توسّـع الحضـور الجزائـري خارج الوجهـات الأوروبيــة التقليديـة
أصبح المهاجم الدولي بلال براهيمي (25 عاماً)، على أعتاب خوض محطة جديدة في مشواره الاحترافي، بعد أن أنهى علاقته مؤخّراً بنادي نيس الفرنسي، ليصبح في وضعية لاعب حرّ يبحث عن أفق يفتح له باب الاستمرارية والتألق.
براهيمي، الذي عاد هذا الصيف إلى نيس عقب فترة إعارة في الدوري البلجيكي رفقة سانت تروند، لم يكن ضمن خيارات الجهاز الفني للفريق الفرنسي، ليجد نفسه مهمّشاً، قبل أن يتمّ فسخ عقده رسمياً قبل أسبوع واحد فقط، وهو ما جعله أمام فرصة لإعادة ترتيب مسيرته.
حسب ما أوردته صحيفة ليكيب الفرنسية، أمس، فإنّ براهيمي الذي تبلغ قيمته التسويقية أكثر من مليون يورو، وفق موقع ترانسفر ماركت، دخل في مفاوضات متقدمة مع نادي سانتوس البرازيلي، أحد الأندية التاريخية التي أنجبت أسطورة الكرة بيليه وشهدت بزوغ نجم نيمار قبل انتقاله إلى أوروبا.
العرض الذي وضعه سانتوس على طاولة اللاعب وُصف بـ»المغري»، في وقت يسعى النادي، الذي يحتل حالياً المركز 16 في الدوري البرازيلي «سيري آ»، إلى تدعيم تشكيلته بعناصر قادرة على صناعة الفارق، من أجل تفادي شبح الهبوط والبقاء بين الكبار.
في حال تمت الصفقة، فإنّ براهيمي سيصبح ثاني لاعب جزائري يخوض تجربة في الملاعب البرازيلية، بعد المخضرم إسلام سليماني الذي ارتدى ألوان كوريتيبا في فترة سابقة، وهو ما يعكس توسّع الحضور الجزائري خارج الوجهات الأوروبية التقليدية كفرنسا وإسبانيا وإنجلترا. انتقال براهيمي نحو «بلاد السامبا» قد يشكّل منعطفاً مختلفاً، خصوصاً أنّ أسلوب كرة القدم البرازيلية يقوم على المهارة والسرعة، وهما عنصران يتناسبان مع خصائصه الفنية.ومنذ التحاقه بالمنتخب الوطني الأول، شارك براهيمي في عدد من المباريات الرّسمية والودية، أبرزها ضمن التصفيات الإفريقية، حيث أظهر قدراته في اللعب على الأطراف بفضل سرعته ومراوغاته. غير أنّ المنافسة القوية مع أسماء لامعة مثل رياض محرز، يوسف بلايلي، وسعيد بن رحمة حالت دون فرض نفسه أساسياً في الخط الأمامي. لذلك قد يكون انتقاله إلى الدوري البرازيلي فرصة لاستعادة بريقه عبر المشاركة بانتظام، ما يرفع حظوظه في تعزيز مكانته مع «محاربي الصّحراء».
براهيمي يملك الإمكانات البدنية والفنية لخوض تحدٍّ جديد في قارة تختلف كلياً عن أوروبا، وقد يشكّل انضمامه المحتمل إلى سانتوس مغامرة مثيرة تحمل رهانات كبيرة. ويبقى التساؤل مطروحاً: هل يُحسم انتقاله سريعاً ليصبح ثاني جزائري يحمل ألوان نادٍ برازيلي، أم أنّ عروضاً أخرى قد تغيّر مساره في اللحظات الأخيرة؟الجماهير الجزائرية تترقب باهتمام تطورات الملف، على أمل أن يجد ابن الباهية وهران الوجهة التي تمنحه الاستقرار، والفرصة لإظهار كل ما يختزنه من طاقات في مشواره الكروي.