أكّدت الأخصائية النفسانية وجدان بلعلمي أنّ بداية العام الدراسي الجديد تفرض على الطلاب العودة إلى روتين الدراسة، بعد فترة العطلة الصيفية، وتعدّ واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها الطلاب في هذا الوقت هي كيفية إدارة وقتهم بفعّالية.
اعتبرت محدّثتنا أنّ إدارة الوقت ليست مجرد مهارة ضرورية في الدراسة، بل هي أيضا عنصر أساسي في تحقيق التوازن بين الدراسة والأنشطة الشخصية، مشيرة إلى بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد على تحسين إدارة الوقت عند العودة إلى المدرسة، ومنها إنشاء جدول زمني منظم، فهو يساهم في تنظيم الوقت بشكل فعّال، إذ يجب على الطلاب تخصيص أوقات محدّدة للدراسة، والقيام بالواجبات المنزلية، وحضور الأنشطة والراحة، ومن الأفضل استخدام تقنيات، مثل تقسيم الوقت إلى فترات زمنية محدّدة (تقنية بومودورو)، أو استخدام تطبيقات لإدارة الوقت لتبسيط هذه العملية.
وأكّدت محدّثتنا على أهمية تحديد الأهداف والمهام، فمن الضروري أن يبدأ الطلاب بتحديد أهداف واضحة للعام الدراسي، ويمكن أن تشمل هذه الأهداف تحسين درجاتهم في مواد معينة، أو تطوير مهارات جديدة، أو الانخراط في أنشطة مدرسية، وبمجرد تحديد الأهداف، ينبغي تقسيمها إلى مهام أصغر يمكن إدارتها على نحو أفضل، كذلك استخدام قائمة المهام اليومية أو الأسبوعية يساعد في تنظيم العمل وضمان عدم نسيان أيّ من المهام المهمة.
وذكرت وجدان بلعلمي أنّه من خلال إدارة الأولويات، يمكن تعلّم كيفية تحديد الأولويات بين المهام المختلفة، وهو أمر حاسم على الطلاب التركيز على المهام الأكثر أهمية أولا، ثم الانتقال إلى المهام الأقلّ أهمية، يمكن استخدام مصفوفة الأولويات مثل مصفوفة “آيزنهاور” لتصنيف المهام إلى فئات عاجلة ومهمة، غير عاجلة ولكن مهمة، عاجلة ولكن غير مهمة، وغير عاجلة وغير مهمة.
وينبغي كذلك الاعتماد على تقنيات التركيز وإدارة التشتت، حيث أنّ التركيز عنصر رئيسي في إدارة الوقت بنجاح، إذ على الطلاب تحديد بيئة دراسة خالية من التشتّت، مثل تقليل استخدام الهاتف المحمول خلال أوقات الدراسة أو العمل في أماكن محدّدة مخصّصة للدراسة يمكن أن يعزّز التركيز.
ومن خلال تخصيص وقت للراحة والأنشطة الشخصية، يستنبط الطالب أنّ إدارة الوقت ليست فقط في الدراسة والعمل، بل تشمل أيضا تخصيص وقت للراحة والأنشطة الشخصية، فالحفاظ على التوازن بين الدراسة والحياة الشخصية يحسّن من الصحة النفسية ويساهم في زيادة الإنتاجية، فممارسة الرياضة، قراءة الكتب، أو قضاء وقت مع الأصدقاء والعائلة، كلّها أنشطة مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار.
وقالت بلعلمي: من الضروري تقييم الأداء والتكيّف، إذ من المهم أن يقيم الطلاب أداءهم بانتظام، ويعدلوا استراتيجياتهم بناء على ما ينجح وما لا ينجح، وذلك باستخدام مفكرة أو تطبيق لتتبع التقدم، وهذا يساعد في مراجعة ما تم تحقيقه وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
وأكّدت الاخصائية النفسانية أنّ إدارة الوقت عند العودة إلى المدرسة، مهارة تستمر في التطوّر مع التجربة والممارسة باستخدام الاستراتيجيات المذكورة أعلاه، يمكن للطلاب أن ينظموا وقتهم بشكل أفضل، يحقّقوا أهدافهم الأكاديمية، ويحافظوا على توازن صحي بين الدراسة والحياة الشخصية.