خيّب فريق مولودية الجزائر أمال أنصاره أمام ضيفه مولودية البيض، بعدما فرض الأخير التعادل السلبي على العميد بملعب 5 جويلية الأولمبي، لحساب الجولة 24 من بطولة الرابطة المحترفة الأولى.
حافظ فريق مولودية الجزائر على صدارته للرابطة المحترفة لكرة القدم، بالرغم من التعادل السلبي أمام ضيفه مولودية البيض، حيث وسّع الفارق إلى نقطتين عن الملاحقين المباشرين شباب بلوزداد وشبيبة القبائل الوصيفين، مستغلاّ الفوز المثير الذي حقّقه «الكناري» بنتيجة (3 - 2)، بملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، والذي كان سببا في احتفاظه بالصدارة وبناقص مواجهة في الداربي العاصمي ضد اتحاد العاصمة، الذي لم يتم تحديد موعد خوضه بعد.
قام الجهاز الفني لفريق مولودية الجزائر بقيادة المدرّب التونسي خالد بن يحيى، بثلاثة تغييرات مقارنة بلقاء اتحاد بسكرة لحساب الجولة 23 من الرابطة المحترفة، أين اضطر لاستبدال المدافع المحوري أيوب غزالة، بسبب تلقيه بطاقة صفراء رابعة التي كانت عنوانا لمعاقبته بالغياب للقاء واحد، بالإضافة إلى تغيير متوسّط الميدان البوركينابي محمد زوغرانا، والمدافع كمال حميدي الذي عوضه الظهير الأيسر مروان خليف، وفضل اللعب بخطة (4 ـ 4 - 2) الكلاسيكية للمواجهة الرابعة تواليا في جميع المنافسات، عوض خطة (4 ـ 3 - 3) التي كان يلعب فيها العميد مباشرة نحو المرمى، وكان يسجّل بها أهدافا كثيرة.
تكرّر مشكل النجاعة الهجومية أمام المرمى، حيث تمكّن رفقاء القائد أيوب عبد اللاوي من تسجيل هدف وحيد في لقاء اتحاد بسكرة، خلال المباريات الخمسة الأخيرة التي خاضها الفريق في جميع المنافسات، وهو الأمر الذي دفع الأنصار إلى انتقاد المدرّب خالد بن يحيى وطاقمه في الاختيارات الفنية، التي يقوم بها في المباريات الأخيرة والتي جعلت الفريق يواصل إهدار النقاط.
بن يحيى: واجهنا فريقا عنيدا
أكّد مدرّب فريق مولودية الجزائر أنّ أشباله واجهوا فريقا عنيدا ومنتشرا جيّدا فوق أرضية الميدان، وقال: «فريق مولودية البيض يعتمد على اللعب بجدار دفاعي متوسّط وأحيانا جدار دفاعي خلفي، ويلعب على الهجومات المعاكسة».
وواصل مدرّب العميد: «مولودية البيض خلال المباريات 13 الأخيرة في جميع المنافسات، لم ينهزم سوى في لقاء وحيد بنصف نهائي كأس الجمهورية، وهذا ما يؤكّد قوته». وعلل خالد بن يحيى، قائلا: «مولودية البيض أطاح بكل من شباب قسنطينة واتحاد العاصمة ووفاق سطيف في مناسبتين، وفرض التعادل على الفرق التي تلعب على اللقب والتي تتصارع من أجل البقاء في عقر دارها، وهذا يعني بأننا لم نواجه فريق أشباح».
أفاد المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية لفريق مولودية الجزائر، بأنّ فريقه أدى ما عليه خلال المرحلتين الأولى والثانية من المباراة، مشدّدا على أنّ النجاعة الهجومية لا زالت تطارد لاعبيه أمام المرمى، وقال: «متأكّد بأنّ النجاعة الهجومية ستعود، وأننا سنجد الحلول بما أننا نملك تعدادا يملك إمكانات كبيرة».
شدّد بن يحيى على أنه يتحمل مسؤولية التعادل السلبي الذي حقّقه الفريق في خرجته الأخيرة أمام مولودية البيض، موضهحا بأنّ الفريق صنع اللعب وعديد الفرص السانحة للتهديف، والحارس توفيق موساوي قضى أمسية في راحة تامة، وصرح: «مباريات نهاية الموسم الجميع يعرف بأنها صعبة للغاية، خصوصا في الدوري الجزائري هذا الموسم الذي يتقارب فيه مستوى جميع الفرق، وهو ما يدفعنا لمواصلة العمل بجد لتصحيح الأخطاء التي وقعنا فيها».
وعن اختياره تغيير طريقة لعب الفريق في المباريات الأخيرة للفريق باعتماد طريقة (4 – 4 - 2)، أجاب: «لعبنا ثلاثة مباريات مهمة خارج ديارنا، ولا يمكننا أن نلعب بنفس طريقة اللعب مع جميع المنافسين، يجب مراعاة المنافس والمكان الذي يقام فيه اللقاء».
عمروش: فرض التعادل على متصدّر الترتيب ليس سهلا
من جانبه مدرّب فريق مولودية البيض لطفي عمروش، أوضح بأنّ فريقه واجه متصدّر ترتيب الرابطة المحترفة، وأحد أحسن الفرق الجزائرية في الموسمين الأخيرين، وصرّح: «مولودية الجزائر فرض علينا ضغطا كبيرا طيلة أطوار المقابلة، كنا نعي ذلك وهو ما جعلنا نلعب بخطة دفاعية».
واستطرد: «بما أننا نجحنا في الإبقاء على عذرية شباكنا، هذا يعني أنّ خطة لعبنا كانت ناجحة، وهذا الأمر سيكون مفيدا بالنسبة للاعبين في باقي مشوار الموسم الكروي الجاري». وتابع: «ليس أمرا سهلا جلب نقطة من ملعب 5 جويلية أمام لاعبين ذوي خبرة عالية محليا وقاريا، وضد هجوم قوي مثل فريق مولودية الجزائر». وأوضح: «أظن بأنّ اللاعبين يستحقون الثناء، هم الذين أدوا مباراة قوية في جميع الخطوط، بالرغم من أننا لم نتحكم في الكرة جيدا ولم نخرج بها كما طالبنا من اللاعبين». وختم: «هدفنا يبقى واحدا ولن يتغير مهما كانت الأمور وهو ضمان البقاء في أقرب وقت ممكن».
تجدر الإشارة أنّ المواجهة المقبلة التي يخوضها فريق مولودية الجزائر، ستكون ضد وصيفه فريق شباب بلوزداد، وهي فرصة للفريقين للعمل من أجل الفوز، والاتجاه بخطى ثابتة نحو معانقة لقب الرابطة المحترفة لكرة القدم من جديد، في موسم مثير وساخن بعد التدعيمات الكبيرة التي قامت بها أندية النخبة، والمنشآت الرياضية العالمية التي وفرتها الدولة الجزائرية عبر التراب الوطني، والتي ساهمت في الرفع من مستوى البطولة.