لا يزال العشرات من ساكنة قرية الحوامد، 65 كلم جنوب ولاية البويرة، يطالبون بحقّهم في مشاريع التنمية المحلية الغائبة عنهم منذ عدة عقود من الزمن، رغم الشكاوى المتكرّرة للمسؤولين في المجلس البلدي الحالي والسابقة.
منطقة الظل الحوامد، ووفق ما ذكره السكان لـ «الشعب»، عانت الويلات خلال العشرية السوداء، هذه الأخيرة أثرت بشكل مباشر على حياة الساكنة خصوصا والقرية عموما، بل زادت في تدهور المستوى المعيشي في ظل غياب مشاريع تنموية تنسيهم مرارة الحياة اليومية بالقرية.
وأوضح السكان في هذا الإطار، إلى أنّهم يشتكون من غياب أساسيات الحياة الكريمة بالقرية، أهمّها تأخر تجسيد مشروع الربط بشبكة الغاز الطبيعي التي لطالما طالبوا بها، خاصة وأنّ المنطقة معروفة بشتائها البارد وبقساوة الطبيعة، فيضطر الساكنة إلى الإعتماد على قارورات غاز البوتان في التدفئة والطهي، دون نسيان الأسعار المرتفعة لتلك القارورات.
ويضيف مواطنو القرية مشكل آخر، لا يقل أهمية عن الأول، ويعتبر شريان الحياة بالنسبة لهم ألا وهو إنعدام شبكة المياه الصالحة للشرب بمنازلهم، حيث يعتمد هؤلاء الساكنة على الطرق البدائية لجلب المياه والتزود بها، مستعملين في ذلك الدواب لنقل لترات الماء من الأماكن البعيدة، ويتكرّر هذا المشهد يوميا عدة مرات.
وأوضح السكان أنّ مشكلة انعدام ماء الشروب بمنازلهم قد أرهقت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم، فالمعاناة طال عمرها والمسؤولون لم يتحركوا تجاه الوضعية المزرية والصعبة، فالرسائل والشكاوى يقول الساكنة لم تعد تنفع، وسط الصمت المطبق وعدم الجدية لإيجاد حلول لهذا المشكل العويص.
وأما الطرق المهترئة عن آخرها والممتدة على مسافة 7كلم، فلم تعد صالحة للإستعمال والسير عليها بواسطة المركبات والعربات، جراء الحفر والمطبات الكبيرة المنتشرة هنا وهناك، زيادة على تحولها إلى برك مائية في الشتاء وإلى غبار متطاير في السماء صيفا، هي الأخرى زادت من شرخ المعاناة للساكنة منذ عدة سنوات خلت.
وفي ظل جملة هذه المشاكل، يناشد سكان القرية القائمين على شؤون البلدية التحرك للإستجابة لمطالبهم المشروعة، والمتمثلة في تجسيد مشاريع تنموية تنهي معاناتهم القاسية وترفع عنهم الغبن.