طباعة هذه الصفحة

تندوف تطبّـق استراتيجية الرّئيــس تبـون بعزيمة وفعالية

غـارا جبيـلات..حظــوة بالمحطـة الكهروضوئيـة الأكــبر وطنيـا

تندوف: علي عويش

مصدر موثوق لتوفير الكهرباء لمصانع المعالجة الأولية لخامات الحديد

 تواصل السلطات العليا في البلاد تدعيم منجم غارا الجبيلات بمشاريع إستراتيجية بُغية تحقيق نهضة تنموية فاعلة، رافعةً رهانات مفصلية في ثورة تخوضها بعزيمة واقتدار، فقبل أكثر من سنة، انطلق مشروع الخط المنجمي الغربي الذي يُعدُّ أكبر مشروع للسكك الحديدية بالجزائر منذ الاستقلال، كوسيلة لنقل خامات الحديد الى مراكز التصنيع، واليوم، تسعى الى تأمين المشروع طاقوياً من خلال تحسين مؤشرات الأداء الاقتصادي، وتوفير الطاقة الكهربائية التي تحتاجها مصانع المعالجة الأولية بالمنطقة.

تندوف التي رفعت سقف التحديات عالياً، باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الأهداف التي سطّرها رئيس الجمهورية في مشروعه التنموي للبلاد، مدفوعةً في ذلك بمتابعة حثيثة من طرف السلطات المحلية لمشاريع البرنامج التكميلي الذي أقرّه السيد الرئيس لفائدة الولاية، حيث إن سقف المرونة المحقّق في التحوّل الاقتصادي والاجتماعي بالولاية، انعكس على جميع القطاعات محلياً، مسجلاً بذلك مؤشرات خضراء أثمرت وثبة كبيرة أسّست لاقتصاد قوي بعيداً عن المحروقات.
آخر المشاريع الرائدة بالولاية، كان إعطاء الضوء الأخضر لإنجاز محطة كهروضوئية تبلغ طاقتها الانتاجية 200 ميغاواط، وهو مشروع ضخم يعكس مدى اهتمام السلطات العليا بمختلف المشاريع التنموية وضمان الأمن الطاقوي، حيث تشكّل هذه المحطة دافعاً قوياً نحو تحقيق الأمن الطاقوي لمنجم الحديد بغارا الجبيلات والمناطق المجاورة له.
يُعدُّ هذا المشروع من أهم المشاريع الطاقوية ببلادنا، وأحدثها وأكبرها، وهو يتوفّر على بطاريات تخزين تجعل منه قادراً على توفير الطاقة الكهربائية في الظروف المناخية السيئة وخلال ساعات الليل، مما يجعل منه مصدراً موثوقاً في توفير الكهرباء لمصانع المعالجة الأولية لخامات الحديد وقواعد الحياة المنتشرة بالمنطقة. وسيوفّر المشروع في مرحلة الانجاز حوالي 600 منصب عمل، و100 منصب متوقّع خلال فترة الاستغلال والصيانة الدورية، وهو مشروع رائد نظرا لمساهمته في التقليل من الاعتماد على المصادر الطاقوية التقليدية، ويحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
تتوفّر هذه المحطة الكهروضوئية على ألواح شمسية وبطاريات تخزين موزّعة على 26 حقلاً يكون تشغيلها بصفة مستمرة، كما تتوفر على محطتين للإغلاق الكهربائي، واحدة للضغط المتوسط وأخرى للضغط العالي، وقد حُددت آجال الانجاز بـ 22 شهراً، وأوكلت مهام الانجاز للشركة الصينية “المجمّع 20”.
مشروع إنجاز محطة كهروضوئية بمنطقة غار الجبيلات، تقرّر خلال زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الى منجم غارا الجبيلات، حيث اتخذ قراراً يقضي بضرورة إنشاء محطة خاصة لتوليد الكهرباء تكون موجّهة للمشروع المهيكل منجم غار الجبيلات بطاقة إنتاجية تبلغ 200 ميغاواط.هذه المحطة هي الأكبر بالجزائر، وتهدف الى تنمية احتياجات منجم غار الجبيلات ومصنع المعالجة الأولية لخام الحديد وقواعد الحياة وكل التجمعات السكنية المحاذية للمشروع، وتخطط السلطات الى ربطها مستقبلاً بشبكة الضغط العالي 60  كيلو فولت، ما يجعل منها همزة وصل طاقوية بين المنجم والمنطقة الصناعية ومدينة تندوف استعداداً لربط الولاية بالشبكة الوطنية للكهرباء.
أشار والي تندوف، دحو مصطفى، الى أن الزيارة التاريخية الأولى للسيد رئيس الجمهورية، كان هدفها وضع حجر الأساس لإنجاز السكة الحديدية الرابطة بين بشار وغارا الجبيلات على مسافة 950 كلم، وإطلاق مشروع منجم غارا الجبيلات، لتليها زيارة أخرى لا تقل أهمية عن الزيارة الأولى، أعطى خلالها رئيس الجمهورية إشارة انطلاق إنجاز طريق تندوف الزويراتا ومنطقة التبادل الحر وافتتاح المعبر الحدودي البري مصطفى بن بولعيد الرابط بين الجزائر وموريتانيا.
وأشاد والي تندوف بالإستراتيجية الاستشرافية لرئيس الجمهورية التي أفضت الى إقرار مشروع طاقوي ضخم بالمنطقة المنجمية، والذي خصصت له مساحة 400 هكتار ستتكفّل شركة صينية بإنجازه، مؤكداً في ذات الإطار أن المحطة الكهروضوئية ستقوم بإمداد كل المصانع التابعة للمنجم بالطاقة الكهربائية بفضل طاقاتها الإنتاجية الضخمة، الى جانب تغذية القرية المنجمية التي سيتم بناؤها في المنطقة، والتي ستضم حوالي 10 آلاف وحدة سكنية.
ونفى دحو وجود عجز فيما يخص إنتاج الطاقة الكهربائية بالولاية، حيث تنتج المحطات المختلفة بتندوف حوالي 240 ميغاواط، في حين لا يتجاوز استهلاك الولاية وقت الذروة سوى 52 % من الطاقة الإجمالية المُنتجة، ليأتي المشروع الطاقوي الضخم ليعزّز قدرات الولاية من الطاقة الكهربائية إيذاناً بانطلاق مشاريع صناعية ضخمة مستقبلاً.وتابع الوالي قائلاً إن التحوّل الصناعي والاقتصادي الذي تشهده الولاية حالياً، وبروز تحوّلات أكبر مستقبلاً، يفرض عليها التفكير في إنشاء محطة بطاقة إنتاجية تصل الى 200 ميغاواط، وربطها بشبكة الضغط العالي التي ستموّل تندوف وكل مصانع غار الجبيلات بالطاقة الكهربائية، معرباً عن ثقته في تسليم المشروع في آجاله المحدّدة بفضل المتابعة اليومية لسير المشروع، والوقوف على كل العقبات التي قد تعترضه.