طباعة هذه الصفحة

صفقـة جديدة لوقف النار وتبادل الأسـرى

شــلال الـــدّم لا يتوقف بقطاع غزة والاحتلال يتمادى في الإبادة

لا تزال حرب الإبادة الصهيونية في غزة مستمرة وسط مجازر يومية لا سيما بحق منتظري المساعدات، بينما يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يعمل لوقف الحرب خلال الأسبوع المقبل عبر مقترح مصري قطري وافقت عليه دولة الاحتلال وينصّ على هدنة لمدة 60 يوما.
أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد عدد كبير من الفلسطينيين صباح أمس الأربعاء جراء غارات كثيفة تركزت إلى حد كبير على خان يونس، بعد أن أوقع القصف الثلاثاء أكثر من 100 شهيد، في وقت نزحت فيه آلاف العائلات من شمال غزة.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 39 فلسطينيا في القصف الصهيوني المتواصل، بينهم 24 في خان يونس، صباح أمس.
وفي التفاصيل، أفاد مصدر طبي في مجمع ناصر الطبي باستشهاد 6 أشخاص وإصابة أكثر من 10 آخرين -معظمهم أطفال- في قصف نفذته مسيّرات للاحتلال فجر أمس على خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.
وقال المصدر إن حالة بعض المصابين خطرة، ونشر ناشطون صورا تظهر أطفالا مضرجين بدمائهم في المستشفى، وجاءت المجزرة الجديدة في منطقة المواصي المكتظة بالنازحين بعد ساعات من إصدار جيش الاحتلال أوامر بإخلاء أحياء في خان يونس بذريعة إطلاق صواريخ من داخلها أمس الأول.
وكانت كتائب القسام تبنت إطلاق صواريخ من طراز “كيو-20” من منطقة توجد فيها الآليات العسكرية الصهيونية شمال خان يونس على مستوطنتي نير إسحاق ومفتاحيم المحاذيتين لقطاع غزة، وتشهد خان يونس معارك محتدمة بين المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة في بعض المحاور بالمنطقة.

غــارات مستمـرة

وفي تطورات ميدانية أخرى، أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بوصول 4 شهداء بينهم طفلان إثر غارة للاحتلال على منزل بحي التفاح شرقي مدينة غزة.
وتعرضت المناطق الشرقية لمدينة غزة، بما فيها حي الشجاعية، لغارات جوية وقصف مدفعي، وشمل القصف حي الزيتون الذي يقع جنوب شرقي المدينة، وفقا لمصادر فلسطينية.
وكانت مدينة غزة شهدت في الأيام القليلة الماضية مجازر عدة إحداها وقعت في استراحة على شاطئ البحر وأسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى.
وفي شمال القطاع، تجدد القصف على منطقة جباليا التي تعرضت في المدة الأخيرة لأحزمة نارية. وفي وسط القطاع، أفاد مصدر في مستشفى شهداء الأقصى باستشهاد 5 بينهم أطفال في غارة للاحتلال على مجموعة من الفلسطينيين بدير البلح.
وقبل ذلك، استهدفت غارة خيمة تؤوي نازحين في محيط مستشفى شهداء الأقصى مما أسفر عن 10 مصابين.
وفي مخيم المغازي القريب، أصيبت سيدة حامل بجروح خطيرة جراء قصف مدفعي، وكانت مصادر في مستشفيات القطاع أفادت بأن 109 فلسطينيين استشهدوا الثلاثاء جراء القصف الصهيوني، مشيرة إلى أن أكثر من نصف الشهداء ارتقوا في جنوبي القطاع وبينهم عدد من الباحثين عن مساعدات غذائية.
من جهتها، قالت الأمم المتحدة إن العمليات العسكرية الصهيونية تكثفت في غزة منذ إصدار أمر النزوح الأخير، وأكّدت نزوح ما لا يقل عن 1500 عائلة من شمال غزة وكذلك من الجزء الشرقي من محافظة غزة.

هدنــة مـن شهريـن

في الأثناء، كشفت مصادر عن تفاصيل مقترح جديد يجري تداوله في كواليس الوساطة، بشأن وقف الحرب في غزة واستعادة الأسرى الصهاينة، وبحسب المقترح، سيتم في اليوم الأول من بدء الهدنة التي ستدوم 60 يوما، إطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء، ثم يُفرج عن اثنين آخرين في اليوم الخمسين، ما يعكس محاولة لتفكيك التعقيدات الأمنية والسياسية المحيطة بملف الأسرى، ووضعه في إطار زمني يراعي مطالب الطرفين.
ومن بين البنود التي يتضمنها المقترح الجديد، وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، إطلاق سراح 8 أسرى صهاينة أحياء في اليوم الأول من الهدنة، إطلاق سراح أسيرين إضافيين في اليوم الخمسين، تسليم جثامين 18 أسير صهيوني على ثلاث دفعات، انسحاب الجيش الصهيوني حتى “محور موراج”، وزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ونقلت مصادر مطلعة على المفاوضات تأكيدها وجود فرصة كبيرة لإبرام الصفقة، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى استمرار خلافات أساسية تتعلق بشروط إنهاء الحرب، ومدى انسحاب الجيش الصهيوني من مناطق التمركز الحالية داخل القطاع.