طباعة هذه الصفحة

الطبعة الثانية لـ« هكاتون” الهندسة المعمارية

البليدة..حلول مبتكرة للمحافظة على البيئة

البليدة: أحمد حفاف

شكلت الطبعة الثانية للتظاهرة العلمية “HACKATHON” التي احتضنها معهد الهندسة المعمارية بجامعة سعد دحلب بالبليدة واختتمت وقائعها السبت المنقضي، فرصة حقيقية لاستشراف المستقبل لمدينة البليدة وتقديم حلول لتحقيق التنمية المستدامة من قبل 29 طالبا مشاركا في طور الماستر، قدموا من ولايات مختلفة للوطن مثل بشار، الجزائر العاصمة وتيزي وزو.
 
 تعني  كلمة “ هكاتون” إيجاد أفكار أو حلول للمشكلة العلمية في ظرف وجيز، وهذا ما قام به هؤلاء الطلبة الذين يزاولون دراستهم بطور الماستر في تخصص الهندسة المعمارية، حيث حاولوا على مدار ثلاثة أيام من البحث والاجتهاد الإجابة على إشكالية تتمحور حلو تجديد مستدام للمنطقة الصناعية لمدينة البليدة، مع التركيز على إعادة تأهيل محطة النقل البري الواقعة بحي الرامول وربطها بنظام تنقل حضري بيئي وعادل.
 هذا ما أبرزه نائب رئيس الجامعة محمد أيت سعدي بصفته العراب أو المشرف للنادي العلمي “ إبداع “ التي نظم التظاهرة العلمية: “بعد إزالة البناء الفوضوي بحي الرامول بالقرب من المحطة البرية والنسيج الصناعي، اخترنا إشكالية حول كيفية الربط بين هذه العناصر الثلاثة وربطها مع بعضها وبمدينة البليدة...وحاول الطلبة المشاركون الخروج بأفكار لتحقيق الإستدامة والمحافظة على البيئة”.
 وأضاف الأستاذ الباحث في الهندسة المعمارية : “ عملت الأفواج العلمية المكونة من الطلبة لإيجاد حلول للإشكالية وبتأطير أستاذة  السنة الماضية اخترنا إشكالية حول كيفية الحفاظ على التراث المبني، أما هذا العام فأعطينا البعد البيئي للبحث، وأردنا أن تصبح المحطة البرية الرامول منشأة حيوية ولما يأتي الزائر يجد كل الضروريات مثل المبيت والإطعام..”
 تضمنت التصاميم التي عرضها الطلبة بناء أنفاق وممرات علوية لضمان الإنسيابية المرورية نظرا للإقبال الكبير للمسافرين على محطة “ الرامول” وسط مدينة البليدة، والتي تقدم خدمات لأكثر من 30 ألف مسافر يوميا، وسيرتفع هذا الرقم بعد تحويل المنشأة لاحقا إلى متعددة الأنماط، أي بإنجاز موقف القطار الذي يفترض أن تبدأ أشغاله في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
أما بخصوص الأرضية المسترجعة بعد ترحيل قاطني السكنات الفوضوية بحي الرامول، فقد اقترح أحد الطلبة تخصيصها لإنجاز حديقة صديقة للبيئة بها وبناء مرقد ومركز تكوين لفائدة الشركات الاقتصادية باستخدام مواد بناء صديقة للبيئة أيضا ومحطة لمعالجة النفايات الحضرية على اعتبار أن هذه الأرضية يمر بها واد بني عزة، وبالإضافة إلى ذلك اقترح ربط المحطة البرية بوسيلة النقل الحضرية “ المونوراي” نحو المصعد الهوائي المؤدي إلى أعالي الشريعة مع تمريره بالمواقع السياحية  التي تتوفر عليها المنطقة.
  وبحسب ما كتبه الأستاذ أيت سعدي فقد قدم المشاركون حلولا فنية وأخرى عملية، تمثلت في مقترحات مبتكرة ومقاربات معمارية راقية استجابت لرهانات الاستدامة، العدالة المجالية والتحول البيئي، فجاءت العروض غنية ومتنوعة وجريئة جسدت تلاحما مثمرا بين التكوين الأكاديمي والبعد المهني.