طباعة هذه الصفحة

“لي ماش” و«الأظافر الاصطناعيـة”

أسلـوب “جمـالي” للتّملّص من “البوزلــوف” و”الــدوارة”

ف - كلواز

أيام “الحـناء” ولّت ولا أثر لـ “قعدات” إعداد الحلويات

 تعرف صالونات الحلاقة للنساء أيام قبيل عيد الأضحى إقبالا كبيرا من الباحثات عن الجمال في معادلة يكون الجمال الأهم فيها، وهو الأمر الذي جعل بعض السيدات يرفضن تنظيف “بوزلوف” و«الدوارة” فقط للحفاظ على طلاء أظافرهن ونعومة أيديهن، وهو الأمر الذي البعض يرمونها، أو تنظيفها عند شباب يعملون خصيصا يوم العيد لإراحة السيدات من هذه المهمة.

 هو عيد يعطيه الجزائري الكثير من الأهمية بسبب ما يحمله من أبعاد دينية واجتماعية ساهمت عبر أجيال متعاقبة في لحمة وتآخي الافراد، عيد الأضحى أو “عيد الكبير”، كما يسمى عندنا حلت بركاته علينا في هذه الأيام المباركة العشر من ذي الحجة التي جعل الله فيها من الفضل ما لا يعلمه سواه.

بين الأمس واليوم

 زكية بن داود، 60 سنة ربّة بيت وأمّ لخمسة أطفال التقتها “الشعب” بالسوق الشعبية “نيلسون، باب الواد” سألتها عن تحضيراتها لعيد الأضحى فقالت: “فقد العيد الكثير من العادات التي كبر عليها جيلي والسبب عمل المرأة الذي جعل وقتها ضيقا لا يكفي لإتباع كل التقاليد التي كانت فيما مضى تصنع بهجة الأطفال وسعادتهم، فحتى الحناء تخلت عنها لأنها لا تريد توسيخ يدها بها، أما الكبش فأصبح آخر اهتماماتها بل يترك عند صاحبه حتى آخر ساعة من ليلة العيد، الحلويات طبعا تشتريها من الخارج ما يجعل الأطفال بعيدين عن الفرحة والتشويق الذي يصنعه الكبش بروثه وثغائه وتكسيره للأدوات المنزلية وأكله للنباتات المنزلية التي نسيتها ربة البيت، كانت هي تفاصيل ربت داخلنا أحلاما كبيرة عندما كنا صغارا”.
وأضافت زكية قائلة: “أعلم جيدا أنّ نمط الحياة تغير وأن منظور الشخص للحياة تزعزع، وأصبح مرتبطا بالمظاهر فقط ولعله الأمر الذي جعل الزوجة أو ربة البيت تحرص على “ليماش” أكثر من حرصها على تهيئة الظروف ليكون يوما مباركا مليئا بصلة الرحم، فصرنا نكتفي برسالة نصية لمعايدة العم والخال والأقارب فقط حتى لا نتنقّل إليهم، رغم أنّ الأعباء التي كنّا نعرفها من قبل قلّت كثيرا، فحتى تقطيع الأضحية أصبح مهمة الجزار، فأجدادنا كانوا عكسنا تماما فرغم عدم توفر الإمكانيات كما هي اليوم كانت صلة الرحم خاصة في المناسبات الدينية مقدسة ولا يمكن تجاوزها”.
كمال، 70 سنة، متقاعد قال عن عيد الأضحى: “فقدت المناسبات الدينية الكثير من مميزاتها التي كان أهلنا يحرصون عليها بسبب التخلي عن بعض العادات والتقاليد التي كانت على مدى سنوات طويلة السر في نكهة العيد وبهجته، خاصة صلة الرحم التي أصبحت مجرد كلمات يكتبها الشخص ويرسلها عبر الهاتف إلى أقاربه فقط لأنّه لا يستطيع التنقل إليهم بسبب سوء تفاهم موجود بينهم أو رفض الزوجة مرافقته أو حتى عدم شعوره بأهمية هذه العادة التي تدخل البركة والرزق إلى البيت”.
وأضاف قائلا: “ما زلت إلى اليوم أتذكّر أعمامي وأخوالي الذين كانوا يتردّدون على منزلنا لمعايدة والدي بالعيد، دون كلل ولا ملل فرغم نقص وسائل النقل لم يكن هناك أي تعب لان زيارة الأخ أكبر من أي شيء، وما زلت أتذكّر إصرار والدي على أخذ جزء من أضحيتنا هدية الى عمتي كنوع من شد أزرها أمام أهل زوجها ورفع شأنها، وما زلت أتذكّر خالي الذي كان يتنقّل من عين البنيان حتى الحامة فقط ليهدي أمي كتف أضحيته”.
استطرد كمال قائلا: “أبنائي رغم أنّهم تربوا على هذه التقاليد لا يحرصون على أدائها فقط لأنّ زوجاتهم تبحث عن إهداء أهلهن، بل أصبح العيد اليوم عبئا لأن المرأة أصبحت تشمئز من رائحة الدوارة وتنظيف “البوزلوف” فاختزلن الأضحية في كبد ولحم صاف، أما الباقي فيرمى أو يعطى لأشخاص يعتبرونهن أقل شأنا منهن”.
سليمة صاحبة صالون حلاقة للسيدات أكّدت أن المرأة اليوم أكثر اهتماما بمظهرها لذلك تقبل على تحضير نفسها للعيد، حتى تكون الأجمل بين “سلايفها” و«لواساتها”، لذلك أصبح تنظيف “البوزلوف” و«الدوارة” من الماضي، وقالت إنّ الصالون يعرف إقبالا كبيرا الأسبوع الأخير قبل العيد.