بعزيمتهم المعتادة وإرادتهم التي تجاوزت حاجز الإعاقة الجسدية، كانت العناصر الوطنية لفئة ذوي الهمم في الموعد، في الأسبوع الحالي في مختلف المواعيد الكبرى أبرزها منافسة الجائزة الكبرى للباراجيدو لفئة ناقصي البصر، عندما افتكوا برونزيتين بجدارة رغم قوة التنافس في المنافسة الذي احتضنتها مدينة الجيزة المصرية، أين أثبتوا من خلالها أنهم من طينة الكبار، وأنهم جاهزون في كل مكان وزمان لتشريف الراية الوطنية الجزائرية ورفع كل التحديات لبلوغ ذلك.
تواصل تألق العناصر الوطنية لذوي الهمم وفي محطة لا تقل أهمية عن سابقتها، كان الإنجاز عن طريق كل من إسحاق ولد قويدر وعبد الرحمن شتوان، الثنائي الذي افتك المركز الثالث بجدارة في منافسة الجائزة الكبرى للباراجيدو، التي احتضنتها مدينة الجيزة المصرية لفئة ناقصين البصر، والتي دارت فعالياتها أيام 17، 18، 19 أوت 2025، حيث كانت الجزائر حاضرة في منصة التتويج بميداليتين برونزيتين رغم التنافس القوي الذي شهده الموعد، وذلك بفضل العمل الكبير الذي قام به المصارعون الجزائريون في الحلبة، وبتوجيه مستمر من الطاقم الفني المرافق لهم.
البداية كانت مع عبد الرحمان شتوان في وزن أقل من 95 كلغ فئة ج1، الذي كان معفى من الدور الأول بالعودة لترتيبه في الجدول العام للجمعية الدولية لرياضات ناقصي البصر، وفي الدور ربع النهائي كانت المواجهة قوية وصعبة أمام الأوزبكي حيث انهزم أمامه، رغم أنه كان متقدما في النتيجة، لكن ذلك لم ينقص من إرادة المصارع الجزائري حيث دخل في مرحلة الاستدراك بقوة، من أجل نيل الميدالية البرونزية، هو ما مكنه من الفوز في منازلتين متتاليتين ضد كل من الإندونيسي بامبودي، والسويدي ويدغرين على التوالي، ليتوج بالميدالية البرونزية التي كانت مستحقة.
من جهته، تمكن إسحاق ولد قويدر من إضافة البرونزية الثانية للنخبة الجزائرية في وزن أقل من 70 كلغ صنف ج 2، حيث تمكن من التأهل إلى الدور نصف النهائي لكنه انهزم أمام الأوزبكي كمال نورلاييف، وفي مرحلة الاستدراك فاز ممثل الجزائر بصعوبة أمام الكوري لي مين جاي محققا المركز الثالث بجدارة، لتكون بذلك حصيلة النخبة الوطنية من هذه المنافسة برونزيتين، بعدما غادرت بقية العناصر من الأدوار الأولى، والأمر يتعلق بكل من إسحاق قريشي الذي غادر المنافسة من الدور 16، فيما اكتفى نبيل سي ناصر بالدور ثمن النهائي، أما البطل البارالمبي عبد القادر بوعامر انسحب من منازلة الدور 16 لأسباب صحية، رغم أنه حضر جيدا للموعد.
بطير وبوذراع يحققان الذهب في كأس العالم للحمل بالقوة
كانت العناصر الوطنية للحمل بالقوة لذوي الاحتياجات الخاصة (باور ليفتينغ) في الموعد، وأسمعوا النشيد الوطني قسما في سماء ملعب سنتياغو بالشيلي لمرتين، خلال فعاليات المرحلة الرابعة والأخيرة لمنافسة كأس العالم، بعد تألق كل من حسين بطير وشمس الدين بوذراع، الثنائي الذي كان في الموعد وكتب اسمه بأحرف من ذهب، في واحدة من أقوى المحطات التي تعرف مشاركة أقوى الرياضيين.
المأمورية لم تكن سهلة أمام العناصر الوطنية للحمل بالقوة، بالنظر للمشاركة الكبيرة التي عرفتها المرحلة الرابعة من منافسة كأس العالم التي جرت بالشيلي، حيث سجل تواجد 114 رياضي ورياضية يمثلون 16 دولة من بينهم الجزائر التي شاركت بأربع عناصر فقط، إلا أن الخبرة والتجربة وكذا التركيز العالي والارادة القوية للرباعين الجزائريين، جعلهم يفتكون 6 ميداليات كاملة منها ( 2 ذهبية، 3 فضية و1 برونزية)، أثبتوا من خلالها علو كعبهم على الصعيد العالمي، لأنهم حضروا جيدا للحدث وسطروا الأهداف الخاصة بهم، في ختام واحدة من أكبر المواعيد للسنة الرياضية الحالية 2025.
الميداليتين الذهبيتين كانتا من إنجاز كل من حسين بطير الذي وظف خبرته الطويلة، ليضيف من خلالها إنجازا جديدا لرصيده الشخصي وللجزائر، وشمس الدين بوذراع من صنف الأواسط الذي تألق في وزن 49 كلغ والذي حقق فضية بأفضل محاولة، في حين أضاف رضوان سجراري فضيتين واكتفت صبرينة موساوي بالميدالية البرونزية، ليكون المجموع العام 6 ميداليات للجزائر، جاءت لتأكد جاهزية العناصر الوطنية للاستحقاقات الدولية الكبرى، بعد الدعم الكبير الذي تحصل عليه الرياضيون من الدولة الجزائرية، سمح لهم بالتركيز على العمل والتدريب في المستوى العالي.
إنجازات تؤكد مدى جاهزية النخبة الوطنية…
الإمكانات التي أمر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتوفيرها لكل رياضيي النخبة كانت الحافز الأكبر، أمام ذوي الاحتياجات الخاصة للقيام بعدد كبير من التربصات على مدار سنة كاملة، أي أن المهمة انطلقت مباشرة بعد العودة من الألعاب شبه الأولمبية بباريس 2024، حيث بدأت النتائج تظهر منذ المرحلة الأولى لمنافسة كأس العالم في شهر مارس 2025، ليكون الختام باحتلال المراكز الأولى بين عدد كبير من المشاركين في محطة الشيلي، وبهذا يكون ذوو الهمم قد بعثوا برسالة واضحة، أكدوا من خلالها جاهزيتهم للألعاب شبه الأولمبية بلوس أنجلوس 2028.