طباعة هذه الصفحة

علامة فارقة في مسار التّنمية العمرانية بالجزائر

رؤية استراتيجية لتغيير أوجه المدن

علي عويش

توفير بـيـئة سكنية مريـحة وجـميلة للـمواطنين

في خطوة تعكس التزام الدولة بتطوير البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين، دعا رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى استكمال البنايات غير المكتملة، وتحسين واجهات المباني السكنية، وتعد هذه الخطوة تحوّلاً حقيقياً في تخطيط المدن، ورؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الجمال العمراني للمدن الجزائرية، وتوفير بيئة سكنية مريحة للمواطنين.
 أصبحت البنايات غير المكتملة بمثابة تحدٍ كبير يقف حائلاً دون التنمية الحضرية في المدن الجزائرية، ويؤثّر بشكل سلبي على البيئة العمرانية ببلادنا. وقد تطرّق رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون خلال لقاء الحكومة مع الولاة الى مسألة البنايات غير المكتملة ببلادنا، مشيراً الى ضرورة معالجة هذا الملف بشكل عاجل.
ولم تقتصر دعوة رئيس الجمهورية الى إتمام البنايات غير المكتملة فحسب، بل تعدّاه الى الدعوة الى تحسين واجهات المنازل، وهو ما يعدُّ خطوة أساسية لترقية المدن والأحياء وإضفاء الجمالية على المظهر العام.
وتشهد المدن الجزائرية انتشاراً ملحوظاً للبنايات غير المكتملة، وهي ظاهرة قد تشترك فيها العديد من المدن مشكّلة بذلك مشهداً غير حضاري لا يليق بصورة الجزائر، كما أن وجودها في المدن الكبرى يؤثر على جودة الحياة في تلك المدن.
ويعد استكمال البنايات غير المكتملة من أولويات السلطات العليا، حيث أن العديد من المشاريع العمرانية كانت قد توقّفت لأسباب مختلفة، ممّا أثّر سلباً على الأحياء السكنية، وأدى الى تزايد التشوه العمراني، ويعد استكمال هذه البنايات حلا لجزء من أزمة السكن التي يعاني منها الكثير من المواطنين، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على استقرار العائلات وتوفير فرص أكبر للسكن.
إنّ دعوة الرئيس تبون تمثّل إشراقة أمل في الطريق نحو تحسين مستوى المعيشة للمواطنين، وتشكّل علامة فارقة في مسار التنمية العمرانية في بلادنا، فالعمل على استكمال المشاريع غير المكتملة وتحسين الواجهات، ليس فقط مشروعاً عمرانياً، بل هو استثمار طويل الأمد في رفاهية المواطنين وإعادة الوجه الجمالي لمدننا.
إنّ خطوة الرئيس تبون لا تقتصر على تحسين المظهر الخارجي للمدن والمنازل، بل تحمل في طياتها رؤية استراتيجية لبناء وطن أكثر تناغماً وجمالاً، وهي تعكس التزام الدولة بتحقيق التوازن بين النمو العمراني وجمالية المدن.
مبادرة رئيس الجمهورية لاستكمال البنايات غير المكتملة، يمكن اعتبارها فرصة لتعزيز الهوية الثقافية والمعمارية للجزائر، من خلال المحافظة على النمط المعماري الجزائري الأصيل والمحافظة عليه من الزوال، كما يمكن اعتبارها خطوة هامة تمثّل بداية فصلٍ جديد في تاريخ الجزائر، فصل يتّسم بالبناء والتطوّر، ويضع أسسا جديدة في مفهوم المدن الجزائرية.