طباعة هذه الصفحة

في ســــابـــــقـــــة الأولى مــــــن نـــــوعـــــهـــــــا

مصابـــون بالتّوحّـــــد يعرضــون مــــواهبهم الفنيــــــة بالبليــــــدة

أحمد حفاف

 

أكّّد أطفال مصابون بالتّوحّد قدرتهم على الإبداع في مجال الفن في معرض نُظّم خصيصا لهم نهاية الأسبوع المنقضي احتفالا باليوم العالمي للتحسيس بطيف التوحد المصادف للثاني من شهر أفريل، وتحت شعار “التوحد الإبداع”، وذلك بساحة أول نوفمبر 1954 بمدينة الورود المعروفة بساحة التوت.


 في سابقة الأولى من نوعها ارتأى المنظمون من خلال هذه التظاهرة تمرير رسالة مفادها بأن أطفال التوحد قادرين على الإبداع ولديهم ما يقدمونه للمجتمع، حيث ظهر ذلك جليا من خلال إبداعات أطفال يمثّلون ثماني جمعيات متخصصة في رعاية الأشخاص المصابين بالتوحد في الرسم والمسرح، وغيرها من الفنون أمام مرأى الجمهور والمارة في ساحة التوت التي تعتبر متنفسا للعائلات، وقريبة من الشوارع العتيقة التي تزج بالمارة القادمين للتسوق والتنزه.
وكانت مديرية النشاط والتضامن الاجتماعي لولاية البليدة قد فتحت المجال أمام أطفال التوحد بتخصيص سهرات لهم لتقديم عروض فنية خلال شهر رمضان المنقضي بمدرسة المعوقين سمعيا في بن عاشور، وهي المبادرة التي لاقت استحسان أوليائهم الذين يأملون في أن يندمج أبنائهم في المجتمع.
هذا ما أكّده رشيد رحال، رئيس جمعية البليدة للتوحد وهو أب لطفل متوحّد، حيث قال بأنّ الأطفال المصابين بالتوحد لديهم مواهب وقدرات مثل أي طفل آخر، خاصة في مجال الحرف والرسم، وصرّح في هذا الصدد: “قد استفاد العديد من الشباب المشاركين في هذا المعرض من التكوين خاصة في مجال الخزف الفني، ضمن اتفاقية تم توقيعها مع إدارة التكوين والتعليم المهنيين، وهي تجربة هي الأولى من نوعها على المستوى الوطني”.
وبحسب ذات المتحدّث، فقد حضر أخصّائيّون في النطق واللغة في المعرض الخاص بأطفال التوحد، حيث أجابوا على أسئلة الزوار حول أعراض طيف التوحد بما في ذلك العلامات الأولى له مع تقديم توجيهات لهم فيما يخص تشخيصه.
يُضاف ذلك إلى جهود بذلتها الجمعيات المتخصصة في رعاية المصابين بالتوحد التي أطلقت مع بداية الشهر الحالي حملات تحسيسية لفائدة العائلات لتصبح على دراية بالتوحد، وأهمية التشخيص المبكر على أمل علاج المصابين وإدماجهم قبل تعقد وضعيتهم، يقول رحال.
وأوضح ذات المتحدث في هذا الشأن قائلا: “تتكفّل جمعيتنا بأكثر من 80 طفلا مصابا بالتوحد تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و20 عامًا فأكثر، ونُخصّص لهم دورات تكوينية لتعلم الرسم وصناعة الفخار زيادة على الدروس البيداغوجية”.
ودقّ رحال ناقوس الخطر بخصوص زيادة عدد الأطفال المصابين بالتوحد خلال السنوات القليلة الماضية، وبالتالي فقد أصبح المركزان النفسيان البيداغوجيان التابعان للدولة غير كافيين لاستيعاب جل الأطفال بحسب قوله، مع العلم أن ولاية البليدة تشهد إنجاز مركز بيداغوجي جديد في بلدية بوقرة لتدعيم منشآت التكفل بهذه الفئة.
وتحدّث في هذا الخصوص قائلا: “المشكلة هي أنه عندما يصل الطفل المصاب بالتوحد إلى سن 17 عاماً، يتم إبعاده عن المركز النفسي البيداغوجي التابع للدولة، ولهذا السبب نطالب بإنشاء مركزين أو ثلاثة مراكز نفسية تربوية أخرى، بعضها سيضطر إلى رعاية الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 20 عاماً فما فوق، لأن هذه الفئة العمرية تُترك لوحدها، يجب على الأطفال المصابين بالتوحد أن يخرجوا من قوقعتهم ويعبروا عن عبقريتهم”.