دعا مبعوث فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أمس الثلاثاء، العالم إلى التحرك في ظل دعوات مسؤولين صهاينة إلى قصف مخازن الغذاء والمساعدات في غزة.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعث بها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (اليونان)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ، بشأن مواصلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وقال منصور: “لا يمكن أن يقف العالم مكتوف الأيدي، بينما يدعو المسؤولون الصهاينة بلا خجل إلى قصف مخازن الغذاء والمساعدات في غزة لمنع المدنيين من الوصول حتى إلى ما تبقى من إمدادات ضئيلة، وهو ما يكشف عن نوايا تجويع الشعب الفلسطيني وحرمانه حتى الموت”.
وأشار منصور إلى أنّ قصف الاحتلال في مطلع الشهر سفينة تابعة لتحالف “أسطول الحرية” في مياه مالطا، كانت تحمل مواد غذائية ومساعدات إنسانية أخرى لإنقاذ الأرواح، ممّا عرّض حياة 16 عاملًا إنسانيًا وناشطًا في مجال حقوق الإنسان للخطر.
وفي تحريض جديد على ارتكاب مزيد من جرائم جماعية بحق المدنيين، دعا وزير التراث الصهيوني في مقابلة صحافية مساء الاثنين، إلى فرض المجاعة على الفلسطينيين بغزة واستهداف مخازن الغذاء، في محاولة لدفع السكان إلى الهجرة القسرية تحت الضغط والجوع.
وقال، إنه “لا توجد مشكلة في قصف مخازن الوقود والغذاء”، مضيفا: “يجب على الغزيين أن يجوعوا”.
وجــــبة واحــدة كــل يومـــين أو ثلاثـــة
في السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، أمس الثلاثاء، إنّ مئات الآلاف من الفلسطينيين بغزة يتناولون وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة جراء سياسة التجويع التي تواصل سلطات الاحتلال تنفيذها في القطاع بإغلاقها للمعابر، ومنع دخول المساعدات الإغاثية منذ أكثر من شهرين.
وأضاف المتحدث الإعلامي باسم الأونروا عدنان أبو حسنة، في بيان، إنّ “مئات الآلاف من الفلسطينيين يتناولون وجبة واحدة كل يومين أو ثلاثة”. ومنذ 2 مارس الماضي، أغلق الاحتلال معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبّب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين. وأوضح أبو حسنة أن أكثر من “66 ألف طفل بغزة يعانون من سوء تغذية خطير” جراء سياسة التجويع الصهيونية.
رفـــض خطّــــة المساعــــــدات
وأكّد أبو أنّ وكالته الأممية “لن تكون جزءا من الخطة الصهيونية لإدخال المساعدات إلى غزة”، مشدّدا على أنّ الخطة “لا تلتزم بمعايير الأمم المتحدة”.
وبحسب ما نقله موقع إخباري صهيوني، فإنّ المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) صادق خلال اجتماعه الأخير (مساء الأحد) على خطة صهيونية - أمريكية مشتركة لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، عبر صندوق دولي وشركات خاصة، ووفق شروط يضعها جيش الاحتلال. كما أنّ “الخطّة تبدو مصمّمة لتعزيز السيطرة الصهيونية على المواد الأساسية اللازمة للحياة كأسلوب ضغط وكجزء من استراتيجية عسكرية.
وسبق أن أعلن كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر، أن المنظمة لن تشارك في أي خطة لا تلتزم بالمبادئ الإنسانية العالمية وهي: الإنسانية والنزاهة والاستقلال والحياد.