طباعة هذه الصفحة

بمشاركة واسعة لممثّلي المجتمع المدني

قسنطينة..إجراءات لتسيير النّفايات وإدمـاج الطّاقــات المتجـدّدة

قسنطينة: مفيدة طريفي

في خطوة تهدف إلى تعزيز الشّراكة بين السلطات المحلية والمجتمع المدني، احتضن المركز الثقافي عبد الحميد بن باديس بمدينة قسنطينة، فعاليات “اليوم التشاوري حول تحديات تسيير النفايات الحضرية”، بمشاركة واسعة لممثلي المجتمع المدني، السلطات المحلية والهيئات البيئية.

 اللقاء الذي نُظّم في إطار مشروع “التسيير المدمج للنفايات وإنتاج الطاقة على المستوى المحلي بالجزائر” (AIM-WELL)، يأتي بدعم مالي من الصندوق العالمي للبيئة (GEF)، وبالتعاون مع وزارة البيئة وجودة الحياة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (PNUD).
تميز اليوم التشاوري بحوارات بنّاءة ومفتوحة حول واقع تسيير النفايات بالمدينة، حيث تناول المشاركون مختلف الإشكالات المرتبطة بضعف الإمكانيات اللوجستية، غياب ثقافة الفرز من المصدر، فضلاً عن التحديات المالية التي تواجه البلديات.
وفي هذا السياق، أكّد السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية قسنطينة، خلال كلمته الافتتاحية، على أهمية تضافر جهود الجميع لإيجاد حلول مستدامة، مشددًا على ضرورة اعتماد مقاربات مبتكرة تعتمد على الطاقات المتجددة والاستثمار في الاقتصاد الدائري.
وتناولت النقاشات السبل الكفيلة بإدماج الطاقات المتجددة في تسيير النفايات، من خلال استغلال النفايات العضوية لإنتاج الطاقة الحيوية والغاز الحيوي، ما يشكل قفزة نوعية نحو تحقيق التنمية المستدامة.

مشروع AIM-WELL: رؤية جديدة لإدارة النّفايات

 ويُعد مشروع AIM-WELL، الذي أُطلق بشراكة بين عدة جهات وطنية ودولية، نموذجًا جديدًا لتسيير النفايات بطريقة مدمجة، قائمة على الحد من النفايات، إعادة التدوير، وتحويل الفضلات إلى مصادر للطاقة، حيث يهدف المشروع إلى بناء قدرات البلديات الجزائرية في مجال تسيير النفايات الحديثة، وتحقيق استقلالية طاقوية محلية جزئية، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة في مجال الرسكلة والطاقة النظيفة.
ودعت اللجنة المنظمة جميع الفاعلين والمواطنين إلى المساهمة بفعالية في الاستبيان التشاركي الذي أُطلق بالمناسبة، من أجل جمع أكبر قدر من البيانات حول الممارسات الحالية والآفاق المستقبلية لتسيير النفايات بقسنطينة.
كما جدّد الحاضرون تأكيدهم على ضرورة تبني مقاربة تشاركية حقيقية، يكون فيها المواطن شريكًا أساسيًا وليس مجرد مستفيد، من أجل بناء بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.
وعرف اللقاء حضورًا مكثفًا لممثلي عدة هيئات، من بينهم نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي المكلف بالنظافة والتطهير والصيانة والوسائل العامة، أعضاء من المجلس الشعبي الولائي، ممثلون عن المرصد الوطني للمجتمع المدني، مدير البيئة لولاية قسنطينة، بالإضافة إلى رؤساء جمعيات الأحياء والجمعيات البيئية والمهتمين بالشأن البيئي، وقد شكل هذا التنوع في المشاركين دليلاً على الوعي المتزايد بأهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات البيئية، وتجسيد أهداف التنمية المستدامة على المستوى المحلي.