طباعة هذه الصفحة

رغـم الخسـارة أمام السويــد

”الخضر”..مكاسب فنية كبيرة يجب تثمينها

عمار حميسي

 اختتم المنتخب الوطني تربصه التحضيري بمواجهة السويد، التي عرفت خسارة رفقاء محرز بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، ورغم أن المباراة كانت ممتعة من الناحية الفنية، إلا أنه يتوجب على فلاديمير بيتكوفيتش معالجة بعض النقاط التي ظهرت خلال اللقاء، بدليل تصريحاته بعد المباراة حين تحدث عن الأخطاء الفردية، التي كلفت المنتخب غاليا، وعلى العموم من الضروري التعلم من الأخطاء، وتثمين الإيجابيات خلال الفترة المقبلة.

 واجه المنتخب الوطني نظيره السويدي وديا، في مباراة عرفت تنافسا كبيرا على مر الشوطين، ورغم أن “الخضر” عانوا كثيرا لغاية الدقيقة 60، إلا أنهم عادوا فيما بعد في النتيجة، بعدما كانوا متأخرين برباعية كاملة، ونجحوا في تسجيل ثلاثة أهداف، مع تضييع عدد كبير من الفرص.
ما يحسب لبيتكوفيتش هو أنّه من المدربين القادرين على قلب الموازين، من خلال التغييرات التي دائما ما ينجح فيها، وهو ما حدث خلال مواجهة السويد، حيث لعبت التغييرات التي قام بها في البداية، من خلال إشراك بن طالب وبونجاح في قلب الموازين، وعاد المنتخب من جديد ونجح في تسجيل ثلاثة أهداف كاملة.
على مستوى الخيارات الفنية، كان من الضروري إشراك بن طالب كأساسي من أجل منح التوازن لوسط الميدان، وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل، بتواجد كل من بن ناصر وعوار إضافة إلى بوداوي.
الهجوم هو الآخر كان بعيدا عن التطلعات في المرحلة الأولى من المباراة، في ظل تراجع مستوى بن رحمة ومحرز، اللذين لم يقدما الإضافة اللازمة خلال الشوط الأول، وكان غويري لوحده معزولا في الهجوم، إلا أن دخول بونجاح في الشوط الثاني، رفقة بن زية ومازة وشعايبي حينها تغيرت الأمور كثيرا، وعاد غويري للظهور بطريقة إيجابية.
في نفس السياق، المراهنة على ثنائية بن سبعيني وماندي في محور الدفاع لم تكن ناجحة، ومن الضروري أن تكون قراءة أخرى لكيفية استغلال لاعبي الخط الخلفي، من خلال العودة إلى طريقة الدفاع الثلاثي.
بيتكوفيتش: تثمين رد الفعل الإيجابي
 تحدّث الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش عن المباراة حيث قال: “لقد سيطرنا على أول ربع ساعة، وضيعنا بعض الفرص السانحة للتهديف، إلا أنّ الأخطاء الفردية التي تمّ ارتكابها بعد ذلك، حرمتنا من ترجمة تلك السيطرة إلى أهداف، وذلك لأن اللاعبين تأثروا من الناحية النفسية بعد أن شاهدوا الشباك تهتز لأكثر من مرة، وهو الأمر الذي لم يتعوّدوا عليه من قبل، كما أنّنا واجهنا مشاكل كبيرة على مستوى الصراعات الثنائية، خاصة عندما كانت المساحات مفتوحة، ما أثّر سلبا على المستوى الفني”.
لم يفوّت بيتكوفيتش الفرصة من أجل الحديث عن خياراته الفنية، حيث قال في هذا الخصوص: “لعبنا مباراة ودية، ومن قبل كنت قد صرّحت أنّني سأمنح الفرصة لكل اللاعبين، وهو الأمر الذي حدث، وكان من الضروري رؤيتهم في هذا النوع من المباريات التنافسية، التي تعرف ندية كبيرة من أجل التعرف على كيفية رد فعلهم في الميدان من جهة، وأيضا للتعرف على الإمكانيات الفنية التي يمكن أن يقدموها للمنتخب على هذا المستوى، وهناك تقييم خاص بكل لاعب بعد المباراة”.
رغم عودة المنتخب في النتيجة، إلا أن بيتكوفيتش لم يتجرّع مرارة الهزيمة حيث قال: “لا توجد هزيمة إيجابية، صحيح أنّنا عدنا ونجحنا في تسجيل ثلاثة أهداف، مع تضييع عدد كبير من الفرص، إلا أننا في الأخير خسرنا المباراة، ولكن هذه الهزيمة ستمنحنا الفرصة من أجل الإنطلاق من جديد على أساس صلب خلال الفترة المقبلة، وهذا بعد أول خسارة لنا منذ عام كامل”.
مواجهة السويد كانت اختبارا قويا حسب بيتكوفيتش الذي قال: “مباراة اليوم كانت أكبر من مباراة ودية، لأنّنا شهدنا جدية كبيرة من طرف المنافس، الذي تعامل مع المباراة على أنها رسمية، وهو الأمر الإيجابي الذي سيساعدنا على التعلم في المستقبل، رغم الخسارة التي سيكون من الصعب عليّ تجرّعها، إلا أننا يجب أن نتعلم من الأخطاء التي ارتكبناها اليوم من أجل تفادي تكرارها في المستقبل خلال المنافسات الرسمية”.
بغض النظر عن نتيجة مواجهة رواندا، التي عرفت فوز المنتخب الوطني بثنائية أو مباراة السويد التي تعرض فيها المنتخب لأول خسارة منذ سنة، إلا أن المكاسب الفنية كانت كبيرة في تربص جوان، الذي تم استغلاله بأفضل طريقة ممكنة، خاصة فيما يخص التعرف على مستوى اللاعبين، الذين نالوا جميعهم الفرصة خلال المواجهتين.
كان من الضروري على بيتكوفيتش منح الفرصة لكل اللاعبين خلال هذا التربص، والأكيد أن هناك منهم من سجل نقاطا إيجابية، وهناك من سجل نقاطا سلبية، وعلى الناخب الوطني اختيار الأفضل خلال الفترة المقبلة، من خلال البحث عن العناصر التي تمنح المنتخب الإضافة اللازمة، بما أنه سيدخل تصفيات المونديال خلال فترة التوقف الدولي المقبلة.
تزامن تربص المنتخب الوطني الأول مع تربص المنتخب الوطني للمحليين، ربما حرم بعض اللاعبين من فرصة التواجد في المنتخب الأول على غرار بولبينة، إلا أن الفترة المقبلة ستكون مهمة لبعض اللاعبين، الذين سينالون فرصتهم خلال التربص المقبل، وهذا من أجل إبراز قدراتهم الفنية والتقنية التي يمتلكونها.
غياب بعض العناصر عن المواجهة الثانية جعلهم يكسبون نقاطا رغم أنهم لم يلعبوا مباراة السويد، بما أن دعمهم الفني للمنتخب كان غائبا، ومكانتهم كانت واضحة ويتعلق الأمر بكل من عمورة وبلايلي، اللذين أصبح تواجدهما مع المنتخب ضروريا خلال الفترة المقبلة.