طباعة هذه الصفحة

قصـف عنيـف ومجزرة وحشيـة جديدة برفـح

مراكـز المساعــدات تتحوّل إلـى فخاخ للمـوت

الصّهاينــة يمنعــون “الإسعـاف” مـن الوصول إلــى موقــع المجــزرة

 ارتكب الإحتلال الصّهيوني مجزرة وحشية جديدة في غزة بإطلاق النار على العشرات من الشباب قرب موقع مساعدات جنوبي رفح، ممّا أسفر عن استشهاد 30 فلسطينيا وإصابة 120 آخر، فيما كثّف المحتل من قصفه الوحشي على المدنيين وتماديه في هدم المباني وشن حملات الاعتقال.

قال مكتب الإعلام الحكومي في غزة، إنّ الاحتلال ارتكب مجزرة جديدة بحق المدنيين المحتشدين في مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، داعيا إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة على وجه السرعة لتوثيق هذه المجازر. وبعد استشهاد 30 فلسطينياً وأصيب أكثر من 120 في مواقع توزيع “المساعدات الأمريكية - الصهيونية”، فجر أمس الأحد، ما يرفع عدد الشهداء في تلك المواقع إلى 39 شهيداً وأكثر من 220 جريحاً في أقل من أسبوع.

خطّة إبادة جماعية

 وذكر مدير الإسعاف والخدمات الطبية في شمال غزة، فارس عفانة، إنّ الاحتلال الصهيوني يمنع طواقم الإسعاف من الوصول إلى موقع القصف قرب مركز مساعدات أمريكية غرب رفح جنوبي القطاع لإغاثة الجرحى، مشيرا إلى وجود خطورة في عملية انتشال المصابين. وأكد عفانة أنه لا توجد سيارات إسعاف كافية لمواجهة القصف الصهيوني المتواصل، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال تستهدف سيارات الإسعاف بشكل متعمد. وقال إن الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق المدنيين المحتشدين في مواقع توزيع المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن جريمة الاحتلال الجديدة دليل إضافي على مضيه في تنفيذ خطة إبادة جماعية من خلال التجويع.
ومنذ 20 شهراً يرتكب الاحتلال الصهيوني إبادة جماعية بحقّ الفلسطينيين في قطاع غزة، وبدأ قبل ثلاثة أشهر عملية تجويع ممنهج، ومنع جميع المؤسسات الدولية من إدخال إمدادات. وأشار البرنامج الأممي، في بيان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن لديه “ما يكفي من الغذاء لإطعام 2.2 مليون فلسطيني بالقطاع لمدة شهرين، ووقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإيصاله بأمان”، ولفت إلى أن الوضع الإنساني في غزة يتدهور بتصاعد عقب الحصار الشديد الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني عليها.
وعلى صعيد الحراك الدبلوماسي الرامي إلى وقف إطلاق النار في غزة، نقلت مصادر إعلامية عن مسؤول في حركة حماس قوله، إنّ الحركة ردّت إيجابياً على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة، لكنّها تسعى لإدخال بعض التعديلات. ولم يوضّح المسؤول التعديلات التي تسعى الحركة لإدخالها، فيما قال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات “ إن من بين التعديلات التي تسعى حماس لإدخالها، إطلاق سراح الرهائن على ثلاث مراحل خلال الهدنة التي تستمر 60 يوماً، وتوزيع المزيد من المساعدات في مختلف المناطق، وأضاف المسؤول أن حماس تريد أيضاً ضمانات بأن الاتفاق سيؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.

غارات صهيونية شرق غزّة

 وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بشنّ طائرات الاحتلال الصهيوني غارات على حيّي الزيتون والتفاح في شرق مدينة غزة. وقالت بأنّ جيش الاحتلال الصهيوني نفّذ عمليات نسف مبانٍ سكنية شرق مدينة غزة. كما نسف الاحتلال الصهيوني مبانٍ سكنية في بلدة القرارة شمال شرق مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة. وأعلن مجمع ناصر الطبي عن استشهاد الدكتور حمدي النجار زوج الطبيبة آلاء النجار، ووالد الأطفال التسعة الذين استشهدوا في قصف جوي استهدف منزل العائلة في خان يونس قبل نحو أسبوع، كما قالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 200 مصاب وصلوا لمجمع ناصر الطبي، 30 منهم بحالة حرجة، و5 حالات موت سريري.
وأوضحت الوزارة أنّ الإصابات بحاجة عاجلة لوحدات الدم، وأن “الوضع الصحي كارثي، خصوصا بعد خروج مستشفيات شمال غزة عن الخدمة”.

حملة اعتقالات بجنين ونابلس

 شنّت قوات الاحتلال الصهيوني حملة اقتحامات جنوب جنين في الضفة الغربية المحتلة، ونفذت حملة اعتقالات في بلدة فحمة، كما اعتقلت فلسطينيا في قرية يتما جنوب نابلس. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر لؤي شفيق صعابنة من بلدة فحمة في جنين. كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة حلحول شمال الخليل بالضفة. وفي قرية يتما جنوب نابلس، ذكرت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال اعتدوا على الشاب رشاد محمد نجار بالضرب أثناء عمله، واقتادوه إلى جهة غير معلومة. وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وسيرت دوريات راجلة فيها.
وفي رام الله هاجم مستوطنون عائلات فلسطينية على أطراف بلدة سنجل شمال المدينة تحت حماية قوات الاحتلال الصهيوني، وقام المستوطنون بإلقاء الحجارة على منازل الفلسطينيين وحاولوا تخريب أراض زراعية. وأفادت مصادر محلية، أن الاحتلال اعتقل عددا من الشباب الذي حاول التصدي للمستوطنين، وأغلق مداخل بلدة سنجل.
كما داهم مستوطنون البلدة القديمة في الخليل جنوبي الضفة الغربية تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال التي أغلقت المحلات التجارية ومنعت الفلسطينيين من الوصول للبلدة القديمة. فيما أنذر الاحتلال الصهيوني، الفلسطينيين بمحافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بإخلاء مناطقهم والتوجه إلى منطقة “المواصي” غربا، تمهيدا لتنفيذ هجوم عسكري.