طباعة هذه الصفحة

بينما يكثّف الجيـش الصهيـوني تفجـير المنـازل والأبـراج

فلسطينيو غـزة يتمسكـون بالأرض ويرفضون النـزوح القســري

قالت متحدثة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أولغا تشيريفكو، إن الكيان الصهيوني فرض حكما بالإعدام على مدينة غزة، مشيرة أن الفلسطينيين لم يعد أمامهم سوى الاختيار بين مغادرة المدينة أو الموت. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته تشيريفكو عبر اتصال مرئي من منطقة دير البلح جنوبي قطاع غزة، تحدث فيه إلى مجموعة من الصحفيين العاملين في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية.
قالت تشيريفكو: “حُكم على مدينة غزة بالإعدام، إما المغادرة أو الموت. أُمر مئات الآلاف من المدنيين المنهكين والمرهقين والمذعورين بالفرار إلى منطقة مكتظة، حيث تضطر حتى الحيوانات الصغيرة للبحث عن مساحة للتحرك”، في إشارة إلى إنذارات الاحتلال لتهجير سكان مدينة غزة واحتلالها.
وفجر أمس ألقى الجيش الصهيوني منشورات ورقية أنذر فيها الفلسطينيين بمناطق واسعة من مدينة غزة أبرزها المناطق الغربية، بما تشمل أحياء الرمال الجنوبي، والشيخ عجلين، وتل الهوى، وميناء غزة، بالإخلاء إلى جنوبي القطاع عبر شارع الرشيد.

 رفـض جماعـي للنــــزوح

 لكن ، وحسب ما أورده المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن أكثر من مليون فلسطيني بينهم ما يزيد عن ثلث مليون طفل ما زالوا يقيمون في مدينة غزة وشمالها ويرفضون النزوح إلى جنوب القطاع لتأكّدهم بأن النزوح هذه المرة سيكون بلا عودة، ولإدراكهم بأن منطقة المواصي التي يدعوهم الاحتلال للجوء إليها لا يمكن أن تسعهم وهي التي يتكدّس بها أكثر من 800 ألف نازح وتفتقر لكلّ مقوّمات الحياة.
وأوضح المكتب الحكومي، في بيان، أن رفض الفلسطينيين للنزوح إلى الجنوب يأتي “رغم استمرار العدوان الهمجي والإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال الصهيوني”.
وتابع: “نُؤكد أن أكثر من مليون إنسان فلسطيني بينهم أكثر من ثلث مليون طفل ما زالوا في مدينة غزة وشمالها، ثابتين في أرضهم ومنازلهم وممتلكاهم، رافضين بشكل قاطع مخطط النزوح القسري نحو الجنوب”.
وأوضح المكتب الحكومي، أن طواقمه رصدت “ظاهرة النزوح العكسي من جنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمالها وذلك بعد أن وجد النازحون أن الجنوب يفتقر لأدنى مقوّمات الحياة”.
واستكمل قائلا: “اضطر نحو 68 ألف مواطن للنزوح جنوباً تحت وطأة القصف والإبادة والتهديد، لكن أكثر من 20 ألفاً عادوا إلى مناطقهم الأصلية، بعد أن وجدوا أن جنوب قطاع غزة يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة”.
وفي السياق ذاته، أكد أن منطقة “المواصي” في مدينتي خان يونس ورفح والتي حشر فيها الاحتلال نحو “800 ألف نسمة وادعى كذباً أنها إنسانية وآمنة، تعرضت لأكثر من 109 مرات من القصف، خلّفت أكثر من 2000 شهيد”.
وشدّد المكتب الحكومي، على أن تلك المنطقة تخلو من “المستشفيات الحقيقة أو البنية التحتية أو الخدمات الأساسية من خيام ومأوى وماء وغذاء وكهرباء وتعليم”.
وندد المكتب الحكومي، بمحاولة الجيش الصهيوني إجبار أكثر من 1.7 مليون نسمة على التكدس فيها.

مدينـة غـزة تبــاد

 في الأثناء يواصل طيران الاحتلال الصهيوني على مدار الساعة شنّ غارات عنيفة ومكثفة على مدينة غزة، وتركز عمليات القصف هذه على الأبراج السكنية والمنازل ومدارس النزوح بالتزامن مع عمليات نسف وتفجير للأحياء السكنية يجريها عساكر الاحتلال على الأرض.
 وقد دمّرت الطائرات الصهيونية أمس السبت برجا سكنيا آخر في مدينة غزة، وقصفت 3 مدارس تؤوي نازحين بالمدينة، وبالتزامن استهدفت قوات الاحتلال مجددا حشود المجوّعين الباحثين عن الطعام، مما أسفر عن شهداء ومصابين.
وأفاد مراسلون بأن طائرات الاحتلال قصفت ودمرت برج النور في حي تل الهوا جنوبي مدينة غزة.
وقبل دقائق من الغارة، أنذر جيش الاحتلال سكان البرج بإخلائه تمهيدا لقصفه، وذلك بعد تدميره 6 أبراج أخرى في الأيام السابقة.
وفي إطار حملة التدمير الواسعة، استهدفت الطائرات الصهيونية في وقت سابق أمس مدارس “الست سورة”، و«العالية”، و«شحيبر” التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.
وأفاد مصدر في مستشفى الشفاء بأن الغارات على المدارس الثلاث أسفرت عن مصابين.
وتعرضت عدة أحياء في مدينة غزة للقصف مع استمرار جيش الاحتلال في تهديد السكان بالنزوح جنوبا نحو ما يزعم أنها مواقع آمنة في منطقة المواصي التي تمتد من دير البلح وسط قطاع غزة إلى رفح جنوبا.
وشملت الاستهدافات مناطق أخرى في وسط وجنوب القطاع، وفقا لمصادر فلسطينية.
هذا، واستشهد 50 فلسطينيا الجمعة في غزة وفق ما أفاد جهاز الدفاع المدني في القطاع الفلسطيني.

التجويــــع يحصد مزيدا مــن الأرواح

هذا وما زالت مأساة التجويع تتفاقم في غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة في القطاع أمس، تسجيل وفاة 7 أشخاص نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينهم طفلان، خلال الساعات 24 الماضية.
وبذلك ارتفع عدد ضحايا المجاعة إلى 420 شهيدا منذ بداية الحرب، بينهم 145 طفلا، وفق إحصائية الوزارة.