حقّق الدولي الجزائري يوسف عطال فوزا مهما مع ناديه السّد القطري بهدفين لهدف أمام الريان، في كلاسيكو العاصمة القطرية الدوحة، ضمن الأسبوع العشرين من دوري نجوم أريدُ. في مباراة عرفت مشاركة الدولي الجزائري يوسف عطال أساسيا، هو الذي قدّم أداء مميّزا مع ناديه القطري قبل أن يغادر الملعب مصابا.
تعرّض مدافع نيس السابق لإصابة جديدة خرج على إثرها بعد 55 دقيقة إثر تدخّل خشن، في صورة مألوفة للغاية بالنسبة للاعب طالما عُرف بمعاناته من الإصابات العضلية.
وبعد تعرّضه لإصابة في أول مباراة مع السد أمام العين الإماراتي ضمن رابطة أبطال آسيا للنخبة، ثم إصابة أخرى أكثر تعقيدا بعد 24 دقيقة من مباراة ناديه أمام الاستقلال الإيراني في ذات المنافسة، أبعدته عن المنافسة في لقاء بيرسيبوليس الإيراني، قبل أن يتعرّض مجدّدا الدولي الجزائري لمشكلة عضلية خفيفة في لقاء الوصل يوم 3 مارس الفارط، ليقع بذلك ضحية لإصابة عضلية جديدة ضد الريان ضمن كلاسيكو البطولة القطرية.
وبعد حوالي 10 دقائق من بداية الشوط الثاني أمام نادي الريان، عانى عطال من آلام عضلية على مستوى عضلة الفخذ اليمنى الخلفية، ليقرّر الطاقم الطبي استبداله بعد فحص أولي، في انتظار الفحوص الطبية المعمّقة للوقوف على نوعية الإصابة، وما إن كان الأمر يتعلق بتمزّق عضلي أم لا.
ويملك عطال تاريخا أسودا مع الإصابات العضلية على وجه الخصوص، وتحديدا منذ الإصابة التي تعرّض لها موسم 2018-2019، والتي ضيّع بسببها 3 مباريات رفقة نيس، قبل أن يعاني من إصابة على مستوى عظم الترقوة، ثم من إصابة معقّدة في الركبة، والتي تسبّبت في غيابه عن الملاعب لنصف موسم كامل، وتحديداً منذ 8 ديسمبر 2019 على 8 ماي 2020. ثم عادت المشاكل العضلية لتلاحق ابن مدينة تيزي وزو موسم 2020-2021، حين تعرّض لإصابة في الفخذ غاب على إثرها شهرا كاملا، قبل أن يستسلم لواقع أليم بتعرّضه لأربع إصابات عضلية متتالية في ذات الموسم، والتي ضيّع بسببها 21 مباراة كاملة بين نيس الفرنسي والمنتخب الوطني. وفي موسم 2021-2022 تعرّض لأربع إصابات أخرى، منها إصابتان عضليتان، قبل أن يتعرّض لأربع إصابات أخرى في الموسم الموالي، منها إصابة عضلية في الفخذ غاب بسببها عن الملاعب ما يقارب 50 يوماً، والتي ضيع فيها 11 مواجهة مع ناديه الفرنسي ومع “الخضر” كذلك.
ووسط مشاكل كثيرة عاشها في الموسم الماضي بسبب مشكلته القضائية في فرنسا بعد دعمه للقضية الفلسطينية، عاد عطال ليواجه شبح الإصابات العضلية هذا الموسم ولو بدرجة أقل مبدئيا، في انتظار الفحوص الدقيقة حول إصابته الجديدة. وكان عطال قد أثار جدلاً كبيراً جداً بسبب تكرّر إصاباته سنة 2021، حيث أصبح محلّ نقاش في مختلف وسائل الإعلام، ما دفعه للخروج والتصريح قائلا: “سمعت البعض يقولون إنني لا أمتلك أسلوب حياة صحياً ولذلك أتعرّض للإصابة، ولكن الناس لا يعلمون أنني أملك أليافا عضلية دقيقة جداً، مثل العدائين، هكذا خلقت”.
ومن الواضح أنّ عطال قد وقف رفقة الأطباء على طبيعته الجسدية وأدرك بشكل كافٍ سبب تعرّضه للإصابات، والذي يبقى مرتبطاً بنوعية أليافه العضلية، غير أنّ التساؤلات تبقى مطروحة حول الحلول التي ينتهجها اللاعب للحدّ من إصاباته، وما إن كان يعمل فعلا لأجل تفاديها من خلال برامج تدريبية خاصة، عكس ما يبدو عليه من خلال كتلته العضلية الضعيفة.
من جهة أخرى، لا يزال الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش يبحث عن ظهير أيمن لتعويض عطال الذي يصاب كثيرا، حيث كان قد وضع خلال مرحلة التوقّف الدولي الفارطة إسمي الظهير الأيمن لفريق مولودية الجزائر محمد رضا حلايمية، وقائد اتحاد الجزائر سعدي رضواني قبل أن يصاب الأخير وينتهي موسمه الكروي مبكّرا، ليقرّر بيتكوفيتش الاعتماد على محمد فارسي ظهيرا أيمنا في القائمة النهائية قبل أن يصاب هو الآخر قبل مواجهة بوتسوانا بـ 24 ساعة.
وكان الظهير الأيمن لنادي ميتز الفرنسي كيفين قيتون، قد عاد إلى المنافسة الرّسمية مؤخّرا وأظهر إمكانيات كبيرة خلال المواجهة الأخيرة لفريقه ضد نادي كان، أين سجّل هدفا جميلا في مرمى حارس “الخضر” أنتوني ماندريا، ومنح تمريرة حاسمة ساهم بهما في فوز فريقه بنتيجة (2 – 2) خارج الديار، مبقيا على حظوظ ميتز في التنافس على ورقة الصعود إلى دوري الدرجة الأولى الفرنسية “الليغ 1”.
الأداء الذي ظهر به قيتون خلال مواجهة ميتز، ستجعله يلفت أنظار بيتكوفيتش من جديد، وهو ما يهدّد مكانة عطال في المنتخب الوطني خلال تربّص شهر جوان، خصوصا أن بيتكوفيتش أعجب بإمكانيات قيتون خلال تربصي مارس وجوان 2024، قبل أن يتم إبعاده عن المجموعة خلال التربّصات الأربعة الأخيرة، بسبب غيابه عن المنافسة الرّسمية جرّاء خلاف مع إدارة فريقه، بعدما قرّر عدم التجديد والرّحيل نهاية الموسم عن الفريق.