طباعة هذه الصفحة

الطّبيعـة الخضراء ورمال الشّواطـئ الذّهبيـة

الموسـم الصّيفي بجيجـل ينطلق ببعديـــن

خالد العيفة

في تحوّل لافت يعكس طموحها في تنويع منتجها السياحي، أطلقت ولاية جيجل موسم الاصطياف 2025 من قلب غابة الماء البارد ببلدية تاكسنة، ما يؤكّد على التوجه الاستراتيجي نحو ترقية السياحة الجبلية كركيزة مكملة للموروث الشاطئي الذي تشتهر به الولاية.

 لم يكن اختيار غابة الماء البارد موقعاً لافتتاح الموسم مجرد صدفة، فالمنطقة ذات الجمال الطبيعي الخلاب، تحتضن أيضاً معلمًا تاريخيًا يخلد ذكرى معركة الماء البارد، والتظاهرة شكلت منصة فريدة للتعريف بالإمكانات الغابية لجيجل، حيث شهدت معارض للمنتوجات الغابية، وعتاد مكافحة حرائق الغابات، إلى جانب عروض للصناعات التقليدية والحرف اليدوية التي تعكس غنى التراث المحلي.
المشاركون ومنهم ممثلون عن قطاعات الغابات، الثقافة، السياحة والصناعة التقليدية، قدموا ورشات للرسم والفنون التشكيلية، وعروضًا ترفيهية للأطفال، مما أضفى طابعًا تفاعليًا على الافتتاح.
وخلال جولته التفقدية، شدّد والي جيجل على ضرورة تعزيز التسويق السياحي للمناطق الجبلية، ودعا إلى استغلال الفضاءات الطبيعية كمنصات دائمة للعرض والترويج لدعم الحرفيين وتحفيز الاقتصاد المحلي، وتسعى هذه المقاربة الشاملة لتحقيق توازن بين السياحة الساحلية والداخلية، لخلق ديناميكية اقتصادية وثقافية مستدامة.

”مخطّـط أزرق” وتدابــير استثنائيـة

 بالتوازي مع هذا التوجه الجديد نحو السياحة الغابية، لم تغفل جيجل عن جوهر جاذبيتها الصيفية، شواطئها الساحرة، فقد تواصلت فعاليات الافتتاح الرسمي على الشاطئ الشرقي لبلدية خيري واد العجول، ببرنامج ثري يؤكد جاهزية الولاية لاستقبال المصطافين.
والمشهد كان احتفاليًا بامتياز، مع استعراضات تشكيلية لمصالح الأمن الوطني، الدرك الوطني والحماية المدنية، وفرق نحاسية وكشافة أضافت بهجة للمناسبة. القطاعات المتدخلة قدمت معارض مفصلة حول الوسائل المسخرة لضمان أمن وسلامة المصطافين، وتأكيدًا على جاهزيتها لإنجاح الموسم.
ولم يقتصر الأمر على العروض، بل امتد إلى تدابير عملية ملموسة، من تهيئة 35 شاطئًا مسموحًا للسباحة بكافة الضروريات والتجهيزات، مخطط نقل استثنائي يشمل فتح خطوط جديدة، وتخصيص أكثر من 500 حافلة إضافية، منها 180 ترخيصًا خاصًا للنقل الليلي، وتمديد ساعات العمل في قاعات العلاج القريبة من الشواطئ، وتعزيز التغطية الصحية والأمنية، مع تعزيز القدرة الاستيعابية بـفندقين جديدين يوفران قرابة 250 سريرًا.

”الدلفــين” و”الأزرق”.. استعـداد تــام

أطلقت مصالح الدرك الوطني مخطط “الدلفين”، فيما فعلت مصالح الأمن الوطني مخطط “الأزرق”، هذه المخططات تتضمن تجنيد تشكيلات أمنية كبيرة لتأمين الشواطئ، الطرقات، والمصطافين على حد سواء، فالأمن والسلامة على رأس أولويات السلطات لضمان راحة المصطافين.
كما نصبت مديرية الحماية المدنية لجيجل جهاز حراسة الشواطئ لموسم الاصطياف 2025 اعتبارًا من 1 جوان، عبر 35 شاطئًا محروسًا موزعة على 9 بلديات ساحلية، تم دعمها بـ 37 مركز حراسة، وتسخير 960 حارس شاطئ لضمان التغطية الفعالة والتدخل السريع لإنقاذ الأرواح.
ويحمل هذا الموسم طابعًا مميزًا بافتتاح في منطقة جبلية، مع فتح 13 مسارًا سياحيًا جديدًا، وهذا ما يؤكد جهود السلطات المحلية. ولضمان نجاح الموسم يتواصل استمرار التنسيق والتكامل بين مختلف القطاعات، لتوفير الظروف المثلى لراحة وأمن المواطنين والزوار.