طباعة هذه الصفحة

الوعــي الجماعــي بالقضايا الصحيـة ضــرورة حيوية..

خــبراء الصّحــة يبرزون دور “الإعلام” في التوعية

سهام بوعموشة

”التغذية” و«التجميل” صارا مراتع لـ”الدخلاء”.. والرقابة ضرورية 

” المنتجات الجزائرية تصدّر إلى 23 دولة في إفريقيا.. آسيا والشرق الأوسط

معالجة الصحافة الجزائرية لـ”جائحة كوفيد” كانت جيّدة..

أبرز خبراء الصّحة، دور وسائل الإعلام في الوقاية والإعلام الصّحي، ورفع الوعي الجماعي بالقضايا الصّحية المعاصرة، في دورة تكوينية لفائدة الصحفيين، نظمتها شركة “ميديا كوم” بالتنسيق مع مخابر “فراتر رازاز”، بمناسبة اليوم العالمي لحرّية التعبير.

شدّد البروفيسور زوبير ساري، المختص في الطب الداخلي في مداخلة “مساهمة وسائل الإعلام في الوقاية والإعلام الصحي في عصر مفهوم الصحة الواحدة One Health”، على الدور الحيوي لوسائل الإعلام في رفع الوعي الجماعي بالقضايا الصحية المعاصرة، وضرورة نشر محتوى بيداغوجي يسلط الضوء على المخاطر المرتبطة بتدهور المنظومة البيئية وظهور الأمراض الحيوية ومقاومة المضادات الحيوية، وذلك من خلال مساهمة الصحفيين في ترقية الثقافة الصحية كالتلقيح والنظافة الغذائية الصارمة، والاستخدام العقلاني للأدوية.
وأشار المختص في الطب الداخلي، إلى أن وسائل الإعلام بتقاريرها ومقالاتها وبرامجها ومنشوراتها الرقمية، تؤدي دورا محوريا في تعزيز مبادئ الصحة الواحدة، وتحفيز الرأي العام لدعم الصحة العالمية، وتساهم في إيصال صوت الأطباء، البيطريين، علماء الأوبئة والبيئة إلى المواطنين وصناع القرار، عبر بناء جسر بين العام والمجتمع. وقال إنه يجب أن يكون الصحفي متخصّصا، لأنه شريك في الصّحة وتطهير الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وإطار قانوني لتنظيم مهام، وأكد أن المؤثرين ليسوا صحفيين.
وأشار إلى بعض من يمتهنون اختصاص التغذية، لأن هناك طلب من الشباب الذين أصبحوا يبحثون عن الصّحة الجيدة، فيتوجهون الى المدربين في التغذية، من الذين يفتقدون إلى تكوين مهني وشهادات جامعية علمية مرخصة من الدولة، بنفس المقاييس المتعارف، والأمر نفسه بالنسبة لمراكز التجميل المنتشرة.
وأضاف البروفيسور ساري، أن الدخلاء على مهنة الطب وجدوا الساحة فارغة لأنه لا توجد قوانين وأخلاقيات تضبطهم، وشدّد على دور الدولة في المراقبة والتنظيم.
من جهته، تطرّق البروفيسور عصام فريقع، رئيس مركز تحاقن وتحاليل الدّم، بمستشفى مصطفى باشا، ورئيس المجلس العلمي للوكالة الوطنية للدّم، إلى دور وسائل الإعلام في إدارة الأزمات الصحية، حيث تناول تعريفا دقيقا للأزمة الصحية، ومبادئ الاتصال في حالات الطوارئ، وانتهاج استراتيجيات منظمة الصحة العالمية للتواصل الفعّال.
وقال البروفيسور فريقع: ينبغي على الصحفي التأكد من صحة المعلومة والمصدر قبل نشرها للجمهور، وأن يتحلى بما يسمى بالشك العلمي في سرد المعلومات والوقائع، لإعطاء الوقت للتأكد من صحة المعلومة.
وأوضح أن تحديات الاتصال أثناء الأزمات خاصة أزمة كوفيد-19، هو الشائعات والمعلومات المضللة والخوف، وفقدان الثقة في المؤسسات.
وأبرز المتحدث دور وسائل الاعلام هو تفجير تأثير الأزمات الصحية والتحسيس، والتنسيق مع قطاعات وزارية، وأشار إلى أن المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الصحة يكون دوره أهم من المدير المركزي.
وبحسبه، فإن معالجة الصحفيين الجزائريين لأزمة كوفيد-19، كانت جيدة، ظهرت نتائجها في تجنيد المواطنين حول التضامن والوقاية، واحترام البروتوكول الصحي بارتداء الكمامات.
وأكد رئيس المجلس العلمي للوكالة الوطنية للدم، أن الاتصال حول المخاطر مهم، لأنه يمكّن الناس من حماية أنفسهم، ويقلّل من الخوف والسلوكيات الخاطئة وتعزيز الثقة في السلطات الصّحية.
وتضمنت المداخلة، أيضا أزمات صحية ناجمة عن ضعف تنظيمي أو نقص الموارد، منها دراسة حالات حقيقية مثل فضيحة الدم الملوث بفرنسا، نقص الموارد أثناء وباء إيبولا، تجاهل التحذيرات العلمية، أزمة كوفيد-19 وغياب التنسيق، نقاشات حول اللقاحات. وقدّم المختص، تحليلا لتأثير الإعلام في الأزمات الصّحية وتوجيه الرأي العام، وأشار إلى أن ضعف التخصّص في المجال الطبي، وصعوبة نقل المعرفة العلمية وخطر نشر معلومات خاطئة، يؤثر سلبا على المتلقي وصحته.
الاستثمار في التكنولوجية الحيوية
وقدّمت الدكتورة نسيبة لغوي، عرضا حول صناعة الأدوية لمخابر “فراتر رزاز” الجزائرية، التي طوّرت خلال أكثر من 30 سنة مجمعا صناعيا يضم 10 وحدات إنتاجية يغطي 14 فئة علاجية، ويسوّق أكثر من 150 منتجا، وبأيادي وخبرات جزائرية تماشيا مع سياسة الحكومة التي تشجع الشركات الوطنية في هذا المجال لتطوير الصناعة الصيدلانية في الجزائر، وبالتالي التخلص من استيراد الأدوية.
وأكدت الطبيبة نسيبة، أن مخابر فراتر رزاز، تستثمر في مجالات استراتيجية مثل التكنولوجية الحيوية، الأنسولين، وعلم الاورام.
وأشارت الدكتورة إلى أن المخابر تصدر منتجاتها إلى 23 دولة في إفريقيا، آسيا، والشرق الأوسط، مع فتح آفاق جديدة نحو السوق الأوروبية، كاشفة عن تصدير 6 ملايين حقنة و15 مليون وحدة من الأقراص أو الكبسولات ومليون وحدة من الحقن المعبأة مسبقا خلال سنتي 2023-2024. وتطور حاليا مجموعة من المكمّلات الغذائية الطبيعية لدعم الوظائف الأساسية للجسم كالطاقة، المناعة والهضم.
في هذا الصدد، أوضحت المتحدثة، أن هذه المكملات الغذائية تحضر بمكوّنات طبيعية وتصنيعها وفق ممارسات التصنيع الجيّدة، ما يضمن السلامة، قابلية التتبع والتطابق مع المعايير الوطنية والدولية.