طباعة هذه الصفحة

رغـم التعادل ضـدّ منتخـب غينيا في “الشـان”

المنتخب الوطني على بُعد نقطة واحدة من ربع النهائي

عمار حميسي

يمتلك المنتخب الوطني المحلي حظوظا وفيرة، في بلوغ ربع نهائي بطولة إفريقيا للاعبين المحليّين “شان 2024”، رغم تعادله أمام منتخب غينيا، بحكم أنّ نتيجة المباراة الأخرى بين جنوب إفريقيا والنيجر انتهت بالتعادل السلبي، وهي النتيجة التي خدمت العناصر الوطنية كثيرا، ويحتاج أشبال الناخب مجيد بوقرة إلى الفوز أو التعادل من أجل التأهّل عن المجموعة الثالثة، في الوقت الذي أضحى نقص الفعالية أمام المرمى، هاجسا يؤرق الجهاز الفني قبل مواجهة النيجر.

 خدمت نتيجة المواجهة الثانية عن المجموعة الثالثة بين جنوب إفريقيا والنيجر كثيرا حظوظ المنتخب الوطني للاعبين المحليّين، في بلوغ ربع نهائي “الشان” بعد أن انتهت بالتعادل السلبي، وهو ما قلّل من حدة الخيبة بعد التعادل أمام غينيا، وهي النتيجة التي تبقى سلبية بكل المقاييس، خاصة أنّ المنتخب كان مرة أخرى أفضل من المنافس إلا أنه لم ينجح في تحقيق الانتصار.
العامل السلبي الذي ظهر مرة أخرى هو غياب الفعالية أمام المرمى، في سيناريو متكرّر لما حدث خلال مواجهة جنوب إفريقيا، حين كان زملاء عبد الرحمن مزيان أفضل من المنافس إلا أنهم لم ينجحوا في ترجمة هذه السيطرة على مستوى النتيجة، وهو الأمر الذي جعل المنتخب يفوت على نفسه فرصة تحقيق الانتصار.
لم يكن مستوى المنتخب الغيني كبيرا، ولكن العامل الذي صنع الفارق أنه لعب على أخطاء المنتخب المحلي، خاصة التغطية العكسية وهذا حين يتمّ تضييع الكرة، حيث ظهرت الكثير من الفراغات التي لم تكن موجودة من قبل، بسبب تراجع مستوى زكريا دراوي البدني، واللاعب الشاب بلال بوكرشاوي الذي لم يعد بإمكانه لعب مباراة كاملة بنفس النسق.
التغييرات التي أحدثها بوقرة ورغم أنها أتت بالفارق في الجانب الهجومي، إلا أن الفارق كان كبيرا على مستوى التحضير البدني، فاللاعب بوجمعة يلعب ببطء كبير على عكس اللاعب بوكرشاوي الذي يتميّز بالسرعة في الإرتداد الهجومي، حيث كان من الضروري إشراك لاعب يمنح المنتخب هذه الميزة بعد خروج بوكرشاوي.
في نفس السياق، أضحت مشاركة أيمن محيوص في كل مرة كلاعب أساسي، علامة استفهام كبيرة بحكم أنه لم يقدم الإضافة المرجوة منه، عكس مهاجم مولودية الجزائر سفيان بايزيد الذي حرّك الهجوم بعد دخوله، وأكّد أنه يستحق الفرصة ليكون في التشكيلة الأساسية مكان محيوص، خلال المواجهة المقبلة أمام منتخب النيجر، هو الذي دخل بديلا لمحيوص في 3 مباريات متتالية وتمكّن من تسجيل هدفين لحد الآن، منصّبا نفسه هداف المنتخب المحلي.
الأخطاء الفردية دفع ثمنها المنتخب المحلي غاليا خلال مواجهتي جنوب إفريقيا وغينيا، سواء فيما يتعلّق بسوء استغلال الفرص المتاحة في الهجوم، أو غياب التغطية العكسية عند ضياع الكرة، وهو الأمر الذي كلفنا هدفين الأول أمام جنوب إفريقيا والثاني أمام غينيا، كان يمكن تفاديهما لو كان التركيز عاليا لدى اللاعبين.
الأكيد أنّ مجيد بوقرة سيعمل كثيرا مع اللاعبين قبل مواجهة الغد أمام النيجر، من أجل إصلاح مكامن الخلل ورغم أن حظوظ المنتخب وفيرة في التأهّل، إلا أنّ الهدف الأساسي، وهو التتويج باللقب، أضحى صعب المنال، في ظل تكرار نفس الأخطاء على المستوى الدفاعي والهجومي، وهو الأمر الذي قد يكلف المنتخب الخروج من الأدوار الإقصائية.

بوقرة: سنقوم بكل ما في وسعنا للفـوز والتأهّــل أمـام النيجر

 تحدّث مجيد بوقرة خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة، عن حظوظ المنتخب في التأهّل حيث قال: “بطولة إفريقيا للأمم منافسة صعبة للغاية وهناك من كان يرى العكس، إلا أنّ واقع الميدان له رأي آخر، بدليل أنّ الجميع رشّحنا لاكتساح غينيا، ولكن هذا الأخير يلعب كرة منظمة وصنع الكثير من الصعوبات أمامنا، وهو ما صعّب من المأمورية حيث تبدو المنافسة صعبة، ولكن الأمل مازال قائما من أجل التأهّل إلى الدور المقبل، حيث تبقّت لنا مباراة سنقوم بكل ما في وسعنا فيها، من أجل الفوز وبلوغ ربع النهائي وبعدها سنرى.
لم يفوت المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني للمحليّين الفرصة، للحديث عن النجاعة الهجومية، بعد الفشل في الظهور بمستوى هجومي كبير، خلال مواجهتي جنوب إفريقيا وغينيا، حيث قال في هذا الخصوص : “أكيد أنّ غياب النجاعة الهجومية أمر سلبي وتكرّر معنا في أكثر من مباراة، سواء خلال مواجهة جنوب إفريقيا وحتى أمام غينيا، حيث ضيّعنا الكثير من الفرص التي كان يمكن أن تكون في المرمى، وعلى العموم أعتقد أنّ هذا الأمر سببه نقص التحضير، فالتحضيرات لم تكن في المستوى بسبب ضيق الوقت، وهو الأمر الذي أثر علينا إضافة إلى أرضية الميدان، التي هي الأخرى لم تكن في المستوى المطلوب، وبصفة عامة اللاعب المحلي الإفريقي ليس لديه الإمكانات الكبيرة على مستوى الهجوم لصنع الفارق، وهو بحاجة إلى عمل كبير في هذا السياق حتى يكون في المستوى المطلوب”.