يعود الفريق الوطني للملاكمة سيدا، اليوم، إلى أجواء التحضيرات بقاعة برج الكيفان، وسيعرف المعسكر الذي يدوم أربعة أيام مشاركة الأسماء المعنية بالألعاب المتوسطية المقررة بوهران من 25 جوان إلى 6 جويلية 2022، من أجل ضمان أفضل استعداد لهذا العرس المتوسطي الهام.
يأتي ذلك بعدما منحت المديرية الفنية بعض الوقت للملاكمات اللواتي شاركن في بطولة العالم التي جرت مؤخرا بتركيا من 6 إلى 19 ماي من أجل استرجاع الأنفاس والابتعاد قليلا عن ضغط العمل، بعد المجهود الكبير الذي قمن به رفقة المدربين، والذي تكلل بحصد شبلات الجزائر ميداليتين عالميتين برونزية وفضية بفضل كل من إشراق شايب وإيمان خليف على التوالي.
كما وجدت الملاكمات ترحابا كبيرا من طرف المسيرين في الرياضة وكذا السلطات المحلية، الأمر الذي رفع من معنوياتهن أكثر قبل العودة لأجواء العمل، الذي يدخل في إطار الاستعداد للطبعة الـ 19 للألعاب المتوسطية التي ستكون بالباهية وهران بعد أقل من شهر، حيث يعول الجميع على الرباعي خليف، بوعلام، شليب، منصوري من أجل إعلاء الراية الوطنية في سماء وهران، وإسعاد الجماهير الجزائرية التي ستكون حاضرة في هذا الموعد الكبير، بالرغم من قوة المنافسة وصعوبة المأمورية بتواجد أسماء أولمبية وعالمية.
يعتبر التربص الذي سيكون من 28 إلى 31 ماي بمثابة فرصة للمدربين لتقييم المستوى البدني للملاكمات، والخضوع للمراقبة الطبية لكي لا تكون إصابات، حيث سيرتكز على الاسترجاع بدرجة أكبر والعمل البسيكولوجي من أجل إعادة التعداد لجو التحضيرات، والشروع في التركيز على الألعاب المتوسطية، حيث حددت الاتحادية برنامج عمل مكثف خلال الأيام القليلة المتبقية بمشاركة أفضل الأسماء التي يُعول عليها.
يعتبر العمل تكملة لما شرع فيه الفريق منذ عدة أشهر من أجل تصحيح بعض الأمور التي تم الوقوف عندها خلال بطولة العالم التي كانت بمثابة فرصة لتقييم المستوى الحقيقي للملاكمات الجزائريات، كما لمسنا عزيمة وإرادة قوية عندهن لأنهن يرغبن في رفع الراية الوطنية بما أن الحدث سيكون في الجزائر، بعد الخبرة والتجربة التي اكتسبتها كل واحد منهن في المواعيد الدولية التي شاركن بها بداية من الدورات الودية وكذا الرسمية على غرار تلك التي جرت بصربيا وبعدها تركيا ليأتي الدور على وهران لمواصلة حصد الثمار.
تعيش الملاكمة النسوية الجزائر أفضل الأوقات حاليا بجيل ذهبي يتكون من أسماء شابة ولها إرادة قوية وحب الصعود لمنصات التتويج، هذا ما برهنته الملاكمات اللواتي حققن إنجازات غير مسبوقة بداية من المشاركة في الألعاب الاولمبية بطوكيو لأول مرة صيف 2021 رغم الصعوبات والجائحة الصحية، وبعدها نتائج عالمية دولية وكذا أفريقية، في إنتظار ميداليات متوسطية بعدما تم إدراج الملاكمة النسوية ضمن الطبعة الـ 19 للحدث المتوسطي، وكل الآمال معلقة على الملاكمات من أجل إسماع النشيد الوطني في سماء وهران بما أن المستوى المتوسطي قريب من المستوى العالمي.