تألّق عدد من اللاعبين الدوليين الجزائريين الذين ينشطون في أندية أوروبية والذين يلعبون بوسط الميدان بمواجهات أنديتهم، حيث أبانوا عن مستويات كبيرة جعلت عشّاق المنتخب الوطني يتنفّسون الصّعداء، خصوصا بعد تراجع مستوى بعض عناصر «الخضر» خلال مواجهتي بوتسوانا وغينيا، لحساب الجولتين السابعة والثامنة من التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، يتقدمهم لاعب توانتي الهولندي رامز زروقي.
برز اللاعبون الناشطون في الدوريات الأوروبية بخط الوسط، يتقدمهم الثلاثي الذي يلعب بدوري جوبيلير برو ليغ البلجيكي، وخرّيج مدرسة أتليتيك بارادو (ياسين تيطراوي، آدم زرقان، عبد القهار قادري).
يعد متوسط ميدان نادي شارلوروا البلجيكي ياسين تيطراوي، أكثر لاعب جزائري ينشط بخط وسط الميدان، خوضا للمباريات منذ انطلاق الموسم الكروي الجديد، حيث لعب لحد الآن 8 مباريات كلها أساسيا في الدوري البلجيكي ودوري المؤتمرات الأوروبي، أين خاض أزيد من 700 دقيقة لعب، وأضحى لاعبا مهما في النهج التكتيكي للمدرب البلجيكي ريك دي ميل، الذي أكّد بأنه لاعب مميز ويقوم بعمل كبير فوق أرضية الميدان هجوميا ودفاعيا.
تمكّن صاحب الـ 22 ربيعا الأحد المنصرم، من تسجيل هدفه الأول بالموسم الكروي الجاري، بتسديدة قوية من خارج منطقة العمليات أسكنها شباك حارس سيركل بروج، ليبصم على ثالث أهدافه بألوان نادي شارلوروا مساهما في تسجيل 5 أهداف لفريقه، خلال 40 مواجهة خاضها بألوان الفريق الأول.
يعتبر متوسط الميدان آدم زرقان ثاني لاعب جزائري الأكثر مشاركة مع فريقه، حيث ينشط في خط الوسط، وقد خاض ابن مدينة عين الفوارة مع فريقه الجديد سانت جيلواز البلجيكي، 8 مباريات هو الآخر 6 منها أساسيا، حيث لعب اللقاءين الأوليين في الموسم الكروي بديلا، الأول بنهائي كأس السوبر والثاني خلال الجولة الأولى من الدوري البلجيكي، قبل أن يتأكّد مدربه سيباستيان بوكونيولي بأنه يستحق اللعب أساسيا، ليتمكّن من إبهار عشّاق اللونين الأصفر والأزرق، خصوصا بعدما تمكّن من منح كرتين حاسمتين وتسجيل هدف في مرمى لاغونتواز، خلال 586 دقيقة لعب في جميع المنافسات.
أبهر الخرّيج الثالث لمدرسة أتليتيك بارادو عبد القهار قادري كل عشاق ناديه الجديد لاغونتواز البلجيكي نهاية الأسبوع الجاري، بعدما تمكّن من تقديم كرة حاسمة لزميله ميكايل سكوراز، عدّل على إثرها نتيجة المباراة ضد فريق روايال أونتوراب، في ثاني مواجهة يخوضها قادري أساسيا على التوالي، مقدّما ثاني كرة حاسمة في ثالث لقاء يلعبه منذ انطلاق الموسم، هو العائد تدريجيا إلى المنافسة بعد تعافيه من الإصابة التي قدم بها من ناديه السابق كورتريه البلجيكي.
ينتظر عبد القهار قادري عودته إلى صفوف المنتخب الوطني منذ تربص شهر نوفمبر 2023، هو الذي غاب فيه عن آخر تربص قبل نهائيات كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، وبالرغم من المستويات الكبيرة التي قدّمها مع فريقه السابق كورتريه في الدوري البلجيكي، إلا أن قادري لم يتمكن من لفت أنظار الناخب الوطني الجديد فلاديمير بيتكوفيتش، حيث أنّه في حالة ما إذا واصل اللعب أساسيا مع لاغونتواز في الجولات المقبلة، قد يضعه الناخب الوطني في مفكرته لتعويض أحد اللاعبين الذين تراجع مستواهم.
عوّار مطالب بمواصلة البروز
ثالث أكثر لاعب ظهورا بألوان ناديه هذا الموسم من لاعبي المنتخب الوطني في خط الوسط، هو حسام عوار متوسط ميدان نادي الاتحاد السعودي، الذي انتقده الجميع خلال بداية الموسم في نصف نهائي السوبر السعودي ضد النصر، الذي أطاح به بنتيجة (2 - 1)، في مواجهة ظهر خلالها الدولي الجزائري بمستوى متواضع، ولقي بعد اللقاء انتقادات كبيرة، لكن مدربه رولان بلان تمسّك به وتحدّى الجميع في ندوة صحفية، أوضح من خلالها بأنّ حسام عوار لاعب مميز، وسيبقى مع الفريق لتحقيق المزيد من الألقاب.
الثقة الكبيرة التي وضعها المدرب رولان بلان في صاحب الـ 27 ربيعا، رفقة زملائه في الفريق يتقدّمهم نجمي الكرة العالمية كريم بن زيمة ونغولو كانتي، جعلت حسام عوار يتجاوز تلك الأزمة، ويظهر بمستوى كبير خلال افتتاح مباريات دوري روشن السعودي أمام الأخدود، بعدما كان قد ساهم بقوة في الفوز بنتيجة (5 - 2)، لكنه ظهر بوجه غير مقنع رفقة «الخضر» أمام منتخب بوتسوانا في ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، ولقي انتقادات كبيرة، قبل أن يظهر نهاية الأسبوع بوجه قوي أمام نادي الفتح، أين قاد اتحاد جدة لتحقيق ثاني فوز في الدوري السعودي، وتمكّن من تسجيل هدف جميل بعد عمل فردي مميز.
سيكون حسام عوار مطالبا بالظهور بمستويات عالية رفقة الاتحاد السعودي، خلال الجولات المقبلة والحفاظ على مكانته الأساسية إذا أراد التواجد خلال تربص شهر أكتوبر المقبل، تحسبا لخوض المواجهتين الأخيرتين من تصفيات مونديال 2026، خصوصا أن هناك عددا من لاعبي الوسط يتألقون بشكل لافت في مختلف البطولات الأوروبية.
ومن جهة أخرى، فشل متوسط ميدان نادي ليل الفرنسي نبيل بن طالب من جانبه في استعادة مكانته الأساسية بالفريق، حين دخل مواجهة الجولة الرابعة من دوري «الليغ 1» الفرنسي، بديلا في التسع دقائق الأخيرة من عمر المواجهة، لكنه بالرغم من دخوله المتأخر، إلا أنه تمكن من ترجمة ركلة الجزاء التي تحصل عليها ليل في (د 90)، قبل أن يسجل زميله إيتان مبابي هدف الفوز في (د 90 + 8).
فقدان نبيل بن طالب مكانته الأساسية في تعداد نادي ليل الفرنسي، بالإضافة إلى عدم إقناعه في مباراة «الخضر» أمام منتخب بوتسوانا حين دخل المواجهة أساسيا، قد تعصف بصاحب الثلاثين ربيعا من القائمة النهائية المعنية بتربص شهر أكتوبر المقبل، بالنظر إلى تألق الثلاثي (تيطراوي، زرقان، قادري)، وكذا بروز فارس شعايبي مع ناديه والمنتخب الوطني أمام منتخب غينيا، بالإضافة إلى انتظار متوسط ميدان نادي باير ليفركوزن الألماني إبراهيم مازة فرصته للظهور بألوان المنتخب الوطني، هو الذي برز مع انطلاق الموسم رفقة ناديه.
سيغيب لاعب على الأقل من خط الوسط الذي اختاره الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، خلال القائمة النهائية لتربص شهر سبتمبر المنصرم، وستكون فرصة لا تعوّض للثلاثي السابق لنادي أتليتيك بارادو للعودة إلى صفوف «الخضر»، ومحاولة إقناع الناخب الوطني باصطحابهم معه إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا المقبلة.
تجدر الإشارة إلى أن المنتخب الوطني سيكون مطالبا بتحقيق فوز خلال مواجهتي الصومال وأوغندا لحساب الجولتين التاسعة والعاشرة على التوالي للتصفيات المؤهلة لمونديال 2026، لضمان التأهل مباشرة للعرس العالمي، الذي ستحتضنه الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.