طباعة هذه الصفحة

حافظت على تعاملاتها التجارية المباشرة بين المنتج والمستهلك

الأســــــــــــــــــــــــواق الأسبــــــــوعــية.. وفــــــــــــــرة مستـــــــدامــــــــــــــــــــــة لــلــــمـــنــتــجــــات الــــفـــلاحـــيـــــة

سفيان حشيفة

 

تشهد الأسواق الأسبوعية عبر التراب الوطني، إقبالا كبيرا للمواطنين مقارنة بالفضاءات التجارية اليومية الأخرى، بسبب توّفرها على سلع بصيغة البيع المباشر من الفلاحين والموّالين والمربين بدون تجار ووسطاء، خاصة ما تعلق بالخضروات واسعة الاستهلاك.


تحوّلت الأسواق الأسبوعية الشعبية إلى ملاذ تجاري آمن لمعظم المستهلكين ذوي الدخل الضعيف، الذين باتوا يجدون ضالتهم الشرائية لدى الفلاح والمربي والموال بصيغة البيع المباشر، بعيدا عن سمسرة بعض التجار بالمنتجات لاسيما في المناسبات الاجتماعية والدينية، وهو ما يجعل منها فضاءات تسويقية جد ملائمة لحماية القدرة الشرائية للمواطنين.
ويوفّر هذا النوع من الأسواق القديمة والعريقة، سلعًا ومنتجات زراعية في متناول مختلف شرائح المجتمع، بسبب قربها من محيطات الإنتاج الفلاحي والرعوي، وتتيح تعاملا مباشرا بين المستهلك والمنتج المحلي، بما يسمح بتخفيف الأعباء والمصاريف اليومية على كاهل المواطن في ظل الجشع الحاصل بالمراكز التجارية الأخرى ببعض الأحيان.
وبالرغم من أنها تتشكل بطريقة عفوية، إلا أنها شهدت خلال شهر رمضان الماضي توافدا منقطع النظير من المواطنين، وحتى صغار التجار المتنقلين بمركباتهم النفعية بغرض الشراء وإعادة البيع في الأحياء والقرى، نظير وفرة المنتجات الفلاحية المحلية ذات الاستهلاك الواسع بأسعار منخفضة وفي متناول الجميع.
في هذا الخصوص، أكد المهندس المختص في التغذية وتكنولوجيا الزراعات الغذائية، زهير قرح، أن الأسواق الأسبوعية من أبرز العوامل التجارية والاقتصادية المربحة لكل الأطراف، بداية من المنطقة المحتضنة للنشاط كالبلديات، والفلاح والمنتجين المحليين، وكذلك المستهلك المتاح له سلع بأسعار تنافسية منخفضة الثمن ولا يضطر للتنقل نحو مراكز توسيقية أخرى بعيدة عنه.
وقال زهير قرح، وهو رئيس المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية للدفاع عن المستهلك بالوادي، في تصريح أدلى به لـ«الشعب”، إن هذا النوع من الأنشطة التجارية عرف إقبالا ونجاحا كبيرين في سنوات الماضية، لا سيما بعد التحولات الإقتصادية والفلاحية التي عرفتها الجزائر بالاعتماد على المنتوج المحلي بدل المستورد.
وأضاف قرح أن الوضعية الحالية شجّعت على استمرارية هذا النوع من النشاطات التجارية التقليدية، وحفزت أكثر المنتجين والفلاحين على ولوج الأسواق الأسبوعية، تحقيقا للهدف الأساسي من إنشائها ألا وهو وصول المنتجات للمستهلك في أقل وقت وسعر، وكذلك دفعت بالمنتج المحلي إلى تحسين جودة السلع المعروضة، والمساهمة بإستدامة في توفير أصناف تنافسية غذائية مختلفة.
ونبّه المتحدث بضرورة تحسيس المنتجين المحليين في شتى القطاعات على ضرورة المشاركة في تموين الأسواق الأسبوعية الشعبية، والتعامل بطريقة مباشرة مع المستهلكين بدون وساطات تجارية، خاصة في مجال المحاصيل الزراعية والمواشي.
ومن شأن توسيع نشاط هذا الفضاء التجاري الكلاسيكي، الحفاظ  على القدرة الشرائية للمواطنين على مدار السنة، وضمان انخفاض الأسعار ووفرتها، وغلق مجال المضاربة والاحتكار ومنع افتعال أزمات تموينية، يذكر قرح زهير.