصادية المنتجة، للاطلاع على الإمكانات المحلية في إنتاج الخضر والفواكه، فضلاً عن اللحوم ومشتقات الحليب. كما استمعت السلطات إلى انشغالات الفلاحين والمستثمرين في الميدان.
وعلى هامش هذه الزيارات، أُقيم معرض للشراكة الاقتصادية شاركت فيه مؤسسات مالية وشركات تأمين، قدمت عروضًا خاصة بالفلاحين في إطار قروض الدعم الفلاحي، ما يعكس توجّه الدولة نحو تفعيل أدوات التمويل وتشجيع روح المبادرة والاستثمار في القطاع الزراعي.
للإشارة، فإن موسم الحصاد والدرس بسيدي بلعباس لهذا العام، كان محطة نجاح لسياسات الدعم الفلاحي، ويؤكد على أن الولاية تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتطوير قطاعات الزراعة المستدامة، بما ينسجم مع التوجه الوطني لبناء اقتصاد منتج ومتنوّع.