عرف قطاع الموارد المائية بولاية بسكرة قفزة نوعية في عدد المشاريع والعمليات المحققة، خاصة في السنتين الأخيرتين، بهدف تجاوز مشكلة التزود بالمياه الصالحة للشرب.
اعتمد القطاع الرى بولاية بسكرة في تحقيق هذه الأهداف على تنفيذ عدة محاور، تضمّنت حسب القائمين على القطاع في زيادة كميات الإمداد بالمياه لضمان تأمين حاجيات المواد من الماء الشروب من خلال رفع سعة التخزين وإعادة تأهيل بعض المنشآت، وكذا إنجاز آبار ومناقب جديدة.
وحسب مديرية الري، فقد شهدت الولاية خلال سنة 2023 استلام ووضع حيز الخدمة لعدة مشاريع مناقب، هدفت إلى التكفل بالنقائص المسجلة عبر بعض بلديات الولاية، حيث تم إنجاز 10 مناقب بصبيب إجمالي قدّر بـ 162 لتر في الثانية موزعة على بلديات طولقة وبسكرة وسيدي عقبة وخنقة سيدي ناجي، وبلغ عدد السكان المستفيدين من تشغيل هذه المصادر المائية الجديدة، وتلك التي تم إعادة تأهيلها ما يفوق 74340 نسمة.
بينما شهدت السنة الموالية 2024 وتجهيز 08 مناقب بصبيب إجمالي قدر بـ 103ل/ثا، منها أربعة مناقب بعاصمة الولاية، يضاف إليها اقتناء مائة مضخة موجهة للطوارئ خاصة والولاية مقبلة على فصل الصيف أين تكثر الإعطاب. ويبقى 12 منقبا في طور الإنجاز.
وحسب نفس المصدر، تشهد مشاريع تعبئة الموارد المائية خلال السنة الجارية، انطلاقة فعلية لإنجاز وكهربة وتجهيز وربط 2800 متر طولي من المناقب موجهة لساكنة لعدة بلديات وتجمعات سكانية عبر مختلف مناطق الولاية.
ويلاحظ أن بلدية عين زعطوط استفادت من منقب استكشافي بعمق 1200م/ط، نظرا لندرة المياه الجوفية بهذه البلدية الجبلية، حيث اقترحت المديرية المعنية وضع دراسة تنفيذية لتحويل مياه الشرب من حقل بوزينة لتزويد مدينة عين زعطوط بالماء الشروب.
دعـم طاقـــة التخزيـن
من أجل ضمان وتحسين الخدمة المتعلقة بالتزود بمياه الشرب، تقوم المصالح المعنية بعمليات متعددة لتثمين منشآت الموارد المائية مثل منشآت التخزين وقنوات شبكة التوزيع وصيانتها، وكذا التكفل بالنقائص المسجلة في عملية التوزيع.
وقد شهدت سنة 2023، استلام مجموعة مشاريع للتزود بالمياه الصالحة للشرب تتعلق بخزانات مائية، منها خزان مائي ببسكرة بسعة 5000 متر مكعب موجه للقطب الحضري الجديد بالمنطقة العمرانية الغربية الجديدة، وإنجاز قنوات ضخ انطلاقا من ستة مناقب لتزويد القطب الحضري المذكور، إضافة إلى إنجاز خزانات مائية مرتفعة بسعة 1000 لتر مكعب لكل واحد ببلديتي بسكرة وزريبة الوادي.
المشاريع المماثلة المستلمة في سنة 2024، شملت إنجاز خزان مائي مرتفع بسعة 1000 متر مكعب بحي العالية الشعبي، ومشروع تجديد وتوسيع شبكة التزود بالماء بحي سيدي غزال بعاصمة الولاية، إضافة إلى تعزيز قدرات التزود بالقطب الحضري الجديد بالمنطقة الغربية لمدينة بسكرة، وكذا توسيع شبكة المياه الصالحة للشرب باتجاه القطب الحضري المذكور وربطها بمحطة الضخ بوادي بسكرة.
كما تم استلام من مشاريع 2025 ضمن الحصة الأولى، والتي تتعلق بتجديد قناة التحويل للتزود بالمياه الشروب، حقل خنيزان والذي تم ربطه بخزان التعديل على مسافة 07 كلم بطولقة، زيادة على إعادة الاعتبار لقناة الجلب لمنقبين بمنطقة المقلوب باتجاه مدينة بسكرة.
وتسعى السلطات المحلية بولاية بسكرة إلى تدارك بعض النقائص، فبالرغم من الوفرة النظرية التي تعرفها ولاية بسكرة في استخراج وتخزين مياه الشرب، التي تفوق حاجة السكان، إلا أن ظاهرة تذبذب وانقطاع هذه المادة الحيوية من الحنفيات عبر عدة أحياء بعاصمة الولاية وبعض البلديات ما تزال تثير في كثير من الأحيان استياء المواطن.
ويشير تقرير مديرية الري، المقدم أمام الدورة الأولى للمجلس الشعبي الولائي لسنة 2025 إلى التدابير المتخذة قبل قدوم فصل الصيف الذي يتميز بارتفاع كبير لدرجات الحرارة، وازدياد الطلب على المياه، على غرار الشروع في الصيانة العامة لمعدات الضخ وتطهير منشآت التخزين على مستوى البلديات والمواقع التي تسيرها الجزائرية للمياه، إضافة إلى إنشاء مخزون كاف من منتجات معالجة المياه وتعزيز فرق التوزيع والتدخل، والأهم اعتماد تقسيم جديد للتوزيع خاص بفصل الصيف، ووضع خطط فعالة واستعجالية للتزود بالمياه عن طريق الشاحنات في الحالات الطارئة.
وقدّمت المديرية المعنية اقتراحات وتدابير من شأنها تثمين هذه المنجزات التي استثمرت فيها السلطات الكثير، خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة، وذلك من خلال الدعم من ناحيتي الإدارة والصيانة، بتزويدها بميزانيات كافية لتوظيف الموارد البشرية المؤهلة، وكذا توفير معدات التدخل لضمان طول العمر الافتراضي للبنى التحتية للمياه، وكذا إدارة الخدمة العامة بطريقة فعالة.
ورغم الوفرة الموجودة، فإن القطاع يواجه عوائق تتعلق بتعبئة الموارد المائية، حيث يسجل ببعض البلديات وجود مياه محملة بما يقارب 02 غرام في اللتر من المخلفات الجافة، وهي ظاهرة تتطلب استخدام محطات تنقية أو نقل مياه الشرب من مناطق ثانية أو ولايات أخرى.
كما يلاحظ أيضا تقادم هياكل ومنشآت إنتاج المياه الجوفية مثل انهيار الآبار القديمة، وانخفاض معدلات تدفق المياه بسبب الاستغلال المفرط ونقص المعدات، يضاف إليها تقادم شبكات الأنابيب الأمر الذي يتسبب في ضياع كميات هائلة من المياه.
وقد ضعت وحدة الجزائرية للمياه التي تشرف على توزيع المياه بثلاث بلديات كبرى، برنامجا يتضمن تنفيذ إجراءات عملية لفترة الصيف المقبل، منها ضمان الضخ من المناقب على مدار الساعة وإبقاء الخزانات مملوءة، وتدعيم عملية التوزيع بواسطة 08 شاحنات صهريج، وتدعيم مراقبة نوعية المياه وضمان تواجد فرق الحراسة والتدخل وحشدها ليلا عبر مختلف المنشآت، وغيرها من الإجراءات العملية الهادفة إلى ضمان صيف بدون انقطاعات مؤثرة.