جامعة سعد دحلب بالبليدة

ابتكارات علمية لتحقيق الفلاحة المستدامة

البليدة: أحمد حفاف

توصل أساتذة باحثون وطلبة الدكتوراه في جامعة سعد دحلب بالبليدة إلى ابتكارات علمية في غاية الأهمية، لكنها لم تُوضع في مجال خصب لتعطي ثمارها في قطاع الفلاحة الذي يُعوّل عليه من قبل السلطات لإنعاش الاقتصاد الوطني.
تمثلت هذه الاختراعات في أسمدة طبيعية ومواد صيدلانية توصل إليها مخبر النباتات الطبية والعطرية، وأغذية صحية ينبغي على خريجي معهد العلوم والتقنيات التطبيقية التابع لدائرة البيولوجيا، تحضيرها في السنة الأخيرة لنيل دبلوم «ليسانس مهني».
وخلال معرض للابتكارات تم تنظيمه بالمكتبة المركزية لذات المؤسسة الجامعية، لفت انتباهنا ابتكارات في مجال «الروبوتيك»، وكيف شقت بعض الشركات الناشئة طريقها في عالم المال والأعمال، ومواد بيولوجية يمكن استغلالها في تطوير الفلاحة.

أسمدة طبيعية لحماية الثروة النباتية

وتقول طالبة في السنة الثالثة دكتوراه تجري بحوثا ميدانية لفائدة مخبر حماية النباتات الطبية والعطرية: «نجري بحوثنا في مجال تثمين النباتات وحمايتها من الاستعمال العشوائي للمبيدات والمحسنات والأسمدة الاصطناعية التي تستعمل بطريقة غير عقلانية»، وأضافت:»النباتات هي كائنات حية تتعرض لأمراض واضطرابات فيزيولوجية، وعند الاستعمال العشوائي للمبيدات تظهر لديها عمليات المقاومة ضد الأمراض والحشرات، ثم بعد استعمال المبيدات مرة أخرى لن تعطي نتيجة، حيث تظهر سلالات عدائية للمبيد، كما أن الاستعمال المتكرر للمبيدات يقوم بتلويث البيئة والمياه الباطنية».
وأبرزت :»على هذا الأساس أقوم في تخصصي بإنتاج فطريات وبكتريات مفيدة وليست ضارة، بل تقوم بتحسين النبتة ويمكن وصفها على أنها أسمدة طبيعية، كما أن التوجه الحاصل في العالم هو تحقيق فلاحة مستدامة لا تتأثر باستعمال المبيدات التي تؤثر على الذوق والعطر عند النباتات.. مشروعي العلمي له علاقة أيضا بمجال الصيدلة، لأننا لدينا فيتامين C قمنا بتصنيعه».
 وبحسب ذات المتحدثة فإن عملها البحثي يتضمن أيضا ابتكار أسمدة طبيعية تقوم بتحفيز النباتات ليصبح إنتاجها كبيرا، وأن المخبر الذي تعمل لفائدته يقوم بعمليات تحسيسية لفائدة الفلاحين بضرورة حماية النباتات ومن أجل الاحتفاظ بطبيعتها البيولوجية بناء على البحوث التي توصلوا إليها.
وتقول الأستاذة مومن سعيدة، رئيسة مخبر النباتات العطرية والطبية التابع لدائرة البيوتكنولوجيا بكلية العلوم الطبيعية والحياة، بأنها تتعاون مع مخابر أجنبية في مجال تثمين النباتات وإنتاج بعض المواد الصيدلانية ومواد التجميل.
وتأسس المخبر العلمي المذكور في سنة 2006 غير أنه بدأ يقطف ثماره عمله الدؤوب مع بداية سنة 2016 بحسب ما كشفت لنا المتحدثة: «بدأنا عملنا بتثمين النفايات التي مصدرها مواد طبيعية، وقمنا بعزل الكائنات الدقيقة واستطعنا لوضع تعريف لها وهذا براءة اختراع بالنسبة لنا».
وأضافت ذات الباحثة: «تلقينا مساعدات من قبل جهات أجنبية طبقا لاتفاقيات مع مخبرين في إيطاليا ومخبر في فرنسا ومؤخرا نتعامل مع جامعة المنصورة، وذلك بالتعاون مع بروفيسور في مجال الإنزيمات التي تستعمل في الصناعة الصيدلية والمواد التجميلية ضد الشيخوخة واستطعنا اختراع جزيئات ضد السرطان».
 وحذرت من اختلالات للتوازن الإيكولوجي بسبب استعمال المواد الكيماوية سواء أكانت مبيدات أو أسمدة فبحسبها كل مصنع له آثار جانبية قد تضر بصحة الإنسان والحيوان على حد سواء، وبالتالي فإن ضمان تحقيق الفلاحة البيولوجية أو المستدامة يقضي حماية مختلف سلالات النباتات باعتبارها كائنات حية ضمن الحلقة البيولوجية.
وأبرزت في هذا الصدد: «المستخلصات ليست مستقرة، و لا يمكن للنبتة أن تٌوفر المستخلص دائما حيث تضعف أحيانا خاصة بعد استعمال الأسمدة الاصطناعية، وعلمنا يمكن في تدخلات بيولوجية للقضاء على الأعداء الطبيعية للنباتات، ولضمان تكاثرها ينبغي توفير مناخ ملائم لها».
ويأمل المشرفون على المخبر العلمي استغلال بحوثهم من قبل الفلاحين لضمان توفير منتوجات طبيعية صحية للمستهلك، وهو ما يتطلع إليه البعض بل يفكرون في تأسيس جمعية خاصة بالفلاحين الذين ينتجون مواد طبيعية خالية من آثار المبيدات والمحسنات المضرة بالصحة.

طلبة (ISTA) يبتكرون أغذية صحية

 واطلعنا خلال جولة استطلاعية بمعرض الابتكارات الذي احتضنته المؤسسة الجامعية في البليدة، على الأعمال البحثية التي يقوم بها طلبة السنة الثالثة بمعهد العلوم والتقنيات التطبيقية التابع لكلية العلوم الطبيعة والحياة والواقع بحي زعبانة وسط مدينة البليدة، فبعد تلقينهم دروسا نظرية في السنتين الأولى والثانية يُكلفون باختراع أغذية بيولوجية صحية يحتاجها المجتمع الجزائري.
وتأسس هذا المعهد (ISTA) الذي يمنح لطلبته ليسانس وماستر مهني عام 2016، ويحتوي على ثلاث تخصصات علمية، وتتمثل في تكنولوجيات الحليب ومشتقاته، تكنولوجيات الحبوب ومشتقاتها، وتكنولوجيات الماء والعصائر، ولا شك أن البحوث التي يجريها الطلبة تُشكل دعما معرفيا للشركات الكثيرة الناشطة في مجال الصناعة التحويلية والغذائية في المنطقة.
ومن بين الأغذية الصحية البيولوجية التي تم عرضها من قبل طالبات يافعات في مقتبل العمر، رقائق فطور الصباح المصنوعة من حبوب « الكينوا» وهي غنية بالبروتينات وبدون مادة « الغلوتين» ومخصصة لفائدة الأطفال الصغار، وكذا صلصة «مايوناز» معطرة بنبات الزعتر، وعُلب «ياهورت» لمرضى الاضطرابات الهضمية والكولون، تأمل مٌخترعته في أن يكون منافسا لعلامة «أكتيفيا» المتواجد وحيدا في السوق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024