شهدت سنة 2024 عودة قوّية لكرة اليد الجزائرية على كل الأصعدة، حيث كانت البداية مع المنتخب الوطني رجال أكابر التي عاد لتنشيط نهائي البطولة الأفريقية بعد غياب دام 10 سنوات، كان ذلك خلال الطبعة 26 التي احتضنتها العاصمة المصرية “القاهرة” من 17 إلى 27 جانفي 2024، أين حقق الخضر مشوارا رائعا انتهى بتحقيق ميدالية فضية مستحقة، وفي نفس الوقت كسب تأشيرة التأهل لبطولة العالم بكل من المجر وكرواتيا والدنمارك مطلع سنة 2025.
المنتخب الوطني بقيادة المدرب فاروق دهيلي راهن على هدف واحد وهو الذهاب بعيدا في البطولة الأفريقية، وبالفعل تحقق ذلك من خلال إنهاء دور المجموعات بالعلامة الكاملة والفوز بكل اللقاءات، كان الموعد مع التأكيد في ربع النهائي حيث اطاح رفقاء عبدي بمنتخب جزر الرأس الأخضر صاحب فضية الطبعة 25، وبعدها تمكن المنتخب الوطني من الفوز على منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية في نصف النهائي حيث ضمن “الخضر” بطاقة التأهل للمونديال للمرة 17 في تاريخ كرة اليد الجزائرية، وبمعنويات عالية دخلت التشكيلة الوطنية المواجهة النهائية ضد المنتخب المصري.. وكان المنتخب الوطني في المستوى خاصة في الشوط الأول، ولكن المنتخب المصري الذي يعتبر من أقوى المنتخبات في الفترة الحالية عرف كيف يسير المرحلة الثانية.
بهذا فإن الخضر عادوا لمنصة التتويج مجددا بجدارة من أداء ونتيجة وحققوا الفضية الثامنة للجزائر، بما أن المنتخب الوطني نشط النهائي 15 في تاريخه. البطولة الأفريقية عرفت تتويج بالفضية وإضافة إلى جوائز فردية للاعبين الجزائريين الذين تألقوا على غرار هداف الخضر في هذه الطبعة ايوب عبدي بـ 33 هدفا والذي كان صاحب أكبر عدد من التمريرات الحاسمة، حاج صدوق الذي برز هو الآخر، خليفة غضبان، وساكر، كما سجلنا مشاركة مسعود بركوس الذي أصبح أكثر لاعب يتواجد ضمن الحدث الأفريقي وصاحب أكبر عدد من الأهداف، كل هذه الأرقام كانت بمثابة العودة القوية للكرة الصغيرة الجزائرية على الساحة الأفريقية بعدما مرت من قبل بمرحلة فراغ، حيث تحقق الهدف ببلوغ النهائي والمشاركة في الدورة الألمانية المؤهلة للأولمبياد والتأهل لبطولة العالم.
من جهة أخرى سجلنا عودة المنتخب الوطني لكرة اليد سيدات وتحسين الترتيب العام من المركز العاشر إلى المركز الثامن، ضمن الطبعة 26 للبطولة الأفريقية التي جرت بكينشاسا (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، في الفترة الممتدة من 27 نوفمبر إلى 7 ديسمبر 2024 والتي تعتبر نتيجة جد مقبولة بالنظر إلى قوة المنافسة، في المقابل فإن الفريق الوطني تنقل بأسماء شابة صغيرة في السن سيكون لها مستقبل واعد من أجل تمثيل كرة اليد الجزائرية في الاستحقاقات الدولية القادمة.
وأجرى المنتخب الوطني مجموعة من التربصات داخل وخارج الوطن بقيادة المدرب رياض أولمان ومساعده ياسين بوعكاز الثنائي الذي عمل على تقديم الخبرة التي يملكها كل واحد منهما من أجل تشريف الراية الوطنية، وبالفعل فإن الهدف الأول من المشاركة تمثل في تحسين الترتيب العام على الصعيد الأفريقي وبعدها العمل على بلوغ نصف النهائي للتأهل لبطولة العالم بألمانيا وهولندا، لكن الأمور لم تكن سهلة لأن لاعباتنا اصطدمن بالمنتخب الانغولي في الدور ربع النهائي.. وهذا الأخير يملك مستوى عالي وتمكن من التتويج بلقب الطبعة، لهذا فإن زميلات الحارسة يسرى نايلي اكتفين بالمركز الثامن مع أداء مقبول وكسب مجموعة من اللاعبات الموهوبات وصغيرات في السن.
كما شارك المنتخب الوطني اناث لأقل من 20 سنة في بطولة العالم التي جرت بمقدونيا الشمالية من 19 الى 30 جوان 2024، حيث كانت تجربة جد مفيدة للاعبات صغيرات في السن بعدما حققن المركز الخامس في البطولة الأفريقية التي جرت بتونس، والتي كانت فرصة لبروز عدد كبير من اللاعبات اللائي تم استدعاءهن للمنتخب الأول فيما بعد، وبهذا فإن الأمور بدأت تتحسن في صنف الصغريات لأنهن مستقبل كرة اليد الجزائرية للعودة بقوة للواجهة.
تنظيم كأس السوبر وبطولة إفريقيا للأندية..
أما على مستوى التنظيم سجلنا عودة الجزائر لاحتضان المواعيد الأفريقية لكرة اليد حيث جرت فعاليات نهائي كأس السوبر الإفريقي بمدينة وهران وهذه الأخيرة احتضنت قي نفس الفترة أيضا البطولة الأفريقية للأندية الفائزة بالكؤوس سيدات ورجال في طبعتها الـ 41 التي كانت من 17 إلى27 افريل 2024، والتي عرفت تنظيم في أعلى مستوى بشهادة الاتحاد الافريقي للعبة، كما كانت فرصة للأندية الجزائرية للاحتكاك مع المستوى القاري من خلال المشاركة بفريقين لدى الإناث والأمر يتعلق بكل من نادي الأبيار ونادي فتيات بومرداس، وأربعة أندية لدى الرجال والأمر يتعلق بكل من شبيبة أمل سكيكدة، أولمبي عنابة، النادي الرياضي لبلدية ميلة، النادي الرياضي عين التوتة.