طباعة هذه الصفحة

مُستنكرة استغلال الفّن لتجميل صورة الاحتلال وتطبيعه دوليًا

الحكومة الصحراويـة تـرفض أيّ تصوير سينمائي بالداخلة المحتلة

 أعبرت الحكومة الصحراوية عن إدانتها الشديدة لمحاولة تصوير عمل سينمائي بالداخلة المحتلة، معتبرة ذلك انتهاكا للشرعية الدولية ولأخلاقيات العمل الثقافي والفني.
 أوضحت الحكومة الصحراوية من خلال بيان أصدرته وزارة الثقافة، أن تصوير أي عمل سينمائي أو فني على أرض الصحراء الغربية المحتلة دون علم وموافقة من الممثل الشرعي للشعب الصحراوي يُعد انتهاكًا صريحًا للشرعية الدولية ولأخلاقيات العمل الثقافي والفني.
وأعربت الوزارة في البيان عن انشغالها البالغ لما تم تداوله بشأن شروع فريق عمل الفيلم السينمائي “دي أوديسي “ لمخرجه كريستوفر نولان، في تصوير مشاهد من هذا العمل في مدينة الداخلة المحتلة، الواقعة في الجزء الجنوبي من إقليم الصحراء الغربية، الذي لا يزال يخضع لاحتلال عسكري غير شرعي من قبل المملكة المغربية، في تحدٍ سافر لقرارات الشرعية الدولية، وفي تجاهل تام للوضع القانوني لهذا الإقليم غير المحكوم ذاتيًا.

تطبيع مرفوض مع واقع الاحتلال

 وقالت وزارة الثقافة الصحراوية في بيانها، “نُعبّر عن استنكارنا الشديد وإدانتنا القاطعة لاختيار أرض محتلة لتصوير فيلم دولي بهذا الحجم، دون أدنى تنسيق أو تشاور مع الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، المعترف به دوليا جبهة البوليساريو. إن ما جرى يمثل تطبيعًا ثقافيًا خطيرًا مع واقع الاحتلال، واستغلالًا غير أخلاقي للفن والسينما في تجميل صورة استعمار لا يزال يُمارَس بالقوة ويُقابَل يوميًا بصمود شعب يناضل من أجل حريته وكرامته”. وأضافت “إن تحويل الداخلة إلى “ديكور سينمائي” يخدم أغراض الترويج والتسويق السياحي، كما ورد في بعض وسائل الإعلام، ليس سوى محاولة متعمدة لتزوير الواقع وتزييف الحقائق، من خلال تجاهل ما تتعرض له المنطقة من انتهاكات جسيمة وممنهجة تطال الإنسان الصحراوي، وثقافته، وحقوقه الأساسية.
وفي هذا السياق، دعت وزارة الثقافة الصحراوية الى عدم الانخراط في تبييض واقع الاحتلال وتطبيعه دوليًا.
ونصحت جميع الفنانين والمنتجين والمؤسسات السينمائية في مختلف الدول بالتحلي بالمسؤولية الأخلاقية والاطلاع على الوضع القانوني والسياسي للصحراء الغربية قبل الانخراط في أي نشاط ثقافي أو فني قد يُستغل سياسيًا ضد إرادة شعبها.
كما حثّت الوزارة الهيئات الثقافية والحقوقية الدولية على ممارسة مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية في مراقبة ومنع أي استغلال سياسي للفنون والثقافة في المناطق الخاضعة للاحتلال.
وختمت بالتأكيد على أن الثقافة الصحراوية ستظل صوتًا للحرية، ورافعة للنضال، ومرآة تعكس الحقيقة غير القابلة للتشويه أو الطمس، مهما كانت الأدوات المستخدمة لذلك.

استغلال غير أخلاقي للفن

 من جهتها، أدانت منظمة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان في الصحراء الغربية “كوديسا” بشدّة تصوير فيلم في الأراضي الصحراوية المحتلة، معتبرة إياه شكلا من أشكال محاولة إضفاء “الشرعية” على الاحتلال المغربي للصحراء الغربية.
وقالت منظمة “كوديسا “أن “اختيار مواقع التصوير في الكثبان الرملية البيضاء لمدينة الداخلة المحتلة، وهي منطقة ذات رمزية ثقافية وبيئية خاصة للشعب الصحراوي، يعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي ويمثل شكلا من أشكال التطبيع الفني للاحتلال المغربي للصحراء الغربية، في محاولة لإبراز صورة زائفة عن الاستقرار والازدهار في منطقة تعاني من القمع والتهميش والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان”.
كما شددت “كوديسا” على أن الوضع القانوني للصحراء الغربية يجعل منتج الفيلم، خاصة المخرج، “مسؤولا قانونيا وأخلاقيا عن انتهاك المبدأ الدولي الذي يحظر استغلال الموارد أو الأراضي في الأراضي المحتلة دون موافقة شعوبها”، مطالبة الأمم المتحدة، لا سيما اللجنة الرابعة التابعة للجمعية العامة (لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار) والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بـ«التدخل العاجل لوضع حد لهذا الشكل الجديد من الانتهاكات ومحاسبة الأطراف المعنية”.