لازالت حوادث المرور بتراب ولاية الشلف تحصد الأرواح بالرغم من تراجعها بالمقارنة مع العام المنصرم من خلال النسب الشهرية المسجلة لهذه الكوارث والمآسي التي يتسبّب فيها الشباب بنسبة فاقت 59 بالمائة، حسب ما كشفت عنه قيادة الدرك رغم عملية التحسيس وأساليب الردع القانونية المسجلة.
تشخيص الوضع وصل إلى حدّ لا يطاق في الحوادث المميتة وأعداد الجرحى الذين تمّ إحصاؤهم بالمئات خلال السنة. فخلال شهر سبتمبر المنصرم قد قارب معدل الحوادث بحادثين كل يوم، حيث سجّل 48 حادث مرور تسبّب في 10 موتى وعدد من الجرحى وصل إلى 34 جريحا . فإذا كانت الأرقام تشير إلى تراجع بالمقارنة مع السنة المنصرمة بسنبة 65 حادثا، حيث توّقفت حصيلة الوفيات عند 16 قتيلا و124جريح أي بتراجع 9 قتلى، فإن الحديث عن تنامي الظاهرة صار مثيرا للقلق بين السكان والعائلات المتضررة التي فقدت فردا من أفرادها في هذه الحوادث المؤلمة التي يعود فيها العامل البشري، حسب قائد المجموعة الإقليمية بوعروج عمر على ما نسبته 91.66 بالمائة، يشير محدثنا الذي كشف من خلال تقريره الشهري عن أرقام مرعبة سجلتها حوادث التجاوزات الخطيرة التي عادة ما تخلّف وراء كوارث في المرات والجرحى. فيما لم تتجاوز الأسباب المتعلقة بالطرقات والمحيط 2.08 بالمائة، في حين تمّ تسجيل 6.25 بالمائة، خاصة بوضعية المركبات.
وعلى ضوء الحوادث المرعبة التي عشناها عن قرب، فإن نسبة مرتفعة من هذه الحوادث كان وراؤها شباب يقودون سيارات جديدة وبعضها فاخر، وهي الحقيقة التي تحدث عنها السيد المقدم بوعروج عمر، حيث أشار أن أغلب الحوادث كان وراؤها شباب يتراوح أعمارهم بين 25 و39 سنة أي بنسبة 59.09 بالمائة، وبأقل من يتراوح سنهم بين 40 و59 سنة، حسب ذات المصدر، بالإضافة إلى الفئة المحددة بين 18 و24 عاما والتي فاقت نسبتها11 بالمائة.
هذه العواقب الوخيمة التي صارت تشكل هاجس الجميع مع الأسف مآسيها تتكرر يوميا بدون أن يغير المواطن نظرته ويراجع نفسه ويقيم سلوكه أثناء السياقة التي ضاعت مهنتها وهوايتها وحتى أخلاقياته بين الأفراد رغم ما يعشونه يوميا يقول الجيلالي.ع 65 سنة من حي الحرية بالشلف.
والأغرب من ذلك، أن جنس الإناث قد دخل كعامل في إرتكاب حوادث المرور، حيث إن 9.9 بالمائة ممن خلفوا مآسي، وهو ما يجعل الظاهرة تسير بشكل مخيف بين أوساط المجتمع الذين يتساءلون عن جدوى قانون المرور والأساليب الردعية التي تقوم بها أجهزة الدرك والشرطة بنسبة أقل، فالسرعة المفرطة التي سجلت 51 بالمائة خلال شهر سبتمبر 2013، قد انخفضت إلى 18بالمائة وبنفس التراجع عرفه التجاوز الخطير الذي تراجع من 23 إلى 8 بالمئة. لكن وبالرغم من هذه النسب المتراجعة إلا أن عدد ضحايا يسقطون يومين بمعدل حادثين في 12ساعة.
يحدث هذا رغم حملات التحسيس والتوعية المباشرة التي تقوم بها أجهزة الدرك عن طريق المراقبة اليومية لمسالك الطرقات ومرافقة أصحاب المركبات على طول الطرق الوطنية رقم 4 و19و11 والطريق السيار على المسافة الرابطة بين حدود غليزان إلى غاية تبركانين بعين الدفلى، ناهيك عن السدود الثابتة بكل من بئر الصفصاف بواد الفضة ونواحي سدي عبد الرحمان ومناطق أخرى والمتنقلة بنقاط مختلفة ومفاجئة مع مراعاة الأماكن السوداء المحصية لدى ذات المصالح.
هذا ويبقى تحديد المسؤولية في إرتكاب الحوادث من الأولويات التي تعمل عليها الجهات المعنية في المستبب من السياقة لمدة لا تقل عن سنة من العوامل التي سوف تساهم من التقليل من الحوادث ـ يقول من تحدثوا إلينا ـ من المواطنين بالولاية والذين يأملون أن تكون سنة 2015، بنسبة منخفضة جدا في حوادث المرور بالنظر مشاريع تهيئة الطرقات وتعبيدها وإرتفاع نسبة تجديد الحظيرة الوطنية من السيارات والشاحنات.
هذا وقد صادفنا ونحن ننجز هذا التحقيق الميداني، إلتقينا بعدة ضحايا حوادث المرور على شاكلة خالد وعلي وقدور من الشطية وتنس وبوقادير بوسط مدينة الشلف، أين تحدّث هؤلاء بمرارة عن معاناتهم اليومية في التنقل لقضاء حاجاتهم بركوب الحافلات وسيارات الأجرة.——